التسوية على مفترق طرق وفي لحظة حاسمة، حيث الجميع في حالة إعادة تموضع، وتقريب مواقف واصطفافات تحتشد خلف راية واحدة وضد خصم واحد، الجميع مع دولة مركزية إستبدادية واحدة، يقتسمها مركز الزيدية في مران وسائر القوى، له مفاصل القرار وللبقية دور تلميع الصورة.
الحالة اليمنية تمر الآن بمخاضات بين حل وحرب: حل يهندسه الجوار وقوى الإقليم وعواصم صناعة السياسة، وحرب لفرض أمر واقع جديد على الجنوب بالسياسة أو بالقوة القهرية.
من هذا الإحتشاد الإقليمي لا نستثني أحداً بما في ذلك الإمارات، التي تعيد تفكيك وتركيب أوزان وأحجام الأطراف المحسوبة عليها، وربما تبيع هذا الطرف وتهيئ الأرضية السياسية لتسويق ذاك.
لا شيء للجنوب على طاولة التفاوض: أما الرضوخ بوسائل الضغط الناعمة والخشنة، وإما باستخدام أدوات الإقصاء، على غرار إجتياح عدن.
نحن أمام تنازل بالترضي أو شطب بالحرب.
ومع ذلك يبقى الجنوب البوابة الآمنة لتمرير أو إجهاض أي تسوية، فمن دون حقوقه لن يُسقِط السلاح، وإن نزل تحت الأرض كمقاوم.