إنخرس الحوثيون بشكل مفاجئ ومهين وانخفضت لغة التهديد والوعيد بحق إسرائيل وأمريكا وبحق الملاحة الدولية، لكنهم لا يرغبون أن يظهروا أمام زنابيل المسيرة انهم يسمعون ويطيعون للإدارة الأمريكية باحترام ناعم، وينفذون توصياتهم ورسائلهم سواء وصلتهم عن طريق قنواتهم الخلفية او وصلتهم مباشرة.
لإرباك حاضنتهم لا بد من استحداث ضجيج وافتعال أزمات وخلق أحداث جديدة حتى يتوه الزنابيل والحمقى وعبيد الإمامة أمام أكوام الإشاعات والأكاذيب التي يتم ضخها على مناصريهم.
تحولت غزة إلى شماعة ذهبية كان كاهن مران ينسج منها ألف حكاية كحكايات ألف ليلة وليلة.
لكن شهرزاد توقف عن سرديات غزة بعد رعبه من تصفيات الصف الأول لحزب الله، وتلقيه إشعارا بتطبيق التجربة مع مسيرته.
فتحول شهزاد الحوثي إلى مسار أخر بعيدا عن غزة فنسج البطولات عبر ضجيج معارك البنك المركزي، ومن ثم أحداث قيفة ثم إلى تشكيل حكومة الكراتين الحالية.
الأعلام الصفوي يتفنن في صناعة الإشاعات و تشتيت العقلية والحاضنة التي يتحرك فيها.
لا يستطيع الحوثيون العيش أو التحرك إلا في ظلال الأزمات والحروب والصراعات وافتعال مشاهد الأكشن والاستعراضات.
هدوء السلام يقتلهم والحديث عن المستقبل يؤرقهم وحقوق المواطنين يؤذيهم، الديمقراطية عندهم كفر والتعددية السياسية اتباع للغرب وأمريكا وإسرائيل.
طوال سنوات الحرب كان عبدالملك الحوثي يخفي فشلة وإخفاقاته على كافة الصعد خلف ادعاءات العدوان والحصار.
توقف العدوان حسب توصيفهم ورفع الحصار، فصار لازما عليهم استحداث شماعات جديدة لإخفاء إخفاقاتهم وجرائمهم وفشلهم الفاضح.
لذا لا تستغربون أن تجدوا في مناطقهم أحداث لا تكاد تنتهي على غرار المسلسلات المكسيكية.
إنها طهران تريد الكل أن يعيش في الماضي أو في أحضان الوهم .
لا دخل لهم أن يموت الناس جوعا أو يسحقهم الفقر أو تنعدم ضروريات الحياة في واقعهم..
مسؤوليتهم فقط أن يحكموا وأن يجلدوا الظهور كي تقبل الركب وتقدس السلالة ..