تغير كبير في خطاب المحور الإيراني تجاه إسرائيل، من استراتيجية الهجوم إلى استراتيجية الردع.
طوال 16 يوم الماضية وهي التوقيت الزمني منذ استهداف إسماعيل هنية بطهران عشية تنصيب الرئيس الإيراني الجديد وبحضور 110 من وفود دول العالم وطهران تستعرض سينمائيا أسلحتها وأغانيها الحربية وتقدم مشاهد استعراضية في مناوراتها العسكرية على حدودها مع دول الجوار.
واليوم انضم حزب الله لذات الإخراج السينمائي وبث اليوم مقاطع محترفة الإخراج والمونتاج لما اسماه "منشأة عماد 4" وتغير الخطاب بدلا من حرق إسرائيل انتقاما لهنية إلى خطاب التوعد في حال فكرت إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية لجنوب لبنان .. "فحزب الله جاهز للرد".
مدلولات استعراضات محور طهران يأتي في السياق التالي.
- لن يرد حزب الله في هذه المرحلة ما دامت إسرائيل لن تهاجم لبنان .
- طهران لن تضرب إسرائيل في هذا التوقيت خاصه وهناك ماراثون من المباحثات بين " مصر وقطر وإسرائيل وأمريكا بخصوص وقف الحرب وإطلاق الأسرى ".
مطابخ إعلامية موالية لإيران وأخرى متعاونه من عمق المجتمع الغربي تروج أن إيران تشترط وقف الحرب على غزة مقابل وقف الهجوم على إسرائيل.
وتقديم هذه النقطة على أنها انتصار للديبلوماسية الإيرانية.
إسرائيل تعيش مأزق تاريخي وان حاولت الظهور بانها في موقف القوة والموجهة، فحقيقة الأمر هناك تصدعات في عمق رحم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتباينات في المكونات السياسية ومخاوف من انهيار حلفاء نتنياهو.
وإرهاق أمريكي وغربي لهول المساعدات العسكرية التي تصب على إسرائيل جوا وبرا وبحرا، وحتى اللحظة مازالت تل أبيب غارقة في غزة ولعنات الموت والهزيمة تلاحقها في كل أحيائها ومبانيها.
فشلت واشنطن وتل أبيب في انتزاع أي نصر أو تحقيق أي نتيجة ترد ماء وجهوهم.
الترويج مبكرا لإيران بانها ستوقف حرب غزة بشروطها هو آخر مشاهد الاستعراضات.
إيران لن توجع إسرائيل وتل أبيب لن تتخلى عن طهران كحليف تاريخي مناصر لها تسعى للحفاظ عليه، مهما بلغ صراخ وعواء العداء والخلاف بين الطرفين، فكلاهما غارق في عقد المتعة السياسية.
العرب والسنة أعداء إسرائيل
وكذالك العرب والسنة أعداء إيران.
الحمقى فقط هم من يصدقون مشاهد الكومبارس.
*****
( الكومبارس/ تعني ممثل الخلفية أو الممثل الإضافي).