;
أحمد حوذان
أحمد حوذان

معاناة الجرحى.. ثلاث مطالب موجهة إلى الحكومة 922

2024-08-22 01:45:19

يعاني جرحى ومعاقو الحرب من آلام شديدة وإصابات تتطلب علاجات ورعاية طبية مكثفة. إن ظروفهم المعيشية والإنسانية والصحية في غاية السوء، إذ يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء، بالإضافة إلى عدم الحصول على الرواتب والعلاوات والمساعدات اللازمة.

الجرحى اليوم لا يزالون يعبرون عن حاجتهم الملحة للسفر والعلاج من الأعراض والأمراض الناجمة عن إصاباتهم، وذلك نتيجة الإهمال الرسمي بشكل عام وسوء المعاملة الذي تعرضت له لجنة الجرحى بشكل خاص. كما يتطلعون إلى تحقيق ترقيتهم وصرف رواتبهم الشهرية مع كافة العلاوات والمزايا المستحقة. بالإضافة إلى ذلك، يطالبون بعلاج جميع الجرحى والاهتمام بهم بشكل جاد، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم، بهدف التخفيف من معاناتهم.

ويعاني معظم جرحى الجيش في محافظة مأرب، التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، من ظروف مؤلمة وصعبة، مما دفعهم للخروج إلى الاعتصام تعبيرًا عن معاناتهم. خلال زيارتي لهم يقول هؤلاء الجرحى انهم يشعرون بالتجاهل والإهمال من قبل الحكومة الشرعية، التي تنكرت لتضحياتهم ولم تفِ بوعودها والتزاماتها تجاههم. وقد أدى هذا الوضع إلى مشاركتهم الفعّالة في العودة للاعتصام التي تشهدها المدينة منذ عشرة أيام، سعياً وراء تحقيق مطالبهم ورفع معاناتهم

خلال زيارتي لمخيم الجرحى، أفاد المتحدث باسم المعتصمين، أبو خبان المغنيز، أن قرار خروجهم جاء نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها. وأوضح أن مطالبهم تتلخص في ثلاثة نقاط رئيسية: العمل على تسوية أوضاع الشهداء والجرحى مع بقية التشكيلات العسكرية.

وأوضح أن من بين هذه المطالب أيضًا إنشاء مدينة سكنية تستضيف أسر المعاقين والجرحى، نظرًا لأن الكثير منهم يعيشون في ظروف قاسية.

shape3

كما أكد على أهمية العناية بملف علاج الجرحى العالقين في الخارج من بين جرحى الجيش الوطني.

ويطالب هؤلاء الأبطال الميامين بتوفير العلاج اللازم لهم، وصرف الرواتب والعلاوات المستحقة، بالإضافة إلى معالجة مشكلاتهم وإصلاح أوضاعهم، وترقيتهم. كما يطالبون بتخصيص الميزانية المخصصة لهم، وضمان معاملتهم بصورة مشابهة لغيرهم من الجرحى في المحافظات المحررة.

هم شهداء أحياء، تجسدت فيهم معاني التضحية، حيث نازفوا جراحهم ليمنحونا حرية الحياة. قدموا أجزاء من أجسادهم في مسيرتهم الشاقة، مخلدين في تاريخهم انتصارات متتالية. التزموا بالوصية الأساسية، فحافظوا على الجمهورية من الانزلاق إلى براثن الإمامة مرة أخرى. كانوا من المتطلعين إلى الشهادة، حيث حفروا الأرض بأجسادهم وكتموا آلامهم، التي اختلطت دماؤها بملح الوطن، ليشيدوا أمامنا مسارًا نحو وطن آمن خالٍ من الخوف. هؤلاء هم الجرحى.

إن ما نتمتع به اليوم من أمن وأمان، وما تحقق من إنجازات وانتصارات، إضافة إلى السلام الداخلي وقوة الردع والاستقرار، يعود جزئيًا كبيرًا إلى تضحيات هؤلاء الشجعان ودمائهم وجراحهم التي جعلتهم رموزًا للبطولة. إن جرحى قواتنا المسلحة يمثلون قصة ملهمة في ملحمة الفداء، وهم مسؤولية مشتركة لكل فئات ومكونات ومؤسسات الوطن.

كلما سقطت قطرة دم من جندي في هذا الجحيم الموبوء بالمجرمين والمرتزقة ومن لا يؤمن بالله ولا بالإنسانية، اهتزت سماء اليمن تحت وقع الفاجعة، وارتفع صراخ الحزن من أعماق الأرض.

كنت، أيها الجريح الشامخ، في كل مرة تتسع فيها رقعة المعارك الضارية، ترسم ببطولتك مشهداً من الصمود والتحدي في خضم النيران المتجهة من تلك الفصائل المتوحشة. ومع تزايد التزامك برسالتك النبيلة، كنت تتلألأ بالصمود وسط هذه الظلمة العبثية، مشعلاً الأمل بوعدك وقسمك، وجعلت من حياتك ودمك الطاهر نبعاً يروي أرض الشجاعة.

 أجل، أيها الجريح المعاق والمكسور، الذي تعاني من الضمور وتجد نفسك طريح الفراش بلا حركة وكلمات. لقد انطلقت إلى حيث يتطلب الواجب اتخاذ القرار بسرعة، دون انتظار. على عاتقك تلك المهمة الصعبة التي تُراهن عليك لتحقيق انتصار اليمن في هذه المحنة، مهما كانت التكاليف باهظة. وعلينا جميعاً أن نتحد لصد كل من يسعى إلى انتهاك قدسية هذه الأرض وينشر فيها الفوضى والدمار..

أيها الجريح، الذي تحمل فقدان الأطراف والآلام الجسدية والنفسية، وأنت تتألم من التراجع الذي يثقل كاهلك، حتى أصبحت مقعداً بلا حراك أو صوت. لقد انطلقت نحو الميدان حيث لا مكان للتأخير أو الانتظار، وعلى عاتقك تقع تلك المهمة النبيلة التي تعول عليها اليمن للخروج من هذه الأزمة منتصراً، مهما بلغ الثمن. نحن في صفك لمواجهة أولئك الذين ينتهكون قدسية هذه الأرض، ويزرعون فيها الموت والفساد.

كفاح الجريح

أيها الجندي البطل، كنت بالأمس جريحًا واليوم أصبحت رمزًا للأمان والاستقرار في وطننا. انحنيت لتقبل تراب الوطن، وعزمت على التضحية بحياتك من أجله. تواجه التحديات والمخاطر، بينما كنا نحن نرفع إليك الدعوات والصلوات، نأمل في أن تبتعد تلك المخاطر عنك. لقد تألقت بالصمود وسط النيران حتى حققت الأمان ودرأت عنا المخاطر التي كانت تحيط بجمهوريتنا.

ومع ذلك، أيها البطل، لقد عقدت صداقة مع الموت وواجهته بشجاعة لا مثيل لها، متأهبًا لدحض كل شر يحيط بك. إنك تدرك تمامًا أن من يكتسب الخبرة في أتون الحرب لابد أن يواجه التحديات، نخاطب الحكومة الشرعية وأصحاب الشأن نناشدهم ألا يتخلوا عنكم، بل أن يكونوا عونًا لكم لتحقيق كل ما تحتاجونه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-18 01:52:25

بيادقُ الظل..!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد