يشرق الإصلاح كما تشرق شمس كل يوم طالما وهناك حياة تنبض بالجمهورية والحب لسبتمبر الثورة وقيم الحرية والمساواة والتنمية وأمنيات وأهداف الخير للشعب اليمني.
فالإصلاح كغيره من قوى الشعب اليمني الخيرة ولدت لتخدم هذا الشعب وتحمي قيمه وتنمي المعروف فيه وتنشر مكارم الأخلاق التي بعث النبي الكريم لإتمامها.
(فإنما الأمم الأخلاق) فإذا ذهبت ذهب ضوء الشعوب وانطفأت روح الأمم.
كما أن الإصلاح كحزب سياسي يسعى ولايزال في إصلاح السياسة وتطوير العمل السياسي في اليمن وتنمية الأخلاق السياسية، فالأخلاق السياسية هي ذروة الأخلاق وترمومتر حضارة الشعوب.
ومثل ما يقال الرياضة أخلاق والتجارة أخلاق والدين المعاملة (أخلاق) فقبل هذا وبعده فالسياسة أخلاق لأنها نظرية إدارة الحكم والحياة فإذا فقدت إدارة الحياة إلى الأخلاق فسدت، وخربت وتوحش الناس، وتحولوا إلى غابة مرعبة وما أوحش الإنسان إذا قسى وفقد الرحمة والأخلاق.
من أخلاق السياسة الصدق والرحمة والعطاء الوطني المتدفق ومن أوجه الانحراف أن تعرف السياسة عند البعض بأنها علم يفتقر إلى الأخلاق.
عندها لم تعد سياسة بل وجه من وجوه التخريب، أن السياسة الحزبية تحديدا هي استيعاب الناس والصبر عليهم وخدمتهم والقبول بالشراكة واعتبار الآخر عضوا من أعضاء الجسم (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فكل أبناء الشعب هم أعضاء لجسد واحد مصلحتهم واحدة وأحلامهم واحدة والمهم واحد، ومصلحتهم واحدة، لا تتجزأ والعمل للجزء عمل للكل ولأجلهم.
أيها الإصلاحيون أنتم روح نابضة لهذا الشعب وبالاندماج بهم ومعهم تنتصرون لوطنكم.
أنتم إرادة من إرادة الناس فلا تدعو اليأس يضرب تقدمكم وصمودكم.
أنتم بقلوبكم وتوهج أرواحكم بالحب تعيشون فلا تطفؤوا وهج نوركم بالسماح بظلام النفوس يتسرب إليكم.
عاملوا الناس بأخلاقكم المحسن بمزيد من الإحسان والمسيء بإحسان ورحمة مضاعفة كما يعامل الطبيب مريضة وكما يعامل الأب إبنه والإبن أباه والأستاذ تلميذه والتلميذ أستاذه فأنتم تجمع ومجتمع تمثلون كل هذه الأرواح وكل هذه القلوب في قالب الإصلاح وقلبه ونهجه ومنهجه، ولا تلتفتوا لمن يعيش حالة من الغضب والحماقة فالغضب لا يأتي بخير والحماقة داء العقل والروح فتلك حالات مرضية تدعو للرحمة والشفقة علاجها واجبكم والصبر عليها مهمتكم.
ليكن شعاركم (رحم الله أهدى إلي عيوبي) اسمعوا للنقد وأنصتوا للنصيحة ودعوا الشماتة تتبخر مع الريح.
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
كل أبناء الشعب شركاء لا اتباع، إخوة لاخصوم وكل القوى السياسية سند في تحقيق الأهداف الوطنية ومواجهة التحديات وما أكثرها هذه الأيام فشد عضدك بأخيك.
(اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ).
لا خصومات مع أبناء الشعب في نهج الإصلاح بل أخوة وشراكة في هذا الوطن وفي البناء والتضحيات ومواجهة التحديات.
ومهمة الإصلاح وكل القوى الوطنية تحقيق هذا الوعي وإنتاج هذه الروح.
فالوطن يبنى بكل أبنائه والتحديات والمخاطر تواجه بيد واحدة وقلب واحد.