إلى محمد دبوان المياحي في زنزانته: أهديك بعض حرفك الحر.
في 7 ديسمبر 1941م تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية على يد الجيش الياباني لهزيمة تعد فاضحة في تاريخها، إذ تعرض الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ لهجمة جوية وبحرية يابانية أسفرت عن مقتل أكثر من 2400 ضابط وجندي أمريكي واحترقت عشرات السفن والطائرات.
في اليوم التالي وقف الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت أمام الكونغرس واصفاً ذاك اليوم بـ(يوم العار) الذي لن تسكت عنه بلاده، وهذا ما تم فعلا إذ بقيت أمريكا غاضبة لرد عار الهزيمة حتى اضطرت في سياق ذلك لإلقاء قنبلتيها الذريتين على هيروشيما وناغازاكي في أغسطس 1945، وكانت هي المرة الوحيدة في التاريخ يستخدم فيها العالم السلاح الذري نتج عن ذلك احتلال اليابان واستسلامها.
في الوقت القريب، وفي شهر مايو الماضي 2024م خرج رئيس الوزراء البريطاني سوناك إلى شعبه من منصة مجلس العموم معلنا أن يوم 20 مايو سيكون (يوم العار العظيم) في بلاده بعد التوصل لتقرير عن خطأ طبي في قطاع الصحة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي تسبب في وفاة حوالي 3000 شخص للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة وفيروس الكبد نتيجة نقل دم ملوث.
بعد ذلك، وتعليقا على هجمات 7 أكتوبر الفلسطينية التي استهدفت الكيان، وقف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي قائلا: "إنهم سيعيشون يوم 7 أكتوبر في عار إلى الأبد"، مضيفا؛ "إن 7 أكتوبر بدأ كيوم مثالي، وليس سحابة في السماء، فجأة تحولت الجنة إلى جحيم".
لكل شعب كبوة ومع كل أحلام كوابيس، والشعوب الحية هي من توثق لحظات انكسارها أكثر من أيام أمجادها، لتكون عبرة للأجيال وباعثا على استرداد النصر واستشعار الخطر.
ويمنيا، فإنه لا شيء كالإمامة يجمع بين تبعات ومرارة الهزيمة والإيدز التي اعتبرهما الأمريكان والإنجليز عار عظيم، لذا فإن يوم 21 سبتمبر من كل عام يجب توثيقه باعتباره يوم العار التاريخي الذي لا تطهر منه بغير استعادة 26 سبتمبر المجيدة بصورة أزهى من سابقتها وأجلى من الشمس.
السلام عليك يا محمد دبوان المياحي وأنت تخط باعتقالهم لك في يوم العار التاريخي، هذه الحقيقة من داخل الزنزانة كما كتبتها سابقا في سجنهم الكبير صنعاء، التحية إليك وكل رفاقك الأحرار في زنازين آخر نسخة من الإمامة التي ستزول إلى الأبد.