;
رشاد الشرعبي
رشاد الشرعبي

26 سبتمبر.. ثورة تتجدد وكهنوت يلفظ الأنفاس 54

2024-09-25 00:59:21

شكلت ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م لحظة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر - ولا زالت - ومحطة مهمة للشعب اليمني فصلت بين الحرية والاستعباد، بين النور والظلام، بين التخلف والانغلاق والانفتاح على العالم، بين الحق والباطل، بين الشورى والديمقراطية وادعاء الحق الإلهي بالحكم والاصطفاء، بين المساواة والعدالة وبين العنصرية ووهم الأفضلية والجبروت والطغيان.

62 عاماً منذ قرر أحرار اليمن وتنظيم الضباط الأحرار أطلاق شرارة الثورة وإنهاء الحكم السلالي العنصري الكهنوتي إلى الأبد، وعادت الإمامة قبل 10 سنوات بشكلها الحوثي الإيراني الجديد، لكن الزمن لم يعد كما كان فقد تغيرت مياه كثيرة في كل ربوع اليمن، وصار الشعب أكثر وعياً ورفضاً للعنصرية والكهنوت وسيتم القضاء عليها أولاً بالوعي الذي تتسع مساحته في أوساط الشعب، والإدراك الكبير بأهميتها كثورة وأهدافها الستة الخالدة ونظامها الجمهوري.

لم ولن تنته ثورة ٢٦ سبتمبر بمجرد وقوع أجزاء غالية من اليمن في وسط موجة ارتداد كهنوتي وانتفاشة إمامية كانت وستظل بمثابة سحابة صيف أطلت بقرونها المتخلفة في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، لأن مشروعاً عنصرياً استبدادياً انكشف حينها وهو إلى زوال بصمود اليمنيين وتمسكهم بثورتهم وجمهوريتهم حتى لو بقي بطلاً واحداً في متارس العزة وجبهات الصمود.

محاولة إعادة الإمامة بنسختها الحوثية المدعومة من النظام الإيراني تغذيها ثقافة عنصرية وكهنوتية عانت منها أجزاء كثيرة من اليمن خاصة في شمال الشمال، لأكثر من ألف عام، لكي تكتب فصلها الأخير وعرفتها أجيال ثورة ٢٦ من سبتمبر و١٤ أكتوبر عن قرب وهي التي لم تتعرف جيداً قبل ذلك على ما كان قبل الثورة المجيدة، ولعلها حكمة الله أن يتذكر الناس قبح تلك الإمامة وورثتها الجدد وعظمة الثورة التي وأدتهم قبل ٦٢ عاما.

الاحتفالات التي تشهدها المدارس والمنازل والتجمعات والوسائط الاجتماعية في مناطق سيطرة مليشيات الإمامة الحوثية تعزز ذلك، وتؤكد أن الثورة انطلقت من جديد لسحق الإمامة كفكرة ومشروع عنصري خبيث قبل سحقها كسلطة غاشمة ومليشيات إرهابية مسلحة تقوم بأعمال القتل والسلب والنهب والتدمير لكل مكتسبات اليمنيين التي تحققت خلال أكثر من نصف قرن.

عاد الزخم للثورة وما تمثله من قيم تحررية وإنسانية بصورة لم تكن متوقعة، وشهدت العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن مسيرات احتفائية متخمة بالأعلام الجمهورية، والأناشيد الثورية والهتافات "بالروح بالدم نفديك يا يمن" رغم الملاحقات والتهديدات والاعتقالات وحشر اليمنيين واستغلالهم في زاوية الاحتفاء بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام.

ولأول مرة بدأ اليمنيون احتفالاتهم بثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة مع إطلالة الساعات الأولى لشهر سبتمبر هذا العام، وتسابق الناشطون في بث وصناعة الأغاني الثورية القديمة وتجديدها، وشهدت المدارس والجامعات زخماً كبيراً في تسجيل تلك الأغاني الثورية القديمة والجديدة بشكل جماعي، وبثها في وسائل الإعلام والوسائط الاجتماعية في صورة تبعث الأمل بالانتصار القريب للثورة وقيمها وأهدافها الخالدة على الكهنوت العنصري.

وما يبعث على التفاؤل أكثر هم أولئك الأبطال المرابطون رغم الظروف القاسية والمعاناة في جبهات البطولة والنضال من تعز والساحل إلى مأرب وقعطبة وبيحان والقبيطة في ملحمة أسطورية ليست غريبة على اليمنيين ونضالاتهم الممتدة على مدى القرون الغابرة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد