سبتمبر، الشهر الذي يمتزج فيه التاريخ بالذاكرة، يتجاوز كونه مجرد علامة زمنية ليصبح رمزًا قويًا للثقافة والانتماء.
إن احتفالات سبتمبر تجسد روح الشعب، حيث يتحول إلى مناسبة ليست محصورة في النخبة السياسية، بل تفيض بأجواء شعبية تجذب الفلاح والجندي والعامل والراعي والطالب، فهذا الشهر يمثل قيمًا راسخة، تعكس التحديات والآمال.
"الفلاح" بيده التي تزرع الأرض، يشمخ خلال سبتمبر، مستحضرًا عرقه وتضحياته، "والجندي" الذي يحمي الوطن، يتجلى في هذا الشهر كرمز للبطولة والصمود، "والعامل" الذي يدفع العجلة الاقتصادية، يرفع صوته معبّرًا عن حراكه ومطالبه، بينما "الطالب" الجيل الواعد، يستلهم من أحداث سبتمبر قوتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل.
تحمل احتفالات سبتمبر طابعًا ثقافيًا عميقًا، وتتحول إلى مهرجانات تعكس الفنون الشعبية والموسيقى والرقصات التقليدية، وتصبح هذه المناسبات منصات لتبادل الأفكار وتعزيز الانتماء الوطني، ولذا، فإن سبتمبر ليس مجرد تقليد بروتوكولي، بل هو تجسيد لروح المجتمع وتطلعاته.
عندما يتغلغل سبتمبر في روح الشعب، يتحول إلى شيء أعظم من مجرد احتفال، يصبح رمزًا للأمل والقوة، يحمل رسالة واضحة: لا خوف على هذا الشعب مهما اعترته العلل، فالتحديات مهما كانت صعبة، تصبح فرصًا لتجديد العزيمة والإرادة.
يسألونك عن سبتمبر، قل هو قدر الله، فهو يعبّر عن قدر هذا الشعب، روحهم التي يستمدون منها البقاء، فبدون سبتمبر، تختفي الهوية الوطنية وتضيع المعاني، إنه رمز للتاريخ، ويحفظ ذاكرة الأجداد ويعيد شحن الهمم للأجيال القادمة.
سبتمبر هو أكثر من مجرد شهر في التقويم؛ إنه علامة فارقة في حياة الشعب اليمني، هو المحطة التي تنطلق منها الأحلام، واللحظة التي تلتقي فيها الأجيال لتتشارك الفخر والإرادة، ومع مرور الوقت، يظل سبتمبر حاضرًا، يحمل في طياته القيم والدروس التي لا تندثر.