;
محمد علي المقدشي
محمد علي المقدشي

ثورة 26 سبتمبر: تجديد النضال من أجل الحرية والكرامة 244

2024-09-27 13:09:27

تمر اليوم 62 عاماً على ثورة 26 سبتمبر الخالدة، تلك الثورة التي قادت اليمن إلى بر الأمان بعد سنوات من الاستبداد والإمامة. إن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي تجسيد لحلم اليمنيين في بناء دولة قائمة على أسس العدل والمساواة، تعيد إليهم كرامتهم وتحررهم من نير الظلم.

في كل عام، تذكرنا هذه الثورة بأهمية النضال المستمر من أجل الحرية، وتدفعنا لتجديد العهد بأن نبقى أوفياء لمبادئها. ورغم الأزمات والتحديات التي مر بها الوطن، تبقى ثورة 26 سبتمبر شعلة مضيئة في قلوب الأجيال المتعاقبة، تحثهم على العمل من أجل يمن أفضل.

ومع احتفالنا بهذه الذكرى، نتذكر أيضاً الفترة العصيبة التي عاشها اليمن في السنوات الأخيرة، والتي بدأت مع سقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014. هذا الحدث المؤلم كان نتيجة لخيانات متعددة، وأسفر عن عودة القوى الظلامية التي تسعى لإعادة اليمن إلى عصور الجهل والاستبداد.

واليوم، في خضم الأجواء القمعية التي تعيشها العاصمة صنعاء، تعاني المدينة من اعتقالات تعسفية وقمع للحريات، حيث تحاول مليشيا الحوثي إسكات الأصوات المطالبة بالحرية والكرامة. إن محاولات إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر تواجه تحديات كبيرة، مع تكثيف الممارسات القمعية التي تستهدف الناشطين والصحفيين والمواطنين العاديين الذين يعبرون عن آرائهم.

لكن في خضم هذا الظلام، يبرز دور الجيش الوطني، الذي يمثل الخط الأول للدفاع عن مكتسبات الثورة. فقد أُعيد بناء الجيش ليكون قوة قادرة على مواجهة التحديات والتهديدات التي تلاحق الوطن. وقد أظهر أبطال الجيش شجاعة لا مثيل لها في مواجهة الحوثيين، مُحققين انتصارات تُعيد الأمل لليمنيين في إمكانية استعادة دولتهم.

إن تضحيات هؤلاء الأبطال تذكرنا بتضحيات شهداء سبتمبر وأكتوبر، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية الوطن. واليوم، إذ نتذكر تلك المآثر، نجد أن الشعب اليمني يتوحد حول مبادئ الجمهورية، مُتجاوزًا الخلافات السياسية التي أدت إلى تفكك الصف الوطني.

وفي هذا السياق، يجب على الحكومة أن تبادر بدعم المقاتلين والجرحى وأسر الشهداء، الذين قدّموا الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الوطن. إن توفير الرعاية الصحية والتعويضات المناسبة لهؤلاء الأبطال هو واجب وطني، يعكس تقدير المجتمع لجهودهم وتضحياتهم.

تتطلب المرحلة الحالية أن نتجاوز جراح الماضي ونوحد صفوفنا، ونعمل جميعًا على تعزيز اللحمة الوطنية. فالخطر الذي يواجهنا اليوم هو نفس الخطر الذي واجهته ثورة 26 سبتمبر، وهو عودة الحكم السلالي والطائفي الذي لا يعترف بكرامة الشعب.

إننا بحاجة إلى استعادة وعي الشباب بأهمية هذه الثورة وأهدافها، وغرس قيم الحرية والديمقراطية في نفوس الأجيال القادمة. فثورة 26 سبتمبر ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي نهج حياة، علينا جميعًا أن نحافظ عليه وننقله إلى الأجيال القادمة.

ختامًا، تبقى ذكرى 26 سبتمبر محفورة في وجدان كل يمني، تُذكرنا بأن النضال من أجل الحرية والديمقراطية هو واجب مستمر. لنعمل معًا من أجل يمن قوي، حر، ديمقراطي، يسوده العدل والأمن.

shape3

الرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى، وكل عام وأنتم والوطن بخير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-18 01:52:25

بيادقُ الظل..!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد