تتكرر في عالمنا قصص الظلم والمعاناة، ويجب أن يكون صوت الحق هو السراج الذي ينير دروبنا. في هذا الإطار، أطلقت مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام وصحيفة "أخبار اليوم" صرخة مدوية تندد بالظلم الذي يحيط بها، مؤكدةً أن الشموع لا تُطفأ بل يجب أن تتألق رغم العواصف.
تجسد صحيفة "أخبار اليوم" محنة تستدعي منا جميعًا وقفة تأمل، حيث تفتح صفحاتها بمناشدات تطالب بإنصافها، موجهةً نداءً عاجلاً إلى رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي ونائب رئيس المجلس اللواء سلطان العرادة ورئيس مجلس القضاء الأعلى. وهذا النداء ليس مجرد استغاثة، بل هو دعوة مفعمة بالكرامة لوقف نار الظلم التي تحرق أوراق الحقيقة.
تسليط الضوء على التناقض الفاضح في تصرفات بعض القضاة الذين يتوجب عليهم تطبيق العدالة يثير تساؤلات هامة. تشدد صحيفة "أخبار اليوم" على أن القضاة الذين يشاركون في الخصومة لا يحق لهم النظر في القضايا المرفوعة ضدهم، مما يتعارض مع نصوص قانونية واضحة. فكيف يمكن للقضاة أن يواصلوا مسيرتهم ما لم تراقب ضمائرهم تنفيذ الأحكام بأمانة وشفافية؟
وفي سياق هذه المحنة المتكررة، يظهر قرار إيقاف نشر الأخبار السياسية والمحلية كخطوة احتجاجية تعكس الظلم، إذ يتحول ذلك إلى إطفاء لشعلة من نور الحق في زمن الظلمة. هل من المعقول أن يُجبر القلم على الصمت عندما تعلو الأصوات المطالبة بالعدالة؟
يجب على الوسط الصحفي محليًا ودوليًا، كالشجرة الضخمة التي تمنح ثمرًا وفيرًا، أن يتضامن مع "أخبار اليوم" ليس من أجل القراءة فحسب، بل من أجل المستقبل الذي يتطلب العدالة والإنصاف. من المؤسف أن نرى قضاة يرفعون دعاوى ضد صحيفة تمتلك حق التعبير عن آرائها، مما يعكس انعدام الثقة في العدالة التي يفترض أن تحتضن كل صوت مُطالب بالحق.
علينا أن نعيد هذه المعركة إلى أمل جديد؛ فالشجرة لا تُزرع في يوم واحد، كما أن الفجر لا يتأخر في القدوم. من الضروري أن نتكاتف، كأفراد ومؤسسات، لإعادة الشموع إلى مكانها بين الأضواء والعمل بلا كلل للتصدي للظلم الذي يسعى لإطفاء شعلتنا.
لذا، يجب على كل ذي صوت، سواء كان كاتبًا أو قاضيًا أو صحفيًا، أن يقف معنا ضد هذه الممارسات غير المهنية، وأن يوجه أنظاره صوب الأمل. لا شيء يمكنه إطفاء الشموع المتوهجة بالحق، وما "أخبار اليوم" إلا شمعة أخرى في دربنا نحو الإنصاف. إن مناشدتها هي صرخة للحق يجب أن تُسمع.