يوم أذل الله بني صهيون، وأرانا ضعفهم، وكشف لنا هوانهم، وأبان للأمة والعالم جبنهم وذلهم، إنه يومنا الأغر والمفصلي، يومٌ لن يمحى من ذاكرة التأريخ، وسيبقى شاهدٌ على أن الأمة تستطيع لو أرادت واستعدت وأعدت "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ…
يوم به أوقف الله مسيرة التطبيع، وذكَّر الناس بالصهاينة الملاعين، والغرب المنافق، والمنظمات الحقوقية الكاذبة، والمؤسسات الإعلامية المُستعبدة من الممول، هو يوم لكنه تأريخٌ من الإعداد، والتخطيط، والصبر، والمجالدة؛ شاء الله فيه أن يُغير العالم، فما بعده ليس كما قبله؛ كيف وفي ذلك اليوم رأينا أقوى جيوش العالم -كما يروج في الإعلام- يُذل ويهان وعلى الفضاء مباشرة "فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ.." فبهتوا وقتلوا وسحلوا، وكانت قبتهم قشرة البيض العاجزة عن الحماية والاحتماء، واستخباراتهم آخر من يعلم، وأول من يُضرب!
نحتفي بهذا اليوم رغم عظيم المآسي، وعمق الجرح، وفظاعة المصيبة، لكن ما يضيرنا هذا، ونحن نعلم على اليقين أن المسلم ما يشاك شوكة إلا كتب له بها أجرا، وأنه فائزٌ في الحياة وفي الممات، وأن أبطالنا الراحلين إلى الله، قد فازوا بنعيمه ورضاه، وتلك والله هي الغنيمة وهي النصر!
احتفاؤنا هو احتفاءٌ بالإثخان في العدو، وكسر شوكته، وإقلاق أمنه، وتنغيص عيشته، وإخلال استقراره، هو يومٌ بدأه الأبطال وسيكمله الرجال -إن شاء الله- لم يكن الأمر سهلًا وإلا لما شرِّد الإنسان في سبيله، وما سالت لأجله الدماء، ودكت الأرض في طريقه، نُدرك عظم التضحية؛ لكن نعلم أن المُضحى لأجله يستحق.
لقد اقترف بني صهيون من يوم أُسس كيانهم المزعوم والمشؤوم إجرامًا وحشيًا لن يجازيهم الجزاء العادل إلا الله وحده سبحانه، فيحييهم ويميتهم، فيذيقهم من العذاب قدر إجرامهم، وينتقم لعباده الصالحين، ويثيبهم أجرًا وجنة ورضا، وإنا إن شاء الله الفائزون! إما بالنصر والتمكين، وإما بالشهادة والخلود في جنة الله ونعمته، والعاقبة للمتقين.