;
علي محمود يامن
علي محمود يامن

الحزب الاشتراكي.. جمهوري النضال وحدوي العقيدة 286

2024-10-11 15:21:52

يعد الحزب الاشتراكي اليمني أحد الأعمدة الجمهورية الوارثة للحركة الوطنية ذات التوجه القومي واليساري على كامل تراب اليمن واحد الكيانات الجمهورية التي انصهرت فيه التنظيمات الوطنية التي كان لها شرف النضال ضد الاستعمار البريطاني وتحقيق الاستقلال والمشاركة بفاعلية في ثورة 26 سبتمبر المجيدة وقد سجل في مقدمة برنامجه السياسي المقر من مؤتمره التوحيدي الأول في 9 مارس 1979م، بأنه الوريث الشرعي للحركة الوطنية اليمنية كلها وهو اعتزاز فيه من المبالغة ما لا يعيب فهو امتداد للكثير من الحركات التي تأسست في خمسينيات وستينيات القرن العشرين وشكل قوة سياسية وشعبية وجماهيرية مؤثرة على امتداد الساحة اليمنية.

وتولى قيادته شخصيات فكرية ونضالية وازنة:

- عبد الفتاح إسماعيل (1978 – 1980).

- علي ناصر محمد (1980 – 1986).

- علي سالم البيض (1986 – 1994).

- علي صالح عباد (مقبل) (1994 – 2005).

- د. ياسين سعيد نعمان (2005).

حزبٌ وحدويٌ في منشئه وتطوره وقياداته ناضل من اجل تحقيق الوحدة اليمنية كأهم أهداف الثورة اليمنية والبرنامج الاستراتيجي للحزب والحركة الوطنية، تلبية طموحات الشعب اليمني.

shape3

من أجل تحقيق الوحدة اليمنية التي أعلنت في الثاني والعشرين من مايو 1990م.

 نقف في هذه الإطلال على قراءة تاريخية لنضال ومسيرة الاشتراكي كالاتي:

أولًا: الجذور الفكرية والعقيدة الوطنية:

 الاشتراكي كيان سياسي وطني له ارتباط وثيق بكفاح الشعب اليمني خلال القرن العشرين.

وتعود الجذور الفكرية للاشتراكي إلى الامتدادات والتنظيمات الحزبية ذات البعد العروبي والفكر القومي واهمها حركة القوميين العرب المتأثرين بالفكر القومي العربي، وتوجهات السياسية الناصرية وتعمق في بنيانه التيار الماركسي الذي بدأ نشاطه على مستوى اليمن وأهم زعامته المفكر اليساري عبدالله باذيب.

من أهم مرتكزات العقيدة الوطنية والمنطلقات الفكرية للحزب

 ذو التوجهات اليسارية تمسكه بالهوية الوطنية وأهداف الثورة اليمنية وخصوصًا تحقيق الوحدة اليمنية بكل الوسائل والطرق.

وكان الأكثر وحدوية في كل مراحله التاريخية وضمن برامجه وأدبياته ومناشطه الثقافية والفنية وشعاره في كل مؤسسات الدولة وبرامج المجتمع ومناشط المدارس ومؤسسات التعليم وقنن تجريم الوقوف ضد الوحدة والثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر.

تبنى النظرية الاشتراكية العلمية وتحقيق العدالة الاجتماعية ومناصرة قضايا التحرر في العالم وخصوصا القضية الفلسطينية.

ثانيًا: الخلفية التاريخية والاندماج التنظيمي:

 شيد بنائه التنظيمي معتمدًا على فئة العمال والفلاحين والثوار الأحرار المناضلين على خطى سبتمبر وأكتوبر والطليعية المثقفة بالفكر الوطني القومي واليساري، التي تأثرت به الفصائل المندمجة في الحزب والمتحدة في الجبهة القومية وتدرج من الأيديولوجية القومية إلى الأيديولوجية الماركسية.

ضاربًا مثالًا في النزاهة والشفافية والحفاظ على المال العام.

 وتعود جذور الحزب التاريخية إلى الامتدادات والتنظيمات الحزبية للحركة الوطنية اليمنية التي تشكلت في أزمنة وظروف ومعطيات وبرامج وروئ مختلفة وتوحد عدد كبير منها في التنظيم.

بداء بفرع حركة القوميين العرب في اليمن ذات النشأة والفكر القومي العربي، القريب من فكر الناصرية، ومكونات الجبهة القومية.

 أنعقد المؤتمر التوحيدي في الفترة 11- 13 أكتوبر 1975م لتوحيد الفصائل الثلاث:

(التنظيم السياسي الجبهة القومية وحزب الطليعة الشعبية والاتحاد الشعبي الديمقراطي).

في إطار التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية على طريق الحزب الطليعي من طراز جديد.

وفي 11 فبراير 1976م تشكلت الجبهة الوطنية الديمقراطية من فصائل اليسار الخمس (الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، وحزب الطليعة الشعبية، والاتحاد الشعبي الديمقراطي، وحزب العمل اليمني ومنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين) وبعد فترة قصيرة أنضم معهم حزب البعث وتنظيم السبتمبريين.

 وفي منتصف عام 1978م شكلت لجنة اليسار للأحزاب الخمسة.

 - المؤتمر التأسيسي في الفتر 15-11 أكتوبر 1978م

(المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني) "لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية..

 تتويجاً لنضالات القوى الوطنية والديمقراطية في الساحة اليمنية، من أجل صنع الغد المشرق لشعبنا اليمني واستمراراً أميناً وخلاقاً لتلك النضالات، وتطويراً لنضالاتنا في المرحلة المقبلة، فأن المؤتمر الأول يقر تسمية حزبنا

"بالحزب الإشتراكي اليمني"

بتاريخ 8 مارس 1979م أعلن حزب الوحدة الشعبية اليمني في الشمال كفرع للحزب الاشتراكي اليمني، وفي 9 مارس من نفس العام أعلن الحزب الاشتراكي اليمني كصيغة تنظيمية موحدة على مستوى اليمن كلها.

ثالثًا: الأرضية البرامجية

تأسس الحزب الاشتراكي في أواخر السبعينيات، وتبنّى في مراحله الأولى قضايا العدالة الاجتماعية، كإدماج الفئات المهمشة في المجتمع مثل البدو الرحل، وإصدار قانون الأسرة الذي مكّن المرأة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا.

 ومن أجل تحقيق الوحدة اليمنية خاض اليسار بمختلف تكوينات، حوارا حول الأداة السياسية لقيادة العملية الثورية والتوحيدية، من خلال قيام حزب طليعي واحد يناضل لإسقاط النظام في الشمال ويعلن قيام الدولة اليمنية الموحدة.

مع إمكانية إنشاء جبهة تحالف وطني مع التيارات السياسية الأخرى ذات الميول العروبية والقومية،

ووقع الاتفاق في 12 سبتمبر 78

عن التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية.. عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد.

عن حزب العمل اليمني.. وعبدالباري طاهر وعبدالواحد غالب أحمد.

 عن اتحاد الشعب الديمقراطي.. عبدالله صالح عبده ومحمد عبد ربه السلامي.

 عن الحزب الديمقراطي الثوري اليمني.. سلطان أحمد عمر وجار الله عمر .

 عن حزب الطليعة الشعبية.. يحيى محمد الشامي وعبدالعزيز محمد سعيد.

عن منظمة المقاومين الثوريين.. حسين الهمزة ومحمد صالح الحدي.

رابعًا: الإنجاز التاريخي

  تخلت تجربة الحزب الاشتراكي الكثير من الإنجازات وصاحبها الكثير من الأخطاء القاتلة -وفقا لمعطيات تلك المرحلة- ويمكن استعرض بعض الإنجازات وذلك على النحو الآتي:

عملت الفصائل المكونة للحزب الاشتراكي على تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني، وتحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر1967م، وتوحيد السلطنات والإمارات في دولة وطنية حديثة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".

وعمل مع أطراف الحركة الوطنية على اندلع ثورة 26 سبتمبر 1962م ضد الحكم الأمامي الكهنوتي البغيض.

 ناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية كمشروع إستراتيجي للحركة الوطنية اليمنية، ملبي لطموحات الشعب اليمني العظيم.

وكان له شرف تحقيق ذلك المنجز العظيم مع المؤتمر الشعبي العام وشركاء الحياة السياسية وكل فئات الشعب اليمني في 22 مايو 1990م.

قام بدمج طبقة المهمشين في المجتمع، ومنح فرص العمل ومجانية التعليم والصحة وأذاب الفوارق الطبقية وأنهى الثارات القبلية واهتم بالفن والأدب والمسرح وعمل على إنهاء الأمية وترسيخ مبادئ الثقافة وإلزامية ومجانية التعليم في كل مراحله.

خامسًا: مرحلة الصراع الأيديولوجي

شكل عقدي ستينات وسبعينيات القرن العشرين مرحلة استقطاب سياسي وايدلوجية حادة.

- أحداث 28 يونيو 1978 المأساوية:

إذ وصل الصراع فيها إلى مفاصل الجناح اليساري نفسه، بدأت باتهامات لسالمين بالانفراد بالسلطة حتى جرى إعدامه في الـ 26 يونيو عام 1978 على يد "رفاق النضال والثورة".

ما شكل صدمة وجدانية في الوعي اليمني الجمعي فقد كان رحمه الله يمتاز بالتواضع والارتباط الوثيق بفئات الشعب الفقيرة، وسعيه لتحقيق الوحدة اليمنية بالحوار، بتهم عدة أكثرها شيوعاً تورطه في قتل رئيس الشطر الشمالي حسين الغشمي انتقاماً لمقتل الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي.

وقد شكلت أحداث 13 يناير 1986م موجة جديدة من الصراع على السلطة بمبررات سياسية وفرز مناطقي أدت إلى انقسامات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية بخلفيات جهوية.

فقد تم الإطاحة بعبدالفتاح إسماعيل من السلطة في عام 1980م. وأبعد علي عنتر في أبريل 1981م عن منصبه كوزير للدفاع وعضوية المكتب السياسي واستفرد الرئيس علي ناصر محمد بالسلطات الرئيسية الثلاث.

وأضعف دور الجناح المنوى للرئيس ومن أبرز شخصياته علي عنتر علي سالم البيض علي شايع هادي سالم صالح محمد، أحمد علي السلامي محمود عبدالله عشيش جار الله عمر صالح السييلي وصالح مصلح وزير الدفاع.

فعمل هذا التيار على استدعاء الأمين العام السابق عبدالفتاح إسماعيل المقيم في موسكو للعودة إلى البلاد لإحداث توازن سياسي فكان لها ذلك في 7 أكتوبر 1984م.

بداء هذا الفريق في العمل على تقليص السلطات الواسعة للرئيس وتمكن في 14 فبراير 1985م بقرار الدورة 14 للجنة المركزية بتخلي الرئيس عن رئاسة الوزراء ويتولى عبدالفتاح إسماعيل سكرتير للجنة المركزية لشؤون الإدارة.

طالب تكتل عبد الفتاح وعلي عنتر

الفصل بين منصبي رئيس الدولة وأمين عام الحزب وتوزيع مهام السكرتارية في اللجنة المركزية وهو ما رفضه الرئيس ولم يحسم الخلاف.

أخذ الانقسام داخل الجيش والأمن أبعاد شخصية ومناطقيا حيث كانت أسلحة المدفعية والدبابات تؤيد جناح علي عنتر كان سلاح البحرية والطيران مواليا للرئيس علي ناصر صاحب ذلك انقسام في الوحدات الأمنية.

عقد المؤتمر العام الثالث للحزب الاشتراكي اليمني في 11 أكتوبر 1985م وحضره 426 مندوبا يمثلون المحافظات اليمنية الجنوبية الست بالإضافة إلى ممثلين عن القوات المسلحة ومنظمات الحزب في الخارج تحت شعار (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية).

وتم انتخاب علي ناصر محمد أمينا عاما للجنة المركزية، وعبدالفتاح إسماعيل وعلي علي عنتر أعضاء في المكتب السياسي.

جاءت حادثة الهجوم على مطاري روما وفينا في 27 ديسمبر 1985م والتهديدات الصهيونية بالانتقام من المنظمات الفلسطينية التي اتهمت بارتكاب العملية

فقام جناح فتاح - عنتر

بنشر عدد من الدبابات والوحدات العسكرية حول العاصمة عدن وفي العديد من إحيائها بمبرر توقع ضربة جوية صهيونية على المخيمات الفلسطينية.

 بالمقابل اتخذت الوحدات العسكرية الموالية للرئيس من جانبها الاحتياطات اللازمة وتم عقد الاجتماع الأول للمكتب السياسي.

 في 9 يناير 1986م والذي فشل في التوصل إلى حلول توافقية واقترح تأجيل النظر في القضايا المطروح، إلى اجتماع 13 يناير الذي اندلعت فيه شرارة الصراع المسلح الذي استمر ثلاثة أيام، جرت فيها معارك طاحنة بين القوات الموالية للطرفين.

وتغلب جناح عبدالفتاح وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي سالم البيض في نهاية المطاف.

لأسباب عدة أهمها:

الالتحاق العديد من القادة المعارضين للرئيس بإدارة المعركة وتكذيب للبيان الذي أذيع عبر إذاعة عدن الذي أعلن فيه محاكمة المجموعة المعارضة للرئيس وفشل اعتقال بقية القيادات.

ونجحت أسلحة الدروع والدبابات في الانتشار في معظم المناطق الاستراتيجية في العاصمة عدن، وتدخل مجاميع قبلية مسلحة بأعداد كبيرة لصالح معارضي علي ناصر.

 أدت تلك النتائج إلى انسحاب الرئيس بالآلاف من قواته ونزوح الآلف من المواطنين إلى شمال الوطن.

أدت تلك الأحداث المأساوية إلى حدوث شروخ اجتماعية وسياسية في بنية المجتمع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-18 01:52:25

بيادقُ الظل..!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد