عندما سقطت صنعاء في 2014 ظهر محلل سياسي اسمه محمد صادق الحسيني وهو إيراني يجيد العربية، ويبشر بالعصر الإيراني، وليلتها قال: إيران تسيطر الآن على العاصمة العربية الرابعة!
وقال أيضا: البحر الأبيض المتوسط إيراني والبحر الأحمر صار الآن إيرانياً؛ أما الخليج فهو الخليج الفارسي أصلاً!
والبقية تأتي!
وصحيح فقد تاه اليمنيون والعرب عن تحرير صنعاء وغيرها من العواصم الأربع الأخرى إلى حد الآن، لكن العصر الإيراني في بلادنا ومنطقتنا ليس قدراً أبدياً وهو قد يحتضر قريباً، ولكن في ظل فراغ وغياب مشروع عربي، وليس هناك في دنيا العرب من هو جاهز لالتقاط الفرصة، أو يدعم اليمنيين أو غيرهم في التحرر من سيطرة إيران وأذرعها. وكلما تم عمله وتقديمه، في حالة اليمن، مثلاً، كان دون الحاجة ودون المستوى، ولا يخرج عن حالة التخبط والعجز العربي، بل إن دعماً سخياً للتخريب في اليمن ومن ذلك دعم مشروع التجزئة والتشطير، هو الذي يعبر عن طبيعة الحالة العربية الراهنة.
وظهر الآن مبشر حسيني آخر يقال له محمد علي الحسيني، وهذا شيعي لبناني، بعمامة سوداء، ويبدو كمن يستبشر ويبشر ويكاد أن يفتخر ضمناً وصراحة بعربدة إلصلف الصهيوني وتجبُّره. ولا يكل هذا الحسيني ولا يمل عن بشاراته وتنبؤاته ومعلوماته التي يقول إنها دقيقة عما ستفعله إسرائيل!
وصحيح فقد تلاشى الحلم العربي والمشروع العربي منذ عقود؛ ربما إلى حين أو هكذا نأمل ونرجو، لكن الغرابة أن هناك من يستبشر بالعصر الصهيوني مثل هذا السيد الحسيني، ويبدو أن له مريدون ومعجبون!
بين الحسيني الذي ظهر في 2014 وهذا الحسيني الذي ظهر الآن في 2024 ما يزال العرب متخبطون وتائهون.