;
ياسر الزعاترة
ياسر الزعاترة

العالم مع ترامب لأربع سنوات قادمة.. ماذا بعد؟ 24

2024-11-08 03:38:09

صباح جميل لترامب.. هو بانتظار إعلان الفوز، فيما حصد حزبه أغلبية في مجلس الشيوخ.

‏قلنا منذ اليوم الأول إن ترشيح هاريس كان خطأ كبيرا لأن ليبراليا من (الواسب)، أي البيض الأنجلوساكون البروتستانت، هو وحده القادر على هزيمة ترامب في هذه المرحلة التي تشعر فيها هذه الفئة بأن البلاد تُسرق من أيديها.

shape3

‏جميع الرؤساء الديمقراطيين في تاريخ أمريكا كانوا من الفئة المذكورة، باستثناء (كينيدي) الكاثوليكي. وحين جاءهم أوباما بدورتين من خارجها، ثم تبعه بايدن (الكاثوليكي)، فلن يكون من السهل عليهم تمرير هاريس بعدهما، لأنه ذلك سيكون إعلانا رسميا بتهميشهم، هُم الذين تتراجع نسبتهم أيضا، وستهبط إلى ما دون النصف بعد سنوات قليلة في ظل تواصل الهجرة.

‏لولا ذلك، لما كان لكائن موتور مُتّهم بسيل من القضايا الأخلاقية أن يحقق هذا الفوز، رغم مخاوف الدولة العميقة منه، ورغم موقف غالبية وسائل الإعلام والنخب.

‏نفتح قوسا هنا كي نشير إلى حضور الصوت العربي والإسلامي، ومعاقبته للديمقراطيين بسبب موقفهم من حرب غزة، ومن ثم ما يترتب على ذلك من تبعات على إحساسهم بدورهم وضرورة مشاركتهم، وهذا بالطبع من بركة فلسطين و"طوفانها" وصمود شعبها.

‏قضي الأمر الآن، وها إن العالم سيعيش مع كائن تتلخّص شخصيته في أنه متقلّب، ولا يمكن لأحد أن يتوقّع مواقفه وردود أفعاله، لا في الداخل ولا في الخارج.

‏والأهمية هنا تكمن أنه يأتي في لحظة بالغة الحساسية لأمريكا وللعالم أجمع. أمريكا المنقسمة داخليا، والتي تواجه تحدّيات الصعود الصيني الروسي، العالم الذي يعيش لحظة انتقال تاريخية في موازين القوى، وأضف صراعا مُحتدما هنا في الشرق الأوسط، مع "كيان" يريد الهيمنة عليه، في ذات الوقت الذي يهيمن اللوبي التابع له على نخب السياسة في الساحة الأمريكية ذاتها، رغم خسارته لجزء كبير من الرأي العام في الغرب والعالم بسبب توحّشه في الحرب على غزة.

‏ما نحن متأكّدون منه هو أن ترامب لن يعيد أمريكا عظيمة كما كانت، بحسب شعاره المُعلن، فالزمن لن يعود إلى الوراء، والتعددية القطبية باتت حقيقة واقعة، والأرجح أنه سيعزّز من تراجع نفوذ بلاده عبر خلخلة التحالف الغربي. وإذا قيل هنا إن الدولة العميقة ستلجمه، فإن ذلك سيكون صعبا في حالته تحديدا، كونه جاء من خارج دائرتها وحساباتها.

‏بالنسبة للصراع هنا في المنطقة، فسيكون من الصعب توقّع ردود أفعاله وطبيعة مواقفه، لكن النقطة الأكثر وضوحا هنا هي أن كل عقلاء الصهاينة في "الكيان" وفي أمريكا كانوا ضد فوزه، ما يؤكّد قناعتهم بأن سياساته لن تخدم مستقبل "الكيان"، حتى لو دفعت نحو مزيد من الغطرسة، لا سيما أننا نتحدث عن صراع تاريخي لن يكون بوسع أي أحد أن يحسمه بسطوة الغطرسة أو القوة، وقصة "صفقة القرن" شاهدة على ما نقول.

‏الخلاصة أن في فوزه خير، لأن مسار التراجع الأمريكي سيتعزّز بجنونه ومغامراته، فيما لن يكون وجوده في صالح "الكيان" الذي يطارد زعيمه (نتنياهو) أوهام "النصر المُطلق"، و"الهيمنة على المنطقة".

‏قد تزيد التضحيات والمعاناة في السياق، لكن المؤكّد أن الأمر سيكون في صالحنا وضد المشروع الصهيوني، بل ضد المشروع العدواني الغربي برمّته.. سيحدث ذلك، بإذن الله، إن لم يكن في المدى القريب، ففي المدى المتوسط.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد