إعلان التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسة، خطوة يجب أن تنجح، والشعب اليمني هو أصل وأساس نجاحها؛ ولأنه كذلك فإن عليه أن يحمل همَّ نجاحها، فنجاح التكتل نجاح للشعب والوطن.
إن بناء مشروعٍ ما يمثل حجر الزاوية فيه الخطوة التي تجذب سائر خطوات النجا، ومادامت الخطوة الأولى قد تمت بمثل هذا التكتل العريض؛ فليستمر بناء الصفوف وراء حجر الزاوية ليتسنى بناء المشروع على أحسن ما يرام.
إن استقبال هذا الإعلان بإشهار التكتل برسائل إيجابية هو في حد ذاته الحجرة المهمة التي تلي حجر الزاوية؛ ليمضي صفها والاصطفاف.
لسنا ولا الوطن بحاجة لرسائل سلبية أمام مثل هذا العمل البنّاء، فعبر التاريخ؛ لم يصنع التشرذم، ولا التباكي مشروعا، ولا حقق التشاؤم هدفا؛ وإنما يكون النجاح بوحدة الرؤى، ووحدة الصف، ورص الجهود، وتوحيد الطاقات، وأمل متفائل.
إن الحرص المستمر على أن يكون هناك تكتل وطني واسع، والعمل على أن يحقق هذا التكتل أهدافه لهو واجب وفرض، وإن من الأهمية بمكان بذل الجهود نحو الوصول لوحدة الصف مهما تكررت التجارب، وتعددت المحاولات، ومن المؤكد أن تنجح محاولة من المحاولات، وإن ما يقابل هذا الحرص والنجاح، هو التشاؤم، والنظرة المتشائمة حتما نتائجها فشل وهمٌّ على الدوام، ومصيبة التشاؤم انه يحبط كل المحاولات.
إن التفاؤل لا يخدع النفس، والتشاؤم يحبطها، والأمل يعزز العمل، ويصوب الخطوات، والسخط والتشاؤم يكرس الخيبات ويقود للفشل. وأن تجتمع القوى السياسية في تكتل جبهوي واسع ــ ولو بحدود المعيار الأدنى ــ خير من أن تفترق مختلفة ومتباينة.
إن على المجتمع أن يبارك هذه الخطوة الصائبة، والتي أتت في ظرف أحوج ما يكون إليها الشعب والوطن، وإن من تمام هذه المباركة أن يترجم الأداء الإعلامي والسياسي، وغيرها من المجالات العملية هذه الخطوة، والتي تهزم الانقلاب الكهنوتي، وتستعيد الدولة، وأن تتضافر الجهود والطاقات لتحقيق أهداف التكتل الوطني الذي حدد بدقة طموحات الفرد والمجموع، بله حدد بصوابية أهداف الشعب والوطن.
