قبل عدة سنوات، شهدنا سقوط ثلاث عواصم عربية في قبضة القوى الشيعية، وذلك بدعم من دول ومنظمات إقليمية ودولية. واليوم، نواجه مرحلة جديدة حيث بدأت هذه العواصم تتجه نحو فقدان السيطرة، ومن المتوقع أن تعود إلى أبناء شعوبها. إن هناك مؤشرات واضحة على أن مدنًا مثل صنعاء وبغداد ستشهد تحولات جذرية، مما يتيح لها استعادة حقوقها وسيادتها من القوى التي استولت عليها.
إن الأحداث الجارية في المنطقة تشير بوضوح إلى ضرورة البحث عن حلول سلمية للأزمات. ما حدث في سوريا يعتبر درساً بالغ الأهمية،
نود أن نوضح لميليشيا الحوثي أن الأوضاع قد تغيرت بشكل كبير، وأن الظروف التي ساهمت في دخولكم إلى صنعاء أصبحت الآن ضدكم. فالأطراف التي أدت إلى دخولكم إلى العاصمة قبل بعض السنوات تسعى الآن بكل جهدها لإخراجكم منها. ومن الجدير بالذكر أن صنعاء كانت أول عاصمة عربية أعلنت أنها قد سقطت تحت سيطرة جماعات شيعية، والآن ها هي تعود تدريجياً إلى أصحابها الحقيقيين.
أمامكم خياران: الأول هو المقاومة، ولكن عليكم أن تدركوا أن هذه المقاومة ستؤدي إلى إنهاء كل ما حققتموه، بما في ذلك حياة كل من قياداتكم وأفرادكم. أما الخيار الثاني فهو الاستسلام والرجوع إلى الكهوف، وهو خيار قد يستدعي تدخلًا لحماية أنفسكم من العواقب الناجمة عن أفعالكم ضد الشعب على مدى فترات طويلة.
لقد تخلى من كانوا يدعمون النظام السوري عنه، حيث إن الوضع الراهن في سوريا يشبه تمامًا السيناريو الذي شهد سقوط العاصمة اليمنية صنعاء. هناك تنسيق دولي وإقليمي يدعم إجراء عملية جراحية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.
ومع ذلك، فإن مستقبل سوريا سيعتمد على تصرفات الثوار بعد هذه العملية. من جهة أخرى، فقد أظهر الحوثيون فشلهم في إدارة الأوضاع، مما يقرب نهايتهم مع تعرضهم لكشف ضعفهم على الأصعدة الأخلاقية والسياسية والاستراتيجية.
وعلى المليشيات الحوثية أن تغتنم الفرصة للانخراط في حوار جاد وبناء مع الأطراف اليمنية الأخرى، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تحقق طموحات الشعب اليمني.
إن الإصرار على المواجهة العسكرية لن يخدم مصلحة أحد، وسوف يؤدي إلى مزيد من المعاناة والدمار."
الحوثيين مدعوون إلى إدراك أن التمسك بمواقف متطرفة لن يؤدي إلا إلى عزلتهم عن المجتمع الدولي. ندعوهم إلى الانفتاح على الحلول السلمية والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لبناء مستقبل أفضل لليمن."