دمشق العاصمة السورية على وشك السقوط، بعد أسابيع من بدء المعارضة المسلحة عملياتها العسكرية.
في اليمن لا أحد يقرأ المشهد، ويصنع سرديته في كيفية التعاطي مع هذه الانهيارات المتتالية في صفوف جماعات طهران، يستثمر في هذا الالتفاف الدولي على تحجيم وتصفية نفوذ إيران، يتخذ القرار ويشرع في استثمار التصدع المعنوي في جبهة الحوثي، ويذهب نحو إسقاطه واستعادة الدولة وفك أسر صنعاء.
في اليمن المشكلة إن لا أحد يمتلك قراره سلماً وحرباً، ولا مصلحة وطنية تحتل رأس الأولويات، ولا هامش لحركة مستقلة عن تقديرات موقف دول الجوار، لذا لن يضغط الجيش الشرعي على الزناد، ويعلن قرار الحرب بدعم غطاء جوي لم يستفد منه، ليس كما ينبغي بل وقط، طالما هناك من الرعاة من يقول لا، وهناك من الاتباع من ينحني يقول حاضر نعم.
وكأن الشرعية لا يعنيها أن يتمدد الاحتلال الإيراني لليمن لعشر سنوات أُخرى، أن يلتقط ذراعها أنفاسه، يعيد بناء وترميم تشققات جسده السياسي العسكري، ويصبح معها مواجهته المتأخرة تدخل في عداد الفرص الضائعة.
نعرف إن جماهيرية الحوثي حتى بين حواضنه هي فقاعة صوتية، واحتشاد الساحات هو بقوة الترهيب والترويع، وفي حال اتخذ المناهضون له قرار حرب تحرير، لا مناوشات عابرة محدودة الزمان محددة المكان، من المؤكد أن يتداعى ويصبح أثراً بعد عين، كما هو حال الجيش العقائدي السوري، وكل المليشيات المذهبية وحتى إيران، وهي ترحِّل كبار قادة حرسها الثوري وجنرالات فيلق القدس من سوريا.
منذ البدء الحوثي ليس قوياً، هو يبني تحصيناتها ويفرض حضوره، على واقع التشظي للقوى المقابلة، وبالتالي فإن قوة الحوثي تكمن في ضعف الخصوم.
نضجت كل عوامل التغيير، يكفي تحرير الحديدة كي يختنق الحوثي وتسقط صنعاء من داخلها، تحت وقع المظالم، ومع ذلك ليس هناك في القيادة من يملك حق توجيه الجيش بحمل السلاح ويحارب، وكأن بقاء هذا الوضع الهش مصلحة متوافق عليها من الجانبين وبرضا الإقليم.
الله لا يحارب نيابة عن أحد “الله مع المدفعية الثقيلة”، ولا مدفعية في الميدان، تكسر غطرسة الحوثي وهو في أدنى درجات ضعفه.