في اليمن، لم تعد المأساة مجرد أرقام. إنها وجوه منهكة، ودموع لا تجف، وأرواح تعيش على أطلال وطن مزقته مليشيات الحوثي بانقلابها وجرائمها. قرابة نصف مليون قتيل وأكثر من 7 ملايين مهجّر، لكن وراء كل رقم قصة وجع لا توصف.
تخيل طفلة تكتب في دفترها المهترئ من أحد مخيمات اللجوء: "متى أعود إلى صنعاء؟ أشتاق إلى مدرستي، أشتاق إلى غرفتي."
أم تودع فلذة كبدها عند باب منزلها: "سافر يا بني، فلا أمان هنا... لكن لا تنسَ أننا هنا ننتظرك كل يوم."
رجل مسن يقف عند بوابة سجن صنعاء، يحمل صورة ابنه المعتقل منذ سنوات، يسأل السجانين بلا كلل: "هل يمكنني أن أراه مرة واحدة قبل أن أموت؟"
هذه ليست حالات فردية، بل مآسي تتكرر يوميًا. أم تموت قهرًا لأنها لم ترَ أبناءها منذ سنوات. أخ يجلس في الغربة عاجزًا حتى عن وداع والدته في لحظاتها الأخيرة. عائلات بأكملها مزقتها الحروب، لا لقاء ولا عناق، فقط حنين ورسائل تتوه بين حدود الشتات.
كل بيت يمني اليوم يعاني الفُرقة والشتات، وكأن الحرب قررت أن تجعل من الحزن ضيفًا دائمًا في كل منزل.
ومع كل هذه المعاناة، لم تتوقف يد مليشيات الحوثي عن العبث:
نهب الممتلكات ومصادرة البيوت، وكأنهم يقولون للناس: "لن نترك لكم حتى ذكرياتكم."
اعتقال الأبرياء وإخفاؤهم قسرًا، ليعيش أهلهم على أمل لا يتحقق.
هتك الأعراض، وتمزيق نسيج المجتمع، وكأنها جرائم صُممت لقتل الروح قبل الجسد.
المأساة أكبر من أن تُحصى، لكن الأمل لم يمت:
إن الظلم مهما طال، له نهاية محتومة. ما نشهده اليوم من سقوط الطغاة في سوريا هو بداية سقوط المشروع الإيراني الطائفي الذي نشر الخراب في المنطقة. سقوط مليشيات الحوثي ليس سوى مسألة وقت.
كما تحررت درعا ودير الزور وحماة، ستتحرر صنعاء وتعز والحديدة.
كما انهارت قلاع الظلم في دمشق، ستنهار أركان المليشيات في صنعاء، وسيفتح الله أبواب الحرية لكل المخفيين قسرًا.
•• رسالة للأمل والعمل المشترك:
أيها اليمنيون، إن النصر قريب، لكن علينا أن نتهيأ له. اليوم ليس وقت الشتات أو الخصام، بل وقت التكاتف والعمل المشترك. جيشًا، مقاومة، قبائل، ومواطنين بسطاء-كلنا شركاء في صنع الخلاص من هذا الكابوس.
قريبًا، ستفتح السجون، وستعود الضحكات إلى وجوه الأطفال. قريبًا، سيعود المهاجرون إلى بيوتهم، وسيحتضنون من فارقوهم لسنوات.
بإذن الله، الظلم لن يدوم. كما يقول التاريخ: إرادة الله فوق كل قوة، وعدالة السماء لا تغفل. النصر قادم، واليمن سيعود حرًا، موحدًا، وأجمل مما كان -بإذن الله- .. دعونا نتحرك جميعا لطي صفحة الكابوس (مليشيات الحوثي) ثقوا يقينا أن مليشيات الحوثي باتت في أضعف حالاتها على الإطلاق.. سقط بشار ومعه إيران ومليشيات العراق وحزب الله وطيران روسيا..
الله أكبر الله أكبر تحيا الجمهورية اليمنية !!