طبيب العيون الذي أصابه العمى!
لا ثانيَ لبشار في العالم كله اليوم كحاكم دموي
ولذلك قلت بحق أنه الديناصور الأخير من سلسلة ديكتاتوريات العالم المنقرضة
سقوطه اليوم هو سقوط ديكتاتورية الطائفة والمذهبية والسلالية.
لم يسقط بشار اليوم بل سقط يوم تم تتويجه في مجلس الشعب بعد تغيير وتعديل الدستور من أجل عيون طبيب العيون ووراثة عرش سوريا بعد وفاة أبيه! سوريا الجمهورية!
لم يسقط بشار اليوم بل سقط يوم رحل أروع شعب في العالم وهو الشعب السوري عن وطنه وتركه لبشار!
14 مليون سوري بين نازح ولاجئ ومنفيٍ وهارب في العالم!
700 ألف قتيل على الأقل وملايين الجرحى والمعاقين!
60 عاماً من التسلط والحكم له ولأبيه
وما يزال مصمماً على الحكم له ولولده حافظ!
بِغَض النظر عن المعارضة السورية وكينونتها وهويّتها وتداعيات الحرب على غزة ولبنان فإنّ بشار الأسد استنفد وأضاع كل الفرص لنجاته ونجاة سوريا خلال عقدين على الأقل!
هذا الرجل يمتلك تناحة سياسية حمقاء جامدة وشديدة القسوة لا مثيل لها تجاه شعبه العظيم المبدع وتجاه جوهرة العرب التاريخية سوريا.
رأيت فيديو البارحة تم توثيقه بعد استعادة النظام لحلب سنة 2016 ولم أجد فرقاً بين جرائم النّتِن في غزة وجرائم بشار في حلب!
ويكفي أن تتأمل غباءه وتجمده منذ أسابيع فحسب وحتى اللحظة .. فلا مبادرة ولا خطاب صادق ولا تغيير أو قبول بتسوية يمكن أن تنأى بسوريا عن الحرب والتدمير!
الشعب السوري المبدع لا يستحق هذا العقاب الطويل من أسرة وطائفة منذ 60 عاماً
يهاجر المواطن السوري من بلاده ويصبح رئيساً أو وزيراً في بلدان الدنيا أو أستاذاً في أعظم جامعات العالم .. بينما هو في وطنه مقموع ومضطهد لا يكاد يرفع يدهُ احتجاجاً!
قد تكون هذه الصورة صادمة وقد ترددتُ في نشرها!
فليس من طبيعتي نشر صور كهذه!
لكنني تذكرت البراميل المتفجرة الحارقة فوق رؤوس الأطفال وتذكرت ملايين السوريين المشردين في أنحاء العالم
لا قيمة لزعامة تقتل شعبها طوال عقود ولا تحافظ على سيادة أرضها المقدسة .. سوريا
لم يأبه بشار لعذابات شعبه حتى بعد أن وصل الدولار الواحد 40000 ليرة سورية!
بما يعني أنّ 100 دولار أصبحت 4 ملايين ليرة! هذا سقوط لم يتخيله أحد!
وفي وقت تشاركه 4 دول في السيطرة وتحكم حوالي %80 من سوريا!
فماذا بقي كي تأسف عليه أو تتخوف وتخشى من حدوثه في سوريا!
سقوط حكم الطائفة تأخر كثيراً في سوريا لأسباب معظمها يتعلق بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ودعم روسيا وإيران للنظام
بقي أن أختم بأن المعارضة المنتصرة اليوم مسؤولةٌ مسؤولية تاريخية بالتحلي بقيم التسامح والامتناع عن الانتقام والحفاظ على مقدرات الدولة والشعب السوري واحترام القانون وحقوق الإنسان توطئةً لحكمٍ جمهوري ديمقراطي تنموي يراعي التنوع الثقافي والحضاري السوري.
وفي النهاية فإنّ ما حدث هو نتاجٌ طبيعي للحكم الطائفي المتعصب في سوريا
الحكم الطائفي كان شرارة كل هذا الحريق وما حدث في كل أحواله إنذارٌ لكل سلالي وطائفي ومذهبي ومناطقي عنصري هنا أو هناك في العالم العربي وفي العالم كله!
فهل من مُدّكِر؟