(فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية....)
عندما يصل الطاغية المستبد إلى قمة الظلم والطغيان فيعمل ما يريد ولا يسأل عن ذلك فيستبد ويطغى، فيقتل البشر ويهتك الأعراض ويأخذ الأموال.
لقد ظل الأسد وابنه أكثر من ٥٤عاما يحكم بالحديد والنار الشعب السوري العظيم ويرتكب المجازر.
فمجزرة حماة ١٩٨٢م عندما انتفضت فحاصرها أسابيع ثم قتل فيها أكثر من أربعين ألفا وانتهك الأعراض واغتصب النساء وارتكب جميع الجرائم ثم فتح السجون واعتقل عشرات الآلاف، وهناك ألاف قضوا نحبهم داخل السجون ثم مجزرة سجن تدمر. وهناك مئات الآلاف تم تشريدهم ..
وكان الشعار في لوحات كبيرة.. "الأسد إلى الأبد" ..
وعندما انتفض الشعب السوري في مارس ٢٠١١م، وخرج في ثورة عارمة، وكاد أن يسقط النظام وسقطت معظم المحافظات ووصلوا إلى مطار دمشق،
وهنا استعان بداعميه حزب الله وإيران ثم روسيا..
ورفع شعار.. "الأسد أو تحرق البلد"..
وارتكبوا جميع المجازر في حق الشعب السوري بالبراميل المتفجرة وبالطيران وبجميع الأسلحة بما فيها الكيماوي والعالم يتفرج،
وينافق في بقائه، بل ودعمه، وتركه مع من جاء لدعمه من خارج سوريا يرتكبون جميع الجرائم وينتهكون حقوق الإنسان،
وكأن الشعب السوري لا حقوق له ولا حرية ولا كرامة ...
فشرد قرابة ١٤مليون وقتل قرابة نصف مليون..
ومئات الآلاف من المسجونين في سجن صيدنايا السيئ الذكر وغيره من السجون ومن لم يشرد عاش تحت الذل والاستبداد والهوان والفقر.. وعصابات الإجرام من الشبيحة ومن شيعة العراق ولبنان وأفغانستان والحوثيين تستبيح كل شيء في الشعب السوري...
ولكن إرادة الشعب السوري الحر الأبي الشجاع المؤمن، لم تنكسر ولم تضعف ولم تلن واستمر في الجهاد والإعداد.
حتى جاء وعد الله فتحرك بعد ١٤سنة من الثورة فيسقط النظام في ١١ يوما،
لقد ظن النظام أن نظامه ثابت كالجبال، وأن بركان الثورة قد خمد، لكن البراكين تهدأ ولا تموت، بل جاءت عاصفة الثورة من حيث لا يحتسب النظام، لقد أراد الثوار في خطة ردع العدوان تأمين إدلب ثم المناطق التي من حلب، ولكن عند تقدمهم وجدوا أن الطريق مفتوح إلى حلب ثم إلى حماه فحمص فدرعا فالسويداء فدمشق فأصبح جيش النظام وأجهزته يتهاوى كأوراق الخريف وهذا جعلهم يتقدمون دون توقف حتى وصلوا دمشق (وما النصر إلا من عند الله ...).
وكان النظام كلما سقطت مدينة يقول بأنه يعيد الانتشار والتموضع حتى سقطت دمشق وهو يتموضع ثم يهرب.
لقد جرت سنة الله في هذا النظام الظالم الذي لم يسبق له مثيل من الإجرام بكل أنواعه وأصنافه،
بل من الابتكار في الإجرام التي لم يسبق لها أحد من الطغاة، لقد أملى الله له كثيرا
[إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته].. (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد...) لقد تخلى عنه كل الداعمين من حزب الله إلى إيران إلى روسيا...
ثم نزع منه الملك انتزاعا، أنتزعه الشعب المظلوم لأكثر من ٥٤ عاما في ثورة حرة عزيزة كريمة.
خلال ١٤عاما ذاق الشعب فيها كل أنواع الابتلاء من القتل والسجن والتشريد والتهجير والانتهاكات للأعراض ونهب الأموال، ولكنه صبر صبرا جميلا عظيما.
(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير...) وإذا برأس النظام الطاغية الفرعون يخرج ذليلا حقيرا هاربا ليلا (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ...)
وإذا بالنظام ينهار والجيش والأجهزة الأمنية والمليشيات الداخلية والخارجية (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين...)
فهل يعتبر الطغاة والفراعنة...؟
وهكذا حقق الشعب السوري حلمه.. في وقت كان قد وصل البعض فيها إلى اليأس والإحباط. وهنا يأتي النصر بعد إعداد العدة،
(حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا...) (متى نصر الله إلا إن نصر الله قريب.....)
ليهنأك أيها الشعب السوري الأبي هذا الانتصار العظيم بعد الصبر الكبير بعد هذا الظلم والطغيان الذي استمر أكثر من خمسين عاما عجافا.
ولقد ضربتم المثل الأعلى في التسامح والتعامل الحكيم عند تحرير المحافظات من كبوس الظلم والطغيان ...
وكما توحدت قيادة الثورة حتى انتصرت فمطلوب منها اليوم أن تستمر في توحدها بعد النصر في بناء الدولة وإنقاذ الشعب السوري من الحالة الاقتصادية المزرية التي أوصل النظام الشعب إليها.. وعودة المهجرين والمشردين وبناء الدولة الحديثة لكل السوريين.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية والكرامة والنصر للشعب السوري
ولكل شعوب الربيع العربي...
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون...)