كيف يمكن أن تصلح أوضاع اليمنيين وهم لا يتراحمون فيما بينهم؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن، كما في الحديث الشريف.
تأتينا قصص تشيب لها الولدان من الأوضاع المعيشية الصعبة، وأشد ما فيها وحوش التأجير.
في مناطق الشرعية راتب الموظف هو الوحيد الذي لم يتم تحسينه ولا رفعه من عام ٢٠١٢ وقيمته المادية والصرفية تفقد قيمتها كل يوم مع تدهور سعر العملات وارتفاع العملات الخارجية، ومع كل ذلك يتسابق المؤجرون بكل وحشية لرفع الإيجارات كل عام.
راتب الموظف في مناطق الشرعية يساوي ١٠٠ ريال سعودي فقط، والمؤجرون يؤجرون الشقق بـ ٧٠٠ ريال أو ٥٠٠ ريال وأقل تقدير ٣٠٠ ريال لغرفتين متهالكتين لا تصلحان للسكن الآدمي!
راتب الـ١٠٠ ريال ماذا يفعل به الموظف، هل للمؤجر الذي يريد ٤٠٠ ريال أخرى لاستكمال الإيجار، أم لتغذية الأسرة والكيس الدقيق يصل إلى سعر ١٠٠ ريال، أم لمواصلات العمل أم لماذا؟!
في مناطق سيطرة الحوثية إجرام فوق كل إجرام.. لا رواتب ولا فرص أعمال يستتر بها الموظفون والمواطنون على السواء وسعر الشقة من ٣ غرف بين ٧٠٠ و٨٠٠ ريال سعودي.
وفي نهاية المطاف وتراكم الإيجارات تقف السلطات إلى جانب المؤجرين وتقوم بطرد المستأجرين إلى الشوارع وما يترتب على كل ذلك من مآسي وجرائم مختلفة!
قد لا يقتل اليمنيون بقصف طيران كما حال إخواننا في غزة، لكنهم يقتلون كل يوم بمآسٍ مختلفة وبنوبات قلبية وجلطات وأمراض ومجاعات وإهانات مختلفة تقتل الكرام من الناس الذين لا يريقون ماء وجوههم!
فقد الناس أخلاقهم وقيمهم ويمنيتهم وتعاونهم وتراحمهم مع بعضهم، وكل يوم يزداد هذا التوحش في اليمن دون رحمة.
ومع ذلك كيف يتم طلب الرحمة ونحن لا نتراحم فيما بيننا؟!
لا يدرك هذه المآسي إلا من جربها وعايشها وما يصل من الكلام وأحوال الناس.
ينسى هؤلاء أن هناك آخرة وحساب وعقاب، وأن من شق على الناس في شيء شق الله عليه في أشياء أخرى، وأن الأيام دول بين الناس.
حسبنا الله ونعم الوكيل.