مجلس القيادة الرئاسي، وفقًا لتركيبة أعضائه الذين يقودون مكونات مسلحة، وتقييمًا لدور الرعاة الإقليميين والدوليين، يقف أمام خيارين لا ثالث لهما:

الخيار الأول:

لملمة الصفوف وتوحيد الجهود والتوجه نحو صنعاء لتحريرها، وبالتالي تحرير اليمن والمنطقة من الاحتلال والهيمنة الإيرانية. بهذا الخيار، سيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، متربعين على كراسي المجد كقادة صنعوا الفرق وحققوا الإنجاز.

الخيار الثاني:

الدخول في حرب بينية طاحنة تُضعف جميع الأطراف، مما يمهد الطريق لاكتساح إيراني شامل عبر مليشياتها، واحتلال كامل جغرافيا اليمن شمالًا وجنوبًا.

وأمام هذا المشهد، لا يمكن تجاهل أن تدهور العملة والانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة هي نتائج طبيعية للانقسامات والصراعات داخل الشرعية، بالإضافة إلى عوامل خارجية تضغط على الاقتصاد الوطني. هذا الانهيار لا يهدد فقط حياة المواطنين، بل قد يصبح الشرارة التي تشعل الحروب البينية بين أعضاء مجلس القيادة، كوسيلة للهروب من واقع الفشل والمسؤولية الجماعية.

إذا حدث ذلك، ستكون البلاد أمام أخطر مرحلة في تاريخها، حيث سيجد الجميع أنفسهم في سقوط مدوٍ وهزيمة جماعية، بينما سيكون المنتصر الوحيد هو إيران ومليشياتها. الأخطر من ذلك، أن من يشعر اليوم داخل مجلس القيادة بأنه يمتلك السيطرة على كل شيء، سيجد نفسه في النهاية يقود الجميع نحو خسارة كل شيء.

أي رؤية مغايرة لهذا الواقع ليست سوى محاولة لمغالطة الشعب وخداعه، عمدًا أو جهلًا.

الأهداف التي يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيقها، وبعد مرور كل هذه السنوات، أصبحت كافية لإقناع الجميع بأن تحقيقها لن يكون إلا من قلب صنعاء، بعد تحريرها من الاحتلال الإيراني.

هذا الوضع يتطلب مراجعة صادقة لمسار تسع سنوات من الحرب البينية، لاستيعاب أن الجميع يسير في مسارات خاطئة. لا بد من إعادة التقييم بشكل جاد وصادق، مع إعادة ترتيب الأولويات، والتي يأتي على رأسها هزيمة مليشيات إيران الحوثية، باعتبارها التهديد الوجودي للجميع.

من يرى أن لديه خيارات أخرى لتحقيق أهدافه وتطلعاته، عليه أن يطرحها بوضوح ويشاركنا رؤيته. سنكون معه في تحقيقها إذا كانت واقعية وقابلة للتحقق !!