شخصيًا، لم ألتقِ يومًا برئيس الوزراء أحمد بن مبارك، ولا أجد فيه رجل المرحلة القادر على قيادة الحكومة، لكنه كان خيارًا مفروضًا، تمامًا كما كان معين عبدالملك خيارًا مفروضًا قبل ذلك.

لكن ما أثار فضولي ودفعني للحديث، هو التسريبات الأخيرة حول وثيقة موقعة من عدد من الوزراء تطالب بإقالة بن مبارك.
وعندما بحثتُ عن هوية هؤلاء الوزراء، لم أتفاجأ، بل كنت أتوقعهم، وسأتحدث عن خمسة منهم دون تسميتهم مباشرة، رغم أن الحقيقة الموجعة تقول:
"كل وزراء هذه الحكومة فاشلون بامتياز، ولا يوجد لهم أي إنجاز ملموس لا في الخدمات، ولا في الجانب العسكري أو الأمني، ولا في ملفات العلاقات الخارجية، ولا في الاقتصاد.. كل الملفات تحت خط الفشل."
وبناءً عليه، المفترض أن يقدم الوزراء جميعًا استقالاتهم، وأن تتم إقالة الحكومة بأكملها، لأنهم باتوا عبئًا ثقيلًا على الشعب اليمني وقضيته.
أما الوزراء الخمسة الذين يقودون حملة إقالة بن مبارك، فهؤلاء سجلهم كالتالي:
1. الوزير الأول:
من أبناء الوزارة التي يرأسها، استولى على مبلغ يقارب مليار ريال يمني شهريًا من المخصصات التشغيلية للوزارة.
هذا الاستحواذ أدى إلى انهيار أداء وحدات الوزارة، أمام أعين الجميع، دون أن يُحاسب.
2. الوزير الثاني:
استولى على إيرادات صندوق مرتبط بنشاطات وزارته، وحوّل الصندوق إلى خزينة شخصية لتمويل سفره وإقامته في الخارج.
تسبب في ضياع 3 مليارات ريال مستحقة للصندوق من شركة "تيليمن"، وضياع مليارات أخرى من المؤسسة العامة للاتصالات وشركات الاتصال لصالح مليشيات الحوثي.
3. الوزير الثالث (الوزير الأنيق "الأبوتي"):
نسج علاقاته مع المنظمات الدولية العاملة في اليمن، رغم أنه ليس مختصًا بملف التراخيص.
فتح لنفسه نافذة واسعة لجني الأموال بالعملة الصعبة، متجاوزًا كل القوانين.
وهناك وزير رابع: استولى على إيرادات وزارته بالعملة الصعبة (الريال السعودي)، وكان أصغر مبلغ حصل عليه 150 مليون ريال سعودي!
أما الوزير الخامس:
خبير في بيع التراخيص وابتلاع المنح الخارجية.
إحدى الشركات دفعت له 5 ملايين دولار كعمولة خارج خزانة الدولة، فقط للحصول على ترخيص.
تلك هي عينة من الوزراء الذين ذهبوا لتوقيع وثيقة إقالة بن مبارك!
•• رسالة إلى أحمد بن مبارك:
إذا كنت تمتلك إرادتك الحقيقية، فهذا هو وقت اتخاذ موقف وطني يُسجّل لك أمام الله وأمام الشعب والتاريخ.
ادعُ إلى مؤتمر صحفي، وقل كلمة حق:
أعلن استقالة الحكومة كاملة.
اكشف ملفات الفساد أمام الشعب.
سمّهم بأسمائهم وارمِ الكُرة في ملعب الرئيس وأعضاء مجلس القيادة.
صدقني، لو فعلت ذلك، لكان أعظم عمل وطني تقدمه للشعب في هذه المرحلة العصيبة.
وسيحفظ لك التاريخ أنك كنت شجاعًا في لحظة كادت تُفقد الجميع صوت الحق.
رسالة إلى الشعب اليمني والقوى الوطنية:
يا أبناء اليمن، إلى متى السكوت؟!
أنتم من يدفع ثمن فساد هذه الحكومة.
أنتم من يعيش انقطاع الرواتب والخدمات.
أنتم من يُذل أمام حاجته اليومية.
إذا كنتم تنتظرون من هذه الحكومة أن تصلح نفسها، فاعلموا أنها جزء من المشكلة، بل هي رأس الفساد.
اليوم قبل الغد، يجب أن يرتفع الصوت الشعبي والوطني للمطالبة بإقالة هذه الحكومة الفاشلة.
نداء إلى القوى الوطنية الصادقة في الداخل :
اتحدوا واصطفوا للضغط من أجل تشكيل حكومة حرب حقيقية.
حكومة تنتمي للشعب وليس للسفراء.
حكومة تقود معركة تحرير الوطن بدل بيع المعركة وتضييعها.
الشعب اليمني لا يستحق هذا الهوان.
اليمن ليست مزرعة خاصة بأحد.
والوقت حان ليقول الشعب كلمته: كفى عبثًا، كفى فسادًا، كفى خيانة.
"إقالة بن مبارك لا تكفي.. يجب خلع حكومة الفساد بأكملها."