;
عبد القادر الجنيد
عبد القادر الجنيد

الحوثي بين التراجع والتحدي النهاية حتمية في الحالتين

2025-03-22 05:32:48

سوف نبحث اليوم في مصير الحوثي تحت ضربات ترامب.

وعن استمرار ضياع رئاسة الشرعية اليمنية حتى عند تغير الأوضاع.

أولا: وصول عبدالمهدي لمراجعة الحوثي

وصل عادل عبدالمهدي صنعاء قبل أربعة أيام ليقنع الحوثي بالتراجع عن تحدي اسرائيل وأمريكا.

عبدالمهدي، هو شيعي تولى رئاسة وزراء العراق من 2018- 2020، ويمكن بشيئ من اليقين أن نجزم أن خامنئي هو الذي أرسله.

بالرغم من اشتراك إيران مع الحوثيين في نفس الأهداف إلا أنها ترى أن قطع الملاحة في البحر الأحمر وقصف اسرائيل يجب أن تتوقف لأنها قد أصبحت تعطي نتائج عكسية.

shape3

الشيعي خامنئي بين " كربلاء" و "التقية"

هناك تناقض شيعي بين البطولة حتى الفناء وبين الذلَّة لضمان البقاء.

تنافض بين "التقية" و "كربلاء".

خامنئي، معجب بممارسة الحوثي ل "هيهات من الذلة" الشيعية التي تمجد الصمود في المعركة حتى لو انتهى الأمر بقطع الذراع والرأس وفقدان القضية والمال والضمار والبلاد، كما حدث عند مولد المذهب الشيعي وكما حدث للحسين في كربلاء.

ولكن هناك جانب مناقض في التركيبة الشيعية وهي أن "البقاء" أهم بكثير من الكرامة والكبرياء.

وأنه يمكنك أن تظهر غير ما تبطن للحاكم الظالم أو العادل، وهذا هو "التقية".

وأنه يمكنك التخلي عن المواجهة والانتقام كما فعل الخميني مع صدام حسين بعد عقد زمان من الحرب مع العراق وكما فعل خامنئي عندما قتل ترامب قائد إيران الأعظم في فترة رئاسته الأولى.

وصف الخميني عدم الانتقام من صدام حسين بأنه "تجرع السم" بينما تجرع خامنئي الذل والسم أمام ترامب عندما قتل سليماني بصمت بليغ.

الزيدي الحوثي بين "نهاية الولاية" وبين "الخروج"

الحوثي، يمجد "الخروج على الظالم".

تاريخ الأئمة الزيود كله خروج في خروج.

إمام بعد إمام يقتل أخيه أو إبن عمه رافعا لراية الخروج.

ويؤمن الزيود أيضا ب "الولاية"، وهذا يعني بأن يكون حكم اليمن من حق سلالة عيال فاطمة إبنة الرسول.

بالرغم من أنهم يقولون بأنهم حصلوا على حق الولاية في "غدير مكة" إلا أنهم لا يطالبون بالحكم وحق "الولاية" في اليمن فقط وليس في مكة ولا في السعودية.

الحوثي، بالغ في ممارسة "الخروج" على الظالم بتحدي اسرائيل وأمريكا وهم يقضون على الفلسطينيين وسط صمت عربي وإسلامي كامل.

والآن نستطيع أن نفهم ما يريده خامنئي من إرسال عادل عبدالمهدي إلى صنعاء ليقنعه باستبدال "الخروج" الزيدي ب "التقية" الشيعية الجعفرية الإثني عشرية.

عبدالمهدي سوف يقول للحوثي أن "البقاء" أهم من "الخروج" وأهم من الإهانة و "الذلَّة".

وهنا يمكننا الاستنتاج أن هذا هو الرد المتوقع على طلب اسرائيل وأمريكا بإنهاء المشروع النووي الإيراني وإنهاء توسعها في البلاد العربية.

الأرجح، هو أن خامنئي سوف يتجرع السم والإهانة والذلَّة.

إذا فضل خامنئي الصمود، فهذا سيكون تخلي عن "التقية" واعتماد نهاية كربلائية مصحوبة بالهلاك وبالفناء.

الحوثي وكابوس نهاية الولاية

يمكن أن نسمي عقيدة حق الولاية في اليمن ب "الهاشمية السياسية".

ويمكن أن نعتبر أن الحركة الحوثية هي الشق العسكري للهاشمية السياسية وأنها فعلا قد انتصرت وتسلمت الولاية أو حكم اليمن.

وأن الحوثيين سوف يقاومون حتى النهاية حتى لا يضيع حق الولاية إلى الأبد.

ثانيا: ظروف لن تتكرر إلى الأبد

ظروف لن تتكرر، رفعت الحوثيين وأخرى خسفت بهم الأرض

صعود الحوثية:

الذي أعاد توليد وخلق "الولاية" في اليمن هو فشل نظام حكم الرئيس صالح وإيران واضطرابات واعتصامات ٢٠١١.

وهي كلها ظروف ليست من صنع أيديهم.

صحيح أن الحوثيين ناضلوا وضحوا وقاتلوا ولكن ما كان من الممكن أن يرتفعوا من بين الرماد لولا هذه الظروف الخارجية.

الحوثيون، يعرفون عز المعرفة أنه إذا تم القضاء على الحركة الحوثية هذه الأيام فإن اجتماع مثل هذه الظروف لن تتكرر إلى الأبد.

هبوط الحوثية

كان الحوثيون، قد وصلوا إلى القمة والاعتراف لهم بحق الولاية وحق حكم اليمن من قبل السعودية وأمريكا بعد مفاوضات سرية مع المملكة في الرياض في اكتوبر ٢٠٢٣، ولكنهم أفسدوا كل شيء بقطع الملاحة في البحر الأحمر وبعد ذلك بقصف اسرائيل.

وهذه ظروف كلها من صنع أيدي الحوثيين.

وهذه ظروف أنقذت اليمنيين من الولاية والحوثية.

وهذه ظروف لن تتكرر إلى الأبد.

ثالثا: ترامب لن يترك الحوثي ولا خامنئي

ترامب، قد حصل على فرائس سهلة: الحوثي وخامنئي.

أمريكا- إجمالا- لا تحارب الأقوياء وتختار معاركها بعناية وإذا انزلقت إلى مستنقع مع عدو ظنت أنه ضعيفا فإنها تنسحب بسرعة ويمكنها أن تبلع الهزيمة والإهانة بسهولة كما سبق وأن فعلت في ڤييتنام والعراق وافغانستان.

ترامب، يحب الافتخار ولن يكتفي بقهر خامنئي والحوثي ولكنه يريد في نفس الوقت أن يبرز عظمته وقوته على حساب كرامتهم وكبريائهم.

يريد أن يجرعهم كؤوس السم مع كؤوس الذلة والمهانة في نفس الوقت.

ومن هنا يمكننا أن نفهم استغراق خامنئي عدة أسابيع ليدرس رسالة ترامب التي على الأرجح أن سيقبلها مع بلع إذلال تهديداتها بفضل "التقية" الشيعية.

ومن هنا يمكن أن نتوقع أن الحوثي لن يقبل نصيحة عبدالمهدي بالتقية.

رابعا: الحوثي انتهى مهما فعل

سواء قبل الحوثي أم لم يقبل التوقف عن اعتراض السفن في البحر الأحمر أو ضرب اسرائيل، فإن إمداده بمكونات الصواريخ والطائرات المسيرة وبالسلاح والنفط والفلوس الكاش والخبراء من إيران، قد انتهى.

وفي الحالتين لن يستطيع مهاجمة مناطق الشرعية.

السيناريوهات النهائية لما قبل إسدال الستار على الفصل الأخير للحركة الحوثية قد تكون أي شيئ ولن نهتم بأحداث الفصل الأخير لأن الأهم من كل شيء هو أنها الفصل الأخير.

الأهم، هو أن الحوثي قد انتهى مهما فعل.

وسوف تنغمس اليمن بعدها في مستنقعات مجلس الرئاسة والميليشيات الإماراتية والسعودية ولوردات الحرب في تنويعات جديدة للمسرحية ذات العرض المستمر في فشل التوصل لنظام الحكم المناسب وفشل التنمية الاقتصادية واستمرار الارتهان للدول الأجنبية وسط الفقر والجهل والأمراض.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد