في مثل هذا اليوم من عام 2015، وجه الشعب اليمني أنظاره إلى وزير الخارجية السعودي، وهو يعلن عن استجابة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب الحوثي المسلح واستعادة مؤسسات الدولة.
كانت الأهداف المُعلنة واضحة ومحددة:
• إنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
• تحرير العاصمة صنعاء.
• استعادة مؤسسات الدولة.
• نزع سلاح المليشيات.
لكن، وبعد عشر سنوات كاملة من انطلاق "عاصفة الحزم"، تبدو الحصيلة مختلفة جذريًا، بل وصادمة في بعض محطاتها.
فبدلاً من تحقيق الأهداف، واجهت الشرعية مسارًا معاكسًا ومثقلًا بالخذلان والانحراف عن جوهر المعركة الوطنية.
•• ماذا تحقق خلال عشر سنوات؟
في عدن، دعمت قوى في التحالف ثلاثة انقلابات متتالية ضد الحكومة الشرعية، بدلًا من تمكينها وإسنادها.
بعد تحرير العاصمة المؤقتة، اتجه التحالف نحو تمكين مليشيات انقلابية جديدة، بدلًا من ترسيخ سلطة الدولة.
في الرياض، تم تنفيذ انقلاب أبيض على الرئيس هادي نفسه، بغطاء سياسي وتحرك مباشر من التحالف.
في الحديدة، أمر التحالف بانسحاب القوات المشتركة من مواقعها المتقدمة داخل المدينة، لتُسلّم رقعة استراتيجية للمليشيات دون قتال.

في تعز، لم يُرفع الحصار، بل تم تعزيز الخنق جنوبًا بقطع الإمداد العسكري عنها.
على مشارف صنعاء، أُجبر الجيش الوطني على التوقف، ثم تم استهداف قياداته إما بالإقالة أو بضربات جوية خاطئة.
بدلاً من تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، عمد التحالف إلى تعطيله عمليًا، واستبداله بخارطة طريق تُكرّس مكاسب الحوثيين.
عُطّل تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وتم فتح قنوات تفاوض ثنائية معهم، مما أضفى عليهم شرعية ضمنية.
على المستوى الاقتصادي، انهارت العملة، وتدهور الاقتصاد، وتصاعدت نسب الفقر، وتوسعت دوائر النزوح.
تم منع الحكومة اليمنية من تصدير النفط، بينما استمرت مليشيات الحوثي بتمويل حربها من الموارد التي تسيطر عليها.
•• خلاصة عشر سنوات:
ما كان يُفترض أن يكون تدخلاً لإنقاذ الدولة اليمنية، تحوّل إلى سياق معقد من الانقلابات المتداخلة، والإضعاف الممنهج للشرعية، وتمكين أطراف لا تؤمن بالدولة ولا تمثل مشروعًا وطنيًا جامعًا.
المفارقة الموجعة أن مليشيات الحوثي، التي تدخل التحالف لمحاربتها، ما زالت تسيطر على صنعاء وغالبية محافظات الشمال، بل وتفرض هيمنتها على ما تبقى من الجنوب عبر اتفاقات ضمنية وسياسات غضّ الطرف.
وأخيرًا...
شكرًا للتحالف العربي، وللمملكة العربية السعودية، على هذا "الدعم" الذي لن ينساه الشعب اليمني، لا سيما وقد كان تدخلكم أكثر كلفة من الحرب، وأعمق أثرًا من الاحتلال.
ولا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل.