;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

متعودون ........ 1976

2011-08-03 03:35:00


من رحمة الله سبحانه بعبادة أن جعل لهم نهاية كل أسبوع عيداً للعبادة والرجوع والاستغفار وهي الجمعة, وفي كل عام شهر كامل للرجوع إليه والتوبة ومحاسبة النفس على كل خبيث, وهذا شهر رمضان المبارك يحل ضيفاً علينا في ظروف جد صعبة تمر بها ليس بلادنا فحسب, بل معظم البلدان العربية في ربيع الثورات الشبابية والشعبية وما كان لهذه الشعوب أن تنتفض لولا الظلم والاستعباد والفساد وغياب العدل والمساواة وانتهاك الحقوق والحريات وعدم العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , كل ذلك رافق حكم القيادات العربية الكرتونية التي حكمت معظم تلك الدول خلال الأربعين السنة الماضية, حيث ركزت تلك القيادات في حكمها على البحث عن الثراء والأرصدة والتجارة الخارجية وبناء القصور والجيش والأمن لحمايتها وبقائها على الكراسي وقمع شعوبها الجائعة والتواقة للحرية والأمن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة.
 وهكذا جاءت الثورات الشبابية بأسلوب حضاري وتقنية عالية وصبر وثبات، فأنكسر حاجز الخوف وتهاوت الأنظمة الهشة ابتداءً من تونس ومصر، ومروراً بليبيا واليمن وسوريا والبحرين وغيرها.
 والبعض حاول المقاومة وإخماد الثورة لأيام ثم سلم، والبعض راوغ لأسابيع وثالث استخدم القوة والقتل دون أي خوف أو وازع ديني، والبعض الآخر لا يزال متذبذباً بين الحوار وفتح النار على بني جلدته.
وهاهو رمضان يحل علينا ونحن بنفس الحال ويجب علينا الوقوف مع أنفسنا ومحاسبتها، فجميعنا ندرك أننا راحلون عن هذه الحياة الدنيا عاجلاً أم آجلاً، وفي نفس الوقت جميعنا مسلمون ونؤمن بأن هنالك حساباً وعقاباً وكل نفس بما كسبت رهينة، لذا من الواجب علينا أن لا نتجاهل ما يحدث في شرق البلاد وغربها وفي شمالها وجنوبها وتلك الأرواح التي تزهق من أكبر الكبائر عند الله, فما الذي قد يستفيده أحدنا غداً أو بعد غد أو خلال العشر والعشرين والخمسين السنة القادمة، وهو على يقين أن هنالك دماء سالت وأرواحاً زهقت بسببه، وربما يكون هو من قام بذلك؟!.
ما الذي سيستفيد منه المكابرون في ظل هكذا وضع والقادم يثير القلق والخوف في قلوب الملايين اليمنية، في وضع أصبحت فيه الأعصاب مشدودة والأبصار زائغة والقلوب مقبوضة والأوضاع المعيشية واليومية سيئة للغاية, حيث لا أمن ولا خدمات ولا متطلبات معيشية ولا غذاء؟!
أين نحن من الإسلام والإيمان بالله والعمل بكتاب الله وسنة رسوله؟ يا من أصبحتم تتذمرون من دينكم خوفاً من الآخرين حتى لا تلصق بكم اتهاماتهم الباطلة، لماذا تحولت أيام رمضان إلى عادات وتقاليد في انتقاء الأكلات والملابس وإحياء السمر؟، بعيداً عن كتاب الله وسنة رسوله وتركتم الفائدة الكبيرة من هذا الشهر, شهر العبادة والتراحم والإخاء والعودة إلى الله والبحث عن المزيد من الحسنات والابتعاد عن الذنوب والسيئات؟ لماذا تصومون وتؤدون صلاة المغرب والعشاء يا من تشاهدون أرواح إخوانكم تزهق ودماؤهم تسيل هنا وهناك دون وجه حق؟ وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أين التسامح والإخاء والمحبة والإيثار والتصدق والمعاملة الحسنة فيما بينكم؟.
 بهذا فقط يمكن أن يغير فينا هذا الشهر الكريم والكثير الكثير مما نحن نعانيه، نحن العامة من المواطنين أو من تسموهم الطبقة الكادحة يعني لنا رمضان الكثير والكثير من العبادات والبر والإحسان والتقرب إلى الله عز وجل في صيام نهاره وقيام لياليه , نجتمع على السفرة نتقاسم الأكل والقليل كما نتقاسم دائماً الهموم والمعاناة , ونخفي حريقاً أفحم قلوب الآباء.
رمضان يعني لنا الفوز بالجنة والنجاة من النار ولا تعنينا خططكم ومشاريعكم المشبوهة في وطن أفسدتم كل جميل فيه, يا من زرعتم الرعب والخوف في عيون الأطفال ودموع الثكالى وعجز الشيوخ أصبحتم لا تهمونا ولا يعنينا أمركم , فلتحرقوا أرحب بصواريخكم والمدافع ولتقصفوا تعز الحالمة وتشردوا أبناء أبين, ولتقطعوا الخدمات الماء والغاز والكهرباء والبترول وغيرها، نحن متعودون على ذلك.
لكنكم يا هؤلاء لن تستطيعوا أن تقتلوا الأمل الذي زرعه الله تعالى في قلوب الصغار والكبار , ولن تستطيعوا بقوتكم وبفلوسكم أن تحظوا بحب الجماهير اليمنية , خذوا العبرة من سلوك وممارسات اليهود والنصارى، ماذا يقدمون للأطفال في أوطانهم من لعب وحلوى وهدايا في المناسبات والأعياد الدينية وغيرها؟ فماذا تقدمون لأبناء وطنكم في الحصبة وعدن وكلابة تعز لعلكم تعقلون؟.
نعم.. الخوف عليكم يا من تعودتم على الخدم والحشم والمحشي والحنيذ والبرم وغيرها حتى وإن قمتم بترحيل أسركم إلى الخارج منذ وقت مبكر، فإن الدماء البريئة ستظل تلاحقكم أينما ذهبتم، حتى قيام الساعة، فماذا أنتم صانعون؟!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد