;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

رؤساء أم لصوص وقتلة؟! 2281

2011-08-04 02:47:34


القائد الهمام معمر قذاف الدم، المهووس بداء العظمة أخطر أحد رؤساء إفريقيا بأن شعبه يقدسه، هكذا لفظها للوسيط الإفريقي الذي بدوره نقل الكلمة كما هي إلى أُذن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، فعلاما العجب والاستغراب إذن!، فالرجل حين يقول: لست رئيساً وإلا لرميت الاستقالة بوجوهكم، لم يكن مخطئاً، فهو بالفعل قائد الثورة والجماهيرية والشعب والتاريخ، ألم يقل في إحدى خطبه أنه لم يعد زعيماً لليبيا والأمة العربية، فحسب وإنما أيضاً صار رمزاً للمجد والشرف والفخر لكل الشعوب الإفريقية واللاتينية.
صحيفة "الاندبندنت" البريطانية نشرت عن هذه القداسة، فتحت عنوان (ثالوث غير مقدس للشعوب العربية) وصفت ما جرى للرؤساء الثلاثة "زين العابدين ومبارك وصالح" من الثورات الشعبية ومن وسائل الإعلام المختلفة بمثابة السقوط لهذه القداسة، فمواجهة التظاهرات السلمية بالعنف المفرط انعكس سلباً على صورة هؤلاء الرؤساء، فما من واحد منهم إلا وصورته في وسائل الإعلام وفي الشارع مشوهة ومحل قدح وردح وإساءة وإهانة.
 في المملكة المتحدة حدث أن قُذف أكثر من رئيس حكومة بالحذاء أو الفاكهة أو البيض وليس آخرهم "توني بلير" الذي مازلنا نتذكر كيف انهال عليه أحد المواطنين الانكليز ببيضه؟، الرئيس الفرنسي الحالي ساركوزي تعرض هو الآخر للكمة مواطن فرنسي وفي وجهه حتى أن أنفه ظلت تنزف لوقت.
 الرئيس الألماني لم يسلم أيضاً، فبرغم أنه رئيس شرفي، إذ السلطة التنفيذية جلها بيد المستشارة "أنجليلا ميركل" ومع ذلك طاله الاعتداء بالضرب، لست هنا بصدد ذكر ما تعرض له الرؤساء في أوروبا أو أميركا أو آسيا، فهذا يستدعي موضوعات، فيكفي الإشارة هنا إلى حادثة رمي الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن في العراق ومن قبل الصحفي منتظر الزيدي.
الرؤساء العرب لا سبيل لرؤيتهم عن قرب، فكيف بضربهم؟، الحقيقة أن مجتمعاتنا العربية هي من تداس وتهان وتضرب بنعال والعقاب البنادق، فلأول مرة يتاح لهذه الأمة الثأر لذاتها من حكامها الفاسدين المستبدين، فهل كثير علينا محاكمة "مبارك وبن علي وصالح وبشار والقذافي" والقائمة مفتوحة؟.
هؤلاء الرؤساء لم يكونوا في يوم من الأيام خداماً لشعوبهم، بل وعلى العكس كانت مجتمعاتهم هي المستعبدة والمهانة، أنهم أسوأ بكثير من عصابات القتل والمخدرات والتهريب وغسل الأموال وغيرها من الجرائم، فإذا كانت مافيا الهيروين والجريمة المنظمة تثري من بيع الحشيش ومن القتل والاحتيال والسرقة، فإن الرؤساء العرب باعوا شعوباً وقتلوا أمة وسرقوا أوطاناً واغتالوا أحلاماً وأجيالاً.
الرئيس السابق لفرنسا "جاك شيراك" يُحاكم اليوم بحجة الإنفاق لآلاف الفرنكات على أثاث ومعدات لم يشتريها لمنزله، ولكنها مازالت مملوكة للدولة، "أيريل شارون" منذ سنوات في موت إكلينيكي في المستشفى ومع ذلك النيابة لم تسقط عنه تهمة تقاضيه "2" مليون دولار من رجل أعمال أميركي في انتخابات البلدية الواقعة قبل عقد ونيف من الزمن.
نحن لدينا حكام يمارسون السرقة والاحتيال جهاراً نهاراً، يقتلون ويبطشون ويعبثون ويكذبون وينهبون وبرغم هذه الجرائم الجسيمة مازال فينا من يستكثر عليهم الرحيل أو المحاكمة، القذافي يفاخر أنه من الخيمة والبادية، فكيف صار ولياً مقدساً؟ ومن أين له هذه المليارات من الدولارات؟ مبارك وبن على وصالح ثلاثتهم ضباط في الجيش، فمن أين لهم هذه الثروة الطائلة؟ وكيف لهم إحالة جمهورياتهم إلى إقطاعيات ومملكات للأبناء والذوات؟.
 نعم، الشعوب العربية هي من منحتهم مجداً وحكماً ومكانة وقداسة لا يستحقونها جميعاً، ولكن "الآن دقت ساعة الزحف" وفق تعبير مجنون طرابلس، فهذه الشعوب استيقظت من خدرها وخنوعها الطويل ولن تعاود الكرة ثانية، واهم من يظن أن هؤلاء الحكام وأتباعهم سيفلتون من العقاب والمحاسبة.
فمبارك لم تسلم منه سبيكة ذهب استخرجت كعينة من أحد المناجم، بن علي احتفظ لنفسه بملايين اليوروات والفرنكات والدولارات وحتى أرطال المخدرات التي عثر عليها في غرفة نومه، صالح ومعمر وبشار مازالوا يقتلون شعوبهم وبشكل جنوني وعبثي ولا في أفلام الرعب والأكشن، قذاف الدم دمر بلاده كلياً من أجل أن يبقي وأولاده، صالح يقتل شعبه منذ عقود ثلاثة ومازال يشتري السلاح إلى هذه اللحظة الحرجة التي تستدعي منه شراء الدواء والغذاء ومعالجة أزمة الكهرباء والماء، بشار يخرج ترسانته العسكرية والأمنية لقتل وقمع شعبه المطالب بالحرية، بينما هضبة الجولان محتلة من إسرائيل منذ هزيمة حزيران 67م.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد