;
زكريا الكمالي
زكريا الكمالي

مبارك يحاكم مناخيره 2429

2011-08-04 02:48:01


أشفقت كثيراً على الرئيس المصري المخلوع يوم أمس, وتمنيت أن أهديه جهاز تليفوني, كي يلعب "سودوكو", بدلاً من أن يلعب في "مناخيره".
لا أشمت أنا - حاشا لله- لكنني حزنت على شخص, كان بطل "الضربة الجوية", وأصبح "بطل السجون في اللعب بالمناخير"، كان عليهم أن يقدموا له أي شيء يلتهي به.
لعنت أولاده - جمال وعلاء- اللذين وقفا كعمودي نور أمامه طيلة الجلسة, ولم يفكرا في تقديم أي من المصاحف التي بأيديهم لأبوهم, حتى يقرأ سورة الملك, "تبارك الذي بيده الملك".. كان كل همهم, ألا تصطاد عدسة الكاميرا والدهم الراقد على سرير, ويظهر بشكل لا يليق به كزعيم, ولم يدركوا أن الذي وقفوا من أجله حفظ هيبته, طيلة ساعات المحاكمة, كان يلعب في "مناخيره".
ذرية غير صالحة، مرغت أنف والدها وهو على كرسي الحكم, فأوصلته من بطل مصر, إلى رئيس مخلوع، ومن مسجون في مستشفى لمدة ستة أشهر ويعاني من اكتئاب مزمن, إلى مجرم داخل قفص , ويلعب في مناخيره .
حوّل الأولاد , من والدهم الذي كان يحكم 80 مليون مصري , ويقدم نفسه كقائد للعرب , إلى مجرد مسخرة في نظر شعبه , وهكذا سيكون حال صالح يوماً ما.
الأمهات بدأن أمس في حملة جماعية لتربية أولادهن ,تحت شعار " ما تلعبش بإصبعك في مناخيرك , عيب تطلع زي مبارك " , والثوار, بدأوا بحملات " كلنا مناخير الرّيس " , وقالوا إنهم سيجهزون لمليونية تطالب بـ"فاين" للريس, حتى لا ينظف مناخيره بأصابعه.
انتشرت بطاقات التعريف الجديدة للمتهم , على شكل مغاير " الاسم: محمد حسني السيد مبارك, المهنة : رئيس جمهورية سابق, الهواية : اللعب في المناخير".
بعد محاكمة أمس للنظام المصري , أصبح دعاء الناس في كل شعوب القمع العربية, بأن اللهم لا تدع رئيساً إلا وجعلته يلعب في مناخيره و"يقحص أظافره ". اللعب في الأنف , أصبح أمنية أهم من المحاكمة.
الدعوة لا تندرج ضمن باب التشفي , والانتقام -القادة العرب- داسوا أنوف شعوبهم , ومرغوها في بحيرات دم , والسخرية من أنوفهم لا يعتبرها القانون شماتة، المحاكمة درس للطغاة , الذين لا يستحقون أي تعاطف.
ماذا كنا نتوقع أن يقول المصريون , عن رجل - ظل الإعلام يقول لهم طيلة ستة أشهر- أنه في العناية المركزة , وقلبه شبه متوقف , ويعاني من اكتئاب مزمن، يظهر في صحة حصان , يضع أقدامه في وجه الملايين, ويلعب بأنفه كمان , كشخص غير مكثرت بما يدور, وكأنه ليس في محكمة، من حقهم التنفيس عن براكين الغضب , ويسخرون من رجل كاذب ومغالط .
لا يتغير القادة العرب " العنترة " في قلوبهم ، يكتئبون , يحترقون , يدخلون غرف الموت السريري , يصابون بالسرطانات وكل الأمراض الملعونة, ويظهرون بعد كل هذا كما خلقهم الله أول مرة, مكابرين، "يتكلمون من النخر" وهم في سدة الحكم , و"يلعبون لنا بالنخر" وهم يُحاكمون.
لم يضع مبارك أصابعه في أنفه من فراغ، كان يدرك أن يستهزئ بالمحكمة والمحاكمة والمطالبين بها , ودماء الشهداء، كان ممثل وسيظل كذلك، ظهر على سرير طبي , وهو في أتم صحته , كما أكد وزير الصحة المصري قبل نصف ساعة من وصولة، لا لشيء, إلا ليرأف الناس بحالته، ممثل بارع.
إذا تغاضينا عن شخص متهم بقتل "850" متظاهراً, وجرح 6000, فكيف سنسامح, رجل جاء إلينا يلعب بأنفه, ويرد على التهم الموجهة إليه " محصلش ", ويقول: "أنكر كافة التهم"، يا راااجل, كان لازم تحفظ كلمة غير هذه, وإذا كنت تنكر, فمن من اللي قتل المتظاهرين؟ مبارك الحمادي؟
رغم كل ذلك , يكفي أن مبارك ظهر خلف القضبان أمس، وأن العدالة "فُتحّت" في جناين مصر..
alkamaliz@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد