الوطنية ليست عوداً يضرب الفنان على أوتاره، ولا أغنية يترنم بها مغن في صوته، ولا رقصة شعبية يرقص بها محترفو الرقص، وليست زاملاً شعبياً يردده "الزمَّالون" بخطوات سريعة جماعية، ولا أقوالا على الفضائيات يدعيها المتحذلقون في الكلام، وهم أكبر أعاديها، الوطنية بذل وعطاء وعمل دؤوب لرفع مستوى الوطن، ونفع أهله والحفاظ على كيانه من التمزق وعدم الانضمام لأعدائه لتمزيقه، والقيام بخدمته بإخلاص والتعاون لتنميته وبناء كيانه ليكون قويا بين الأوطان، فلا يستحق اسم المواطن الصالح والانتساب للوطن من يرتبط بجهات خارجية همها تخلف الوطن وتجويع أهله وتطويع الشعب للتخلف في كل اتجاهات النمو، وليس مواطنا من يريد أن يجعل الوطن لطائفة ويمزقه لمناطقية، ومن يريد حرمان الناس من حرياتهم وكرامتهم ويجعلهم يقدسونه أعظم من تقديس الرب الخالق الرازق، ويريد فرض مذهبه أو طائفته أو فكره بالقوة، وبتعاونه مع قوى لا يهمها إلا مصالحها ولو أدى ذلك لتأخر الوطن سياسيا واقتصاديا وأمنيا، مقابل دريهمات تدخل في حسابه لشراء الذمم ليشتت الجهود الوطنية ويضع الوطن في حالة استنفار ولو تستر بفعله تحت اسم الدين وزعم مقاومة الشيطان الأكبر وادعا الجهاد أو الوطنية فكم نحن بحاجة لفهم أن كل هذه المظاهر ليست من الدين، ولا تحرير الوطن من الظالمين، ولا حماية لشريعة رب العالمين، ولا انتماء لبيت سيد المرسلين، ولا انتماء للوطن، بل هي خيانة وطنية وانحدار ديني عن المفهوم الصحيح لدين رب العالمين، الذي قال (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البنات وأولئك لهم عذاب عظيم) فتمزيق الوطن ونزع الأمن والاستقرار وتدمير البنية التحتية له، خيانة للدين والوطن يدخل من يمارسها تحت طائلة عقوبة المحاربين لله ولرسوله وللمؤمنين.