;
عبد الوهاب البنا
عبد الوهاب البنا

خلفيات مذبحة القاعدة ل14جندياً بوادي حضرموت 1199

2014-08-19 17:11:37


إن السواد الذي تعيشه نفوسنا الميتة هذه الأيام أودعتنا اللامبالاة بالمخاطر التي تحاك لهذه الأمة؛ باختصار جعلتنا نتلون لمجرد أن نعيش في غير ما بلوغ لما أهلنا له إنسانياً كمسلمين في توعية أبنائنا فضل وخير هذا الدين الذي لا يعين على مكروه فحق علينا القول " نسوا الله فأنساهم أنفسهم" فجاء منا من يذبحنا بلا رحمة باسم الدين علّنا نتذكر ما بقي لنا منه وفيما يجب علينا فعله كدولة وبشر بحيث أصبح من العيب أن لا نحاسب أنفسنا وان لا نعيد ترتيب ملامحنا من جديد.. الوقت الذي لا يستثنى أن تكون القاعدة زرعاً شيطانياً يستثمره اليهود بهدف تشويه الدين في عقره وان مشيئة الله شاءت ليبدأ هذا الهرج كما يطلق عليه أخر الزمان في حضرموت حيث ينتهي بإذن الله تيمناً بحديث الرسول حين قال مبشراً" إن الدين سيبلغ مبلغه حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه" ومن يدري لعلها البداية للدولة أن تعيد ترتيب نفسها في إقامة العدل والمساواة بين الناس فكانت هذه الحادثة التي أيقظت من له إحساس ومن ليس له بذبح البشر والذي كانت حصيلتها ذبح الجنود بالسكاكين وفي ميدان عام إيذاناً بأن الأمن والإيمان صفر فيما سمعنا به وشاهدناه على صفحات التواصل الاجتماعي يوم الجمعة قبل الماضية من جريمة مروعة أسفر عنها ذبح 14 جندياً كانوا في طريقهم لقضاء إجازتهم في حين تعرضت الحافلة التي تقلهم أثناء توجهها إلى صنعاء لقرصنة من قبل جماعة يقودهم جلال بلعيد ليتم بعدها إنزالهم من الحافلة بالاسم ومن ثم الاعتداء عليهم.

تقول الحكاية: إنها البداية في غمرة مانحن فيه من دهشه لاختلال التوازن وانقلاب السحر على الساحر, فبدل أن يخاف الناس قوة وسطوة الدولة أصبحت الدولة تخاف قوة وسطوة المرتزقة والعملاء والسبب أنها كما اسلفنا لم تقم عدلاً يتساوى الناس فيه, فكان هذا الأمر من ضمن الوسائل التي يتشدق بها العقل المشوه.. جلال بلعيد مسؤول الجماعة الإرهابية التي كلفت بذبحهم فبعد انتقاء الجنود صعد المدعو ليلقي كلمة للركاب يطمئنهم فيها أنهم في أمان وأنهم لا صلة لهم بما يدور وأنهم يخوضون معركتهم مع الجيش الذي يحاول تفكيكهم من إقامة دولة إسلامية.. هكذا جاء منطق الرويبضة, ليتم بعد ذلك خروجه واصطحاب الجنود الـ 14 وان كان من سائل يقول كيف للقاعدة أن تعرف أسماءهم وصورهم؟؛ إذ ليس من الصعب أن يكون للقاعدة عيون في شركة الحافلات التي كانت تقلهم مع الركاب في حين يتم اخذ صور لبطائق المسافرين وهذا يعني أن هنالك من أوشى في حين ستثبت التحقيقات القادمة- إنْ وجدت- فشاهد الحال يقول إننا تعودنا من الدولة على اللامبالاة في الثأر لمن يُقتلون من أبناء قواتنا المسلحة وإن كل ما يهم الدولة بعد ذلك للأسف: كيف يتم عرقلة أهل الجندي عند الحضور لاستلام راتبه والتعلل بالعهدة التي في حوزته بحيث لا يسلم لهم راتبه إلا بعد تسليم الآلي والفرش, فيضطر الأهل لشراء آلي ومن ثم إحضاره إلى الجهة المخول لها التوجيه بإطلاق راتبه وإن كان لا يصدق هذا الأمر إلا أني على يقين من فعله بعد لقائي بأناس ممن استشهد أبناؤهم في صعدة, فليتنا ندرك ما معنى استشهد وإن كان حديثنا عن الإرهاب, فأنا لا أرغب الخوض في تفاصيل تنأى بي جانب آخر عن تفاصيل هذه القضية بكل منعطفاتها, فالأمر جد يستحق منا الوقوف جميعاً في حين لم يعد أمامنا مفر من مواجهته طالما وجد له بيئة مناسبة في اليمن ادركت من خلاله القاعدة أين تضع أقدامها حين وضعتها في اليمن وإن كنت لا استبعد بعض السياسات الخاطئة أنها ساعدت في هذا الجانب, فالناس تشير إلى أماكن بعينها يقال بأنها معسكرات للقاعدة وهذا يعني أن القاعدة تزاول نشاطها في الظاهر إضافة إلى أن تأثيرها على الملتحقين يجد رواجاً في اليمن أكثر من غيره فالاحتمالات تشير أن جزءاً كبيراً يمكن التأثير عليه من الشباب للتطوع في ظل بيئة استأصل فيها الجهل في جانب العلوم الدينية تحديداً فبانت سهلة الانقياد في غضون ما تربت عليه, فأنا أعرف ثلاث أسر لشباب انضموا للقاعدة مازالت أسرهم تجهل شكل التلفزيون في حين تمنع دخوله بيوتها ليس لفقرها إنما رغبة في صلاح أبنائها واجتياز التحديات التي قد يتأثر بها أبناؤهم من الإعلام وصولاً إلى ذروة النجاح في التربية الصالحة والتهذيب النفسي في حين تظل التربية صلاة ووضوء وعباده وقراءة قرآن الوقت الذي لا تتوفر لدى بعضها إمكانيات لصقل هذا الجانب بالتحاق أبنائهم في الجامعات, فيما ظلت الصورة عن فهم الدين غير مكتملة ينقصها العلم.. التقيت بوالد أحدهم لأسأله: كيف انضم ابنك للقاعدة؟, فأجاب: إن شخصاً غير معروف بدأ بمصاحبته في حين كان يحضر بعض الأحيان معه إلى البيت وإن كانت هذه دعوة للآباء لمعرفة من يصادق أبنائهم في حين تظل العوامل كثيرة أهمها: البطالة وعدم إكمال التعليم إلى جانب ارتخاء مفاصل الدولة وعدم وثوبها في جوانب عدة أهمها ما يتعلق بالجانب الأمني الذي يتيح لهذا التنظيم تحديد مناطق تواجده كما اُسلف فيترك فرصة عند بعض الشباب عن السؤال والاستفسار خصوصاً الغارق منهم بالمعاصي والملذات ظناً منهم أن الانضمام إلى القاعدة نوع من التطهير في حين تشير الدلائل والأفعال إلى أن هذا التنظيم جزء من خطة صهيونيه يراد بها تشويه الدين وإظهاره بهذا الوجه المحترق الوقت الذي لا ضير أن تصرف الصهيونية العالمية المليارات لنجاح هذا الأمر هذا فيما يخص الرموز أي القادة الكبار منها وأن ظل المغرر بهم من الشباب الذين ينظمون جزء من حقيقه مثّل عليها بإتقان بأسلوب يقترب من دور الدراما وقدرة الممثل المحترف على تصديقه والتأثر به في فلم أو مسلسل يتم عرضه على الرغم من معرفتنا أن ما يقوم به ليس أكثر من تمثيل فما بالنا لو كان هذا الممثل على أرض الواقع يتقمص دور محدث أو شيخ علم لا شك أن الأمر سيختلف وأن درجة تصديقه ستكون بقدر تمكنه من تقمصه دور الشخصية, مع هذا تبقي نقطة مهمة في الأمر وهي تقبل المتلقي على إثر و أهمية ما تعلم من علوم دينيه لها علاقة بالدعوة الإسلامية وهذ ما يجب أن يكتسبه أبناؤنا ( المعرفة الصحيحة للآيات والأحاديث الدالة على حرمة الاعتداء على دماء وأعراض المسلمين أو الذميين أو غيرهم".

 ولا شك أن ثمرة نجاح عضو القاعدة المكلف بإقناع الشاب للانضمام في هذا التنظيم يتوقف على نسبة ما اكتسبوه من فهمهم ولو كان عندنا جيل متعلم ما استطاع أحد التغرير به ومن هذا المنطلق تأتي أهمية دعوتنا للمجتمع عن كيف نعلم أبنائنا خطر المبدعين في الدعوة للإرهاب وما هي الوسائل التي تعلق عليها قدرات الناشطين في هذه المهمة (لجذب ) الكوادر المغرر بها والسبب أن للدين أوتاراً حساسة إن تم العزف عليها أو حتى ملامستها أوقعت إثراً في نفس كل مسلم  في حين يظل حب الأبناء للعلم والعلماء الذين كرسوا حياتهم وجُل اهتمامهم لخدمة البشرية ولم ندرك يوما أن شيخاً أو عالم قد كرس جهوداً من حوله لمنفعته.

 لذا كان من السهل أن نجد من الشباب من ينجر ورائهم تيمناً في حين لا يدرك أنهم يؤدون دور أتقنوا تمثيله ولا ننسى أن الشيخ المؤيد قد خدع أمام إتقان الآنسي دور العابد الزاهد الذي ما فتى أن يراه خير الزاهدين ليجره بعد ذلك إلى سجون أمريكا وينتهي الأمر أن الآنسي صلى وصام لأمر كان يطلبه في حين بانت حقيقته بعد أن أودى بالمؤيد السجن ليظهر نهاية الأمر عميل لأمريكا في حين يكون ضحية التغرير شيخ بحجم المؤيد, فما بالنا بالشباب الذين إن شئنا تسميتهم بالخدج والذي مازال البعض منهم لا يدرك من الدين إلا حبه وغيرته عليه, في الوقت الذي لا يدرك فهم علومه, فكيف اذا ما دعي بإتقان لنصرة هذا الدين بدعوى الجهاد في ظل مغريات أهمها الجنة؟ والمسألة لا تحتاج إلى أكثر من يدفع الحمية والواجب الديني على ضوء ما اُسلف في وجهة لها وقار ، ذقن, لبس، يعتاد الصلاة في أوقاتها في حين كل هذا يتيح فرصه للتشبث به أكثر خصوصاً لو كان جيبه كما يقال عامر بالمال وكرمه فوق العادة ليشعر من يصطحب أن المال وكل شيء فداء الأخوة في الله في حين  يدرك كائن من كان أن مشائخ العلم أحق بالمصاحبة فمن يكره مصاحبة أهل العلم؟!.. تواضع يفوق الحد ، روح مرنه ووجه باسم يحمل تفاصيل إن بحثت عن مناقبها كانت هي الأمان حيث تبدأ الحكاية بين الداعي والمدعو بالصداقة و من ثم الدعوة إلى الجهاد بحجة تخليص المجتمع من براثن الكفر والضلال كما يدعون, مستغلين الأحاديث والآيات القرآنية التي تحث على جهاد الكفار و المشركين وأعوانهم ؟ فان قتل مسلم أو ذبح كانت الحجة انه من أعوان أهل الشرك والضلال والبركة في الجهل لاسيما أننا نعيش حاله من الغيبوبة رغم أن الأحاديث والآيات التي تظهر مدى بطلان ما يدعونه كثيره كقوله" من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" أو كقوله تعالى "ومن يقتل مؤمن متعمد فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً" في حين تظل هذه الآيات وغيرها تصور حجم الكارثة التي ترتكب للأسف باسم الدين كذلك هي الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" فاين من يعلم هذه الأمة دينها فإن كان الحوثي قد أمكنه جمع الآلاف لمحاربة الدولة لمجرد إيهام عناصره أن من أهداف المسيرة التي يسمي بها إعلامه الموت لأمريكا وإسرائيل وان قتلهم الجنود اليمنيين جزء من الوصول لإسقاط أمريكا وإسرائيل مع علمهم أن من يقتل أبناء جلدتهم مسلمون فما بالنا من القاعدة التي من أهدافها محاربة الأجانب وطردهم من جزيرة العرب في الوقت الذي يرون الناس جميعاً على ضلال وان كانوا في الحقيقة يريدون أن يقتلونا ليتسنى لهم بعد ذلك طرد الأجانب وإقامة الدولة وهذا يعني أن الأمر كله مرده إلى التعليم في الوقت الذي يقول فيه الحديث" لو أن الكعبة هدمت حجرا حجرا لكان أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم" فأين من يقصد أو يدعي أمام هذا الوضوح من الآيات والأحاديث في ظل انزلاقهم إلى ما هو اكبر من ذلك وهو تكفير المجتمع والسؤال لماذا لا نحاول أن نسمعهم الأحاديث والآيات التي من شانها توعيتهم يقيناً لا وهماً فيدركوا أنما يقومون به ليس إلا من قبيل الهرج والمرج الذي اخبر عنه الرسول صلوات الله عليه وسلم انه سيكثر في آخر الزمان وأنهم من يدفع بهم وأظن أن السعودية سبق لها ونجحت في مثل هذا وان كان القلق الحقيقي ليس فيمن التحقوا فيه بل لوقف المزيد من التشويش على الشباب وعدم تكرار الخطأ والالتحاق بالقاعدة أو غيرها فإن كان للدولة نية في التخلص من الإرهاب بدأت بالتحصين منه فإظهار الأحاديث والآيات التي تجرم القتل وتحث على حرمة دم المسلم في مناهج طلاب الثانوية على أن تضاف على هيئة كتيب يتصف أو يسمى سلوك المؤمن, ربما لو كان بهذا المسمى لكان أكثر رغبه في التعرف على تفاصيله ومخرجاته فيدفع بالطالب أو غير الطالب للتعرف على مكامن الخطأ التي بالإمكان تجنبها كجانب سلوكي خصوصا لو شارك في إعداده علماء كبار ممن يحظون باحترام الجميع إلى جانب أن يكون هذا الكتاب مادة  تمكن الطلاب الاطلاع عليها والاهتمام بها كجانب سلوكي إضافة إلى كونها مادة منهجية تحظى بدرجات وامتحانات مثلها مثل أي مادة.

 ولعل ما هو أهم من ذلك تفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع في برامج تسهم في توضيح الصورة عن النتائج المدمرة لمن أدرجوا في هذه التنظيمات وما آل إليه مصير أهلهم  من الحسرة عليهم ولعل من الحكمة أن نجري لقاءات مع أوليائهم، نتعرف من خلالهم كيف يتم استدراج أبنائهم إلى مثل هذه التنظيمات وما هي الوسائل التي على ضوئها يتم التأثير عليهم, أما عن النتائج فلا شك أنها وبالٌ من الحسرة والندم ولو حظي هذا الأمر بمناداتهم عبر وسائل الإعلام من خلال الأمهات والآباء, ربما كان للدور العاطفي أثراً يحظى بجانب من النجاح وحتى لو لم يحظَ بتخليصهم من براثن التنظيم إلا أن هذا الأمر سيترك أثراً من مهمته خوف الناس على أبنائهم ما يجعلهم اكثر حرصاً في متابعتهم بالإضافة إلى تصحيح الصورة عند الأبناء وإدراكهم أنهم سببوا لأهلهم التعاسة في فراقهم علّ هذه المحاولات تجدي بإشعارهم انهم ينتمون إلى مجتمع متلاحم همه تربية أبنائه ما دمنا لم نتمكن من القضاء على الإرهاب بالمواجهة فالحرب الباردة هي السبيل, كتوجيه الخطباء والمرشدين بشن حملات توعيه مستمرة , فإن لم نقل إعادة من سبق, قلنا وقف الانجرار والسعي وراء هذه التنظيمات وغيرها, " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" صدق الله العظيم..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد