;
عبد الوهاب البنا
عبد الوهاب البنا

ملامح الرئيس القادم 1096

2014-08-23 15:17:24


يظل الحلم باقياً فيما تظهر التنبؤات- أكانت تكهناً أم استجداءً- لملامح الرئيس القادم لليمن في ظل تسارع الأحداث وتوافقها لما يجري في الساحة السياسية اليمنية وتأثرها بمصير المجتمعات في ظل ما توصلت إليه من تقدم في هذا الجانب المتعلق بسياسة الحكم في حين تظل بلادنا جزءاً من هذا العالم المترابط التكوين وإن نأى واختلف دينيا فالاختلاف في الدين قد يوجد في الدولة نفسها وعلى ضوء هذا لا غرو أن نأخذ من الغرب جوانب من أسرار نجاهم وخصوصا فيما يتعلق في جانب السياسة والحكم من ضمنها التدوير الوظيفي للحاكم بحيث لا يزيد عن أربع سنوات وإن كان الأجمل من هذا الكيفية في الوصول للحكم ومدى السلاسة التي يمضي عليها في هذا الجانب وإن كان للمرشح صولات وجولات تشبه إلى حد كبير مرثون السباق يطلع فيها شعبه عن مهمته القادم من أجلها وفق ما تضمنه بحثه الذي يطلقون عليه برنامجه الانتخابي والذي على ضوئه ينقسم المناصرون بحسب أفضلية البحث أو ما يسمى البرنامج الانتخابي فيما يظل السباق لمنصب الرئيس أشبه بلعبة يسودها المرح أمام من يرغبون السباق للوصول إليها في حين يظل المتسابقون للرئاسة ليس أكثر من هواه يطمحون في تحقيق أكبر مسافة متقدمة في هذا السباق المتعلق بالجوانب الإنمائية في وقت قصير بحسب الإمكانيات المتاحة، ليقال بعدها إن زمن فلان كان أفضل ممن سبقه, فنحن وإن كنا قد بدأنا هذه الخطوة المتعلقة بالديمقراطية إلا أننا مازلنا نتعلم كيفية صعود السلم وإن مازلنا كالذي يرغب الصعود بيديه دون رجليه ليكون أول الأخطاء لدينا هو الاهتمام بالشخص لا ببرنامجه الانتخابي, الأمر الذي جعل الديمقراطية عندنا ميزة اسمية تفتقر إلى الهدف الحقيقي وإن ظلت من حيث المسمى ديمقراطية إلا أن الأهم من هذا أن عجلة الوعي لم تعد كما كانت عليه في السابق وإن خمسين سنة مرت من عمر شعبنا بعد قيام الثورة عادلت قروناً من حقب زمنية سابقه بفضل السبق العلمي الذي بدل وجه الحياة والذي يتضح فيه مدى تفوق الخمسين السنة الماضية على قريناتها من حيث الطفرة في التطور الوقت الذي من الصعب فيه استرجاع الماضي ، فيما تظل بعض القوى لا تدرك أن لكل شيء نهاية وإن مازالت بشتى الطرق تضارع نفسها بالماضي رغبة في القفز إليه من جديد يحملها إلى ذلك جوانب أهمها ضعف الدولة إلى جانب استحواذها على وسائل أسقطها فكر الإنسان الحاضر في مجتمعنا العربي واليمني أيضاً كالقمع والتركيع بالقوة وعلى الرغم أن التعليم لم يأخذ حقه الوجه الذي ينبغي له أن يكون الفيصل في مجتمعاتنا إلا إن شعبنا اليمني أصبح يميز مثله مثل غيره الكثير مما كان يجهله قبل نصف قرن نتيجة الطفرة التي حصلت في العالم من تقدم بسبب الإعلام الذي قرب المسافات إلى جانب التبادل التجاري واحتكاكه ببعضه من خلال المغتربين وقنوات التواصل الاجتماعي الوقت الذي ما زال الحوثي يفكر بعودة حكم الأئمة بنفس الطريقة والأسلوب الذي كان يتم فيه تنصيب ألائمة السابقين في عهد الأئمة السابقين وإن كان في حينها قد ظهر الكثير منهم بالطريقة نفسها.

 استطاعوا الوصول إلى الحكم بنفس الآلية التي يسير بها نهج الحوثي غير أنه جاء في الوقت الضائع والسبب أن الأئمة جاءوا في زمن متشابه لم يكن قد انشق وتسارع للوصول إلى ما نحن عليه ولا أظنه إلا عهد الحمير والجمال الوقت الذي لم تختلف أفكار الناس ورؤيتهم للحياة في قرون مضت, فطريق الحمار هي طريق الحمار لم تختلف أو تتغير طيلة قرون أما اليوم فقد أصبح متسعاً لتمر بدلاً عنه السيارة, ما يدل على أن فكرة استرداد دور الأئمة للحكم عند الناس مثل فكرة استرداد التلفزيون الأبيض والأسود بدل التلفزيون "الإل إيدي" والحمار بدل السيارة وعلى الحوثي أن يدرك الهوة التي أخذت باع في الاتساع بينه وبين قرنائه الأئمة السابقين ، وإن كان الجانب الأهم من هذا تبنيه للمذهب الشيعي في حين كان ألائمة السابقين يصلون إلى السلطة اثر نزاع سياسي ليس له علاقة بتجريم المذهب الديني الذي كان يتبعه الناس في حينه ، فيما لو رأينا الحوثي لوجدنا أن أول خلاف تم رصده كعائق لوصوله ديمقراطياً إنما أحسن الظن, عدائه الشديد لمذهب السنة ولو كان ظهوره وأهدافه لا يشملها جانب المذهبية ربما أدرك بعض التعاطف بسب إخفاق النظام في توفير الاستقرار الوقت الذي قد نجد من يرحب به وان كان فئويا دكتاتورياً مقابل حصول الناس على جزء من الأمان الذي افتقدوه وإن كانت الشريحة من هذا النوع ليست بالحجم الذي تدفع الحوثي للحلم؟ فهي لا تمثل جانب مهم وحقيقي  بسبب عنصريته التي يريد أن يكون الفضل فيها للسيد إلى جانب رغبته في تغيير المنهج الدراسي الذي يتلاءم مع نهجه الشيعي؟ ولعل الأسوأ من هذا انه يتبع ما كان عليه نهج الأئمة من تفرقه عنصرية تعطي الحق في القيادة والسلطة لفئة السادة، الأدهى من ذلك انه يسعى إلى نشر المذهب الشيعي الرافضي على غرار مذهب أهل السنة والجميع يدرك ما قام به في هذا الجانب.

والحقيقة أن المتأمل لهذا الوضع تأخذه الدهشة من هذا الفكر العقيم والذي لا يوحي إلا بما كان يعمله أوائل المستعمرين؟ في النهاية يجب عليهم سواء أكانوا حوثه أو قاعدة إن يدركوا إن هذه الافتراضات لا تعني في النهاية للدولة الحديثة التي بنيت في أذهان الجيل الحديث من الشباب المثقف والتي قامت على إثر هذا البناء النفسي والذهني ثورة الشباب والمثقفين والبراء لدينهم فإن افتعلوا الصبر أمام ما يقوم به الحوثي من انتهاكات علي بعض المناطق والمحافظات كان أخرها التمترس وحفر الخنادق على مداخل وأطراف العاصمة صنعاء فهذا لأن ثورة الشباب سلمية وقد نجحت على من كان أعتى من الحوثي أو غيره في حين تضل قامة الشباب والمثقفون والشرفاء الخيرون أقوى من قامة البندقية التي يتباهى بها الحوثي الوقت الذي لن تحقق البندقية إلا مزيدا من الفوضى ونزيف الدماء ولو كان الأمر مجديا في جانب السلاح لكان الأولى في النجاح على صالح من الحوثي هذا في حال لو تم السكوت عليه ودخل صنعاء فأين يمضي بنا الحال؟ طالما أختلف الفكر الذي يسير عليه النهج اليمني ؟ لا شك أن المنتصر هو الشعب أمام الفئات الحزبية أو الحوثية وإن ملامح الرئيس القادم سيظهر امتداد للفئة العريضة من الشعب وهي الفئة المستقلة التي لم تُنصب نفسها حارس مصلحه على هذا الشعب وبالتالي سيكون مستقل لا ينتمي إلى حزب في حين لن يكون صلاح الأحزاب وجمعها إلا على يد من هو أكبر منها الوقت الذي ليس له مصلحه في أحدها في حين وصل الحال بهذه الأحزاب إلى تحريم الأخوة بينهم حد التهيؤات التي وصلوا إليها. فالمشاهد إن الإصلاح يناصر مرسي ويعد حزبه امتداداً لهذا التنظيم وكذلك المؤتمر يناصر السيسي ويعد نفسه امتداداً له مع أن المسألة بينهم مختلفة وجوهر الحزبين الإسلام سواء أكان المؤتمر أو الإصلاح فهل من متوقع أن تغتصب امرأة في ميدان التحرير أو باب اليمن أمام جموع المؤتمر في الوقت الذي تنتهك أعراض النساء في حفل تنصيب السيسي؟ لا شك إن الجواب لا, فاليمن مازالت بخير في هذا الجانب والاختلاف ليس له وجه حقيقي مثل مصر مثلا والمنازعات الموجودة بين القيادات الحزبية لا تستند على اختلاف مذهبي أو طائفي بدليل إن أعضاء حزب الرشاد السلفي أكثر من كان لهم نصيب في وضع التصورات التي حظيت بموافقة الجميع في مؤتمر الحوار الوطني الشامل و لو كان الاختلاف بين الإصلاح والمؤتمر ديني ما تمكن حزب الرشاد ليحظى بكل هذا التأييد, فإلى متى نحمل عواقب أوزار هذه الأحزاب؟ وإن كان الحل كما أسلف وهو أن ينتخب الشعب و الأحزاب رئيس مستقل ينتهي الأمر إليه في الاحتكام ما دمنا ندرك إن الاختلاف سنه من سنن الحياة وبهذه الطريقة تكون الأحزاب قد منحت للشعب فرصة للعيش ليختلف من شاء إن يختلف بالرؤى والمضامين التي على ضوئها تبني الدولة الحديثة في ظل ما هم عليه من افتراضات متشابهة.

 ولي أن اضرب مثلاً للتوضيح أكثر لمن لم يدرك فهمي في حين لو افترضنا على سبيل المثال إن وزير التربية من الإصلاح أو المؤتمر , ما هو وجه الاختلاف الذي قد يحدثه أو يتميز به أحدهم عن الآخر؟ والحقيقة أن أحداً لا يستطيع التكهن من الأفضل وإن الاختلاف بينهم من حيث النجاح غير محتمل لشخص دون الآخر ما يعني أن الحكاية ليست أكثر من لعبه سياسية ؟ ولنا أن ندرك أن هذا السؤال لو وجه إلى شخص غير منحاز حزبياً أيهم أفضل لوزارة التربية مرشح الإصلاح أم المؤتمر لما أستطاع التكهن ؟ فيما لو كان مستقل ؟ على الأقل كنا قد ضمنا وقتها انه لا يعمل لمصلحة حزب وبالتالي أمنا جانب الضرر منه ، في حين لو كان مستقل لكان اهتمامه بالجميع فهو حينها يرعى مصالح وطن لا فئة ؟ فأين من يدرك فهم هذه الحقيقة التي تبدوا ظاهرة وما الذي سيعمله هذا التقاسم إذا كان على هذا النهج ؟ إلا الفشل وليس البارح ببعيد عندما تم استجواب باسندوه في مجلس النواب ليجيب أنها حكومة أحزاب وليست حكومة باسندوه وانه لم يعين وزير من عنده وانه قد تم اختيارهم كما أسلفنا سابقا وبالتالي ليس بمقدوره تحريكهم أو محاسبتهم أو حتى توجيههم, فأين من يعي ليدرك أننا نحكم بصميل لا بجميل؟.

 لهذا كان على الأحزاب أن تقف بصميلها لتتفرج؛ فإن أخطأت حكومة الكفاءات حركت الشارع وأوقفت حال الحكومة حتى تتغير.. هذا لو كان للأحزاب وجود قائم على المصلحة العامة ولا يهمها من صعد بقدر ما يهمها ماذا أنجز.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد