;

"ملفات صحية" من أجل يمن خالٍ من الإيدز 922

2008-01-30 11:28:49

د. يوسف الحاضري#

E. Mait- yusef - alhadree @ hotmail. com

- ضمن أجندة العالم المتضمنة لها إحدى أهداف الألفية الثالثة، ضمن المشاكل الصحية -والتي تعاني منها اليمن مدن ودول العالم أجمع- مرض قاتل. . قبل (25) عاماَ عندما أكتشف لأول مرة لم يكن يحمل اسماًَ. . . ولم يكن موجوداً ضمن كتب علم الأمراض- آنذاك- ولم يكن الفيروس المسبب له ضمن كتب علم الفيروسات المسببة للأمراض.

والآن بعد 25 عاماً فقط أصبح ضحاياه أكثر من ستين مليون (60 مليون شخص) في العالم. . ما بين (قتيل) ومصاب، منهم من مات وعددهم (أكثر من 20 مليون شخص) ومنه من ينتظر الموت (أكثر من 40 مليون شخص في العالم). . .

ما هو هذا المرض. . . الوباء. . . الإعصار الفتاك؟!!!

إنه مرض (متلازمة العوز المناعي المكتَسب/ واختصاراً له يسمى الإيدز؟!!! ( AIDS) ويسمى بالفرنسية (سيدا CIDA) ظهر بداية في عدة أشخاص في مدينة لوس أنجلوس الأميركية (كانوا يتَّسمون بصفات جنسية شاذة (لواط) في 1981م ومن ذلك اليوم اتّسم مرضاه بوصمة عار تمييزية -خاطئة- من المجتمع المحيط بهم، في نظرة مجتمعية خاطئة تزيد من النار اشتعالاً كردة فعل سلبية عكسية من المصاب تجاه المجتمع المحيط به.

وبعيداً عن هذا سأتطرق في كتابتي هذه إلى الحديث عن الوضع الوبائي في اليمن لمرض الإيدز والذي يسببه فيروس (HIV،فوفقاً للإحصائيات الخاصة بوزارة الصحة والسكان فالحالات المسجلة منذ ظهور أول حالة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وحتى آخر إحصائية في العام الماضي (2100 حالة) ما بين مصاب (حامل للفيروس) ومريض (حالة إيدز سريرية) ولأن هذه الإحصائية والحالات المسجّلة حدثت أغلبها بطريقة (الصدفة ) عند اكتشافها إما عن طريق كشف الدم (للأشخاص الراغبين في السفر إلى الدول التي تفرض على الوافدين إليها الفحص) أو (عند طلبات التجنيد أو الطلبات التي تقدم إلى جهات تهتم بالفحص، أو من خلال الحوادث المرورية وفحص الدم المرافق أو من خلال التبرع بالدم، لذلك ووفقاً لهذه المؤشرات تم تقدير العدد النسبي للمصابين في اليمن بناءً على العدد المكتشف بأن وراء كل حالة مرضية مسجلة في وزارة الصحة (10 حالات خفية) مما يضع العدد الإجمالي للمصابين ما بين (15 ألفاً -20 ألف) مصاب (وفق مقياس منظمة الصحة العالمية WHO، هذا هو الوضع الوبائي للإيدز في اليمن، ولكي لا ندفن رؤوسنا تحت الأرض- كالنعامة- ونتعلل ونتحجج بأننا بلد مسلم محافظ وبأن هذا المرض لا يصيبنا بل يصيب الكفرة وغير ذلك من الكلام الذي يزيد المسألة سوءاً، فالمرض هو مرض والوباء هو وباء وهذا هو مرض كغيره من الأمراض ينتقل بأربع طرق من شخص لآخر وهذه الطرق:

1- الالتقاء الجنسي بين شخصين أحدهما مصاب.

2- نقل دم ملوث بفيروس (HIV).

3- من أم مصابة إلى جنينها.

4- استخدام أدوات حادة ملوثة (كشفرات الحلاقة، والإيدز وغيرها.

ونحن بلد ضمن العالم مجروح بجرح الإصابة بهذا المرض والمرضى في ازدياد، ولأن المرض لا يظهر في حامله من بدء الإصابة به حتى ظهور الأعراض إلا بعد فترة تتراوح بين (6 أشهر حتى 15 سنة) ما لم يُكََشف عن طريق الفحص، فهذا يضعنا جميعاً أمام تحدي التصدي لهذا المرض بسلاح واحد فقط- هو سلاح (الوعي الصحي المجتمعي السليم)

وعي نابع من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والذي يحرم أي علاقة جنسية خارج نطاق الزوجية، وعي بضمان سلامة نقل الدم وتخزينه والتبرع به ، وعي نابع يتمثل في تعقيم الأدوات المستخدمة في الجراحات والختان والحلاقة "وتخريص" الأذان وغيرها، وعي نابع من التعامل الطبيعي مع مصابي الإيدز دون التمييز، لأنه عبارة عن مرض ينتقل كغيرة من الأمراض، وبعدة طرق فالدين الإسلامي يمنع علينا أن نحكم على الإنسان مهما كان خطأه ، فالتمييز يحوّل المصاب من شخص بنّاء إلى شخص هدام منتقم يسعى إلى نشر المرض بعدة طرق مما يزيد النار التهابها، والعطف عليه وإعادة تأهيله نفسياً وصحياً واجتماعياً وتبصيره بالأشياء التي يجب عليه إتباعها كي لا ينقل المرض إلى أشخاص آخرين، فالمريض في الأول، والأخير إنسان له كرامة أعطاه الله إياها بقوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم" مما يؤدي بنا في النهاية إلى الوصول إلى هدف سامٍ شعار نابع من أعماقنا جميعاً.

"من أجل يمن خال من الإيدز"


مدير الرعاية الصحية- مؤسسة الصالح#

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد