د. فضل بن عبد الله مراد*
إنها دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الشعب كما ثبت في صحيح البخاري أنه قال "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا ونجدنا يا رسول الله قال: اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا: ونجدنا يا رسول الله قال: اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا قالوا ونجدنا يا رسول الله: قال من هناك تبدأ الزلازل والفتن"
إن هذه الدعوة النبوية لها تأثير بالغ في حياة هذا الشعب المسكين. . إنها البركة التي جعلها الله في هذا البلد إنه بلد مبارك وأدركته الألطاف الربانية التي نراها في حياتنا.
إن وبرغم ما تعانيه البلاد من إفساد وفساد، وإسراف وتهريب في مواردها ولما وراها تعيش إلى اليوم.
إن هذا الوطن خير في تربقه وإنسانه شهد بذلك الكتاب والسنة النبوية قال تعالى "بلدة طيبة ورب غفور" وقال -صلى الله عليه وسلم- "الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفقه يمان" أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة.
فهذه الأرض وهؤلاء سكانها.
إن البركة في الكتاب والسنة ثبتت لمواطن متعددة من العالم وهي شاملة للبركة الدينية و الدنيوية وهي بحسب إطلاعي أربعة مواضع مكة، والمدينة دعا للأولى إبراهيم وللثانية رسولنا والشام والتي بشهادة القرآن والسنة في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" وأما السنة فكما تقدم ونجد في الحديث هي المشرق المرتفع جبالاً وسهولاً، كما تدل عليه اللغة وروايات الحديث. والفتنة فيها من قبل المشرق فتنة الدجال، وفتنة المال المطغي، وفتنة العقائد الباطلة كالإثنى عشرية وغيرها من فرق الباطنية المارقة، وما جاء من قبل المشرق من الحروب والقتل والبلاء أكثر من غيرها في الجملة.
والبركة في الحديث تعم الأرزاق، والأقوات، والنسل، والذرية، والحرث، والعلم وغير ذلك.
والدعاء في الحديث لبلاد الشام وتخصيصها بذلك دليل على فضلها، وما هو ظاهر للناس اليوم من بقاء وصمود وتعليم لشعب فلسطين بأسره مع حصار تام وقبضة حديدية من سائر بلاد العالم يدل على هذا.
وبلانا كذلك فمع ما فيها من نزيف لشريانات الحياة الاقتصادية والسبب السياسات الخاطئة إلا أن هذا الشعب أدركته دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وثناؤه عليها.
فكيف لو كان هناك من يبارك هذه البركة ولا يمحقها. كيف لو وجد من ينسى مصالحة ليقدم للناس شيئاً. كيف لو حوسب أهل الخطيئة الفسادية إنا والله سنكون من أعظم البلاد عالمياً وإقليمياً.
ولكن هذا هو الشعب في تناسيه لما أمر الله به من شكر للنعمة وأمر بمعروف ونهي عن منكر. ومن فعل ذلك ظلم نفسه وأُمته ولن يتولاه الله بل يتولاه الظالمون قال تعالى "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون".
فاللهم أصلحنا وأصلح البلاد والعباد
*استاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان
