صالح عوض
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : الكرم يماني والحكمة يمانية اللهم بارك لنا في يمننا.. وقالت العرب : لابد من صنعاء وان طال السفر.. والى صنعاء يشد الفرقاء الفلسطينيون رحالهم حيث الحكمة والكرم علهم يجدون في صنعاء ما يخرجهم من احترابهم المجنون ، ولئن فشلوا في إعطاء الكعبة حرمتها في نفوسهم بعد أن نكثوا عن ميثاق الصلح الموقع بمكة المكرمة، وأداروا ظهورهم لاتفاقية قاهرة المعز بن عبد السلام..!!
ما أطيبنا نحن أبناء هذه الأمة الذين تأخذهم العواطف النبيلة والأماني المقدسة فننسحب من مشهد الواقع المعقد..بل تصل السذاجة بنا حدها الأقصى عندما نتوقع أن مجرد قداسة المكان والكلمات المنمقة والابتسامات المتبادلة بل والعناق سيغني عن طرد النوايا الشريرة المتمكنة في صدور القوم..نقول هذا ونحن نسمع ونشاهد ونعيش العدوان الاسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني على ثلاث جبهات اسرائيل تقتل وتعتقل وسلطة رام الله تعتقل وتطرد من الوظيف كل من له شبهة بحماس وسلطة حماس في غزة تعتقل وتحقق وتطارد كل من تتهمه بانه نشيط فتحاوي..وفي الخارج تستقبل عواصم الجوار والحساسيات السياسية تجاه الملف الفلسطيني الوفود الحمساوية والفتحاوية وكل منهما يفسر الدنيا حسب رؤيته ورغباته وبطعن في مقصد الاخر وتوجهه..ويجد اصحاب الاجندات فرصتهم في التوسط بين الطرفين وامنية بعضهم الا تحل المشكلات العالقة لكي يبقى له وجود وحضور اقليمي فيغري بعض الفلسطينيين ببعضهم.
الان يتوجه الفلسطينيون المتقاتلون الى صنعاء استجابة لمبادرة يمنية تدعو للحوار المباشر للعودة الى وحدة الموقف والكيان والصف والعودة عن تداعيات خطوة حماس العسكرية في غزة..صحيح ان ليس في اليمن مغريات كثيرة للطرفين فليس اليمن هو العراب لامريكا في المنطقة وهذه مشكلة بحد ذاتها اذ ان الشك الامريكي سيظل يتابع خطوات المبادرة اليمنية وقد يفشلها عن طريق امتداداته هنا او هناك ثم ان اليمن ليس لديه مئات ملايين الدولارات كي يشكل بها ضغطا ماديا على هذا الفريق اوذاك..وصحيح ان اليمن ليس دولة جوار ليمارس ضغوطه السياسية على احد الطرفين..كل هذا صحيح الا ان اليمن ليس له مصلحة في استمرار الازمة الفلسطينية كما يتعامل معها البعض الاخر..وقد تكون كل الاسباب التي ذكرناها في محددات الموقف اليمني هي مركز قوته التي تجعله ينطلق من مصلحة الامة والغيرة على فلسطين والعمل لما يزيح عن الشعب الفلسطيني هذه الغيمة الكئيبة.
اجل لابد من صنعاء حيث ارومة العرب فهل تنتخي في الوفدين المتزعمين لحالة الاحتراب الفلسطيني بقية من دم العروبة فيتجاوزوا مصالحهم الشخصية والحزبية من اجل فلسطين والشعب..عساهم يمنحونا فرصة للتفاؤل.