;

نسوا الله فنسيهم 895

2008-03-20 08:54:08

د. فضل بن عبد الله مراد*

هو هكذا الأمر من وكله الله إلى قوة نفسه، أو تراكماته، أو حيله، أو علاقاته الرأسية والأفقية الواسعة أو ماله وولده.

إنه ارتباط باللاشيء.

هكذا نعيش اليوم ارتباطات بغير الله ومنهجه. . هؤلاء القادة المجتمعون من أصقاع العالم ربطت قلوبهم وأفئدتهم بالأمم المتحدة وأميركا، ومجلس الأمن.

إنه أشد البأساء أن لا تكون مرتبطاً إلا بمن يسوءك في كل أمر.

ولما نسوا الارتباط بالله تركهم الله في سلة المهملات ولم ينصرهم لأنهم لم ينتصروا لمنهجه وشريعته وأمره ونهيه وهؤلاء هم الرؤساء، أما مجتمعاتنا، فأكثر الخلق يلهثون وراء المادة وترى من هم في يده يسومهم سوء العذاب، أصحاب السلطة والمال، تبعهم أناس كثيرون كالجراد في ظلمة الليل تتبع النار حتى إذا اقتربت هلكت فيها.

ها هو الفقير يئن وقلبه ممن بيده خزائن الملك خاوي فيهرع على الأبواب، ويعلق نفسه باتصال أو توصية، أو كفالة اجتماعية، أو وعد كبير.

ها هو ذا سيضرب صدره سمعاً وطاعة ولاءً واتباعاً لمخلوق مثله، لكن لن يحضر الصلاة، لن يترك الخيانة والكذب، لن يستمع لعالم أو يحضر له سيذهب إلى الدوام مبكراً لكن لن يحضر الجمعة إلا في الركعة الثانية إن حضرها.

وأما في أيام الانتخابات فما أكثر هؤلاء، يظنون أن الوقوف أمام مفسد هو قطع للرنق وحرمان من الحقوق نسوا الله فنسيهم فسلط الظلمة عليهم.

فمن خاف من الله أمنه الله من كل ما سواه، ومن خاف من مخلوق سلطه الله عليه.

أقم علاقات مع الناس تنفعك ويكون لك ظهر، هذا شعار الكثرين. . وغفلوا عن إقامة علاقة مع الله فإنه نعم النصير والظهير، "أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه"

هكذا يقول الله تعالى مقرراً حقيقة الحماية، الحماية التي لا تعجز، ولا تنتهي يوماً، إنه تأمين مدى الحياة لو كنا عقلاء.

ويقول الله تعالى أيضاً "ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون"، كثيرون هم من يتآمرون على الناس، وهذا نداء للكل، لئلا يصاب بالضيق من المكر والمؤامرات.

بل يربط قلبه بمن في قبضته كل هؤلاء المتآمرين، إن نسيان الله تعالى: هو نسيان طاعته والاستعانة به والتوكل عليه.

إنه نسيان لمن سينصرك وأنت فرد، هؤلاء العلماء خافوا أن يقولوا كلمة الحق أن يحملوا المنهج فنزعت مقاديرهم، وخفت موازينهم أمام السلاطين مع أن الله تكفل بحمايتهم، ونصرهم، وحفظهم لكن أين هم؟!

إن علامة نسيان الله وإهماله لك، أن ترى إلى نفسك الآن أين أنت؟ ومع من أنت؟ وفيم أنت عليه؟ فإن كنت مع أهل الطاعة، وأهل الصراط المستقيم فأنت على هدى وإلا فحبك للعصاة، وجلوسك مع أولياء الشيطان علامة أنك هين على الله، انظر إلى صلاتك تعرف من أنت انظر إلى ندمائك تعرف أين أنت من الله، انظر إلى تلاوتك لكتابه تعلم نفسك.

إن الأموال والأولاد قد تكون بلاءاً وعذاباً، إن أناساً لا تعذبهم إلا أموالهم ولا ينكل بهم إلا أولادهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا.

قال تعالى: "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها" فانظر كيف أصبحت الأموال والأولاد عذاباً.

لقد عذب الله فرعون بوزرائه وجنده، وقارون بثرواته.


*أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد