;

في الذكرى الرابعة لاستشهاد القائدين أمير الشهداء الشيخ/ أحمد ياسين وصقر فلسطين الدكتور/ عبد العزيز الرنتيسي .. بطولة وفداء 1108

2008-03-27 15:00:57

كتب/ شهاب الدين المحمدي

- كانا كبيرين كوطنهما، حزينين بحجم ألم أمتهما عصيين على الأعداء كفلسطين بلدهما- مؤمنين بقدر قضيتهما، يكفيهما فخراً أنهما شلا إرادة عدوهما في الانتصار ويكفيهما ذكراً وهما المهمشان كبلدهما أنهما قد استطاعا أن يلقيا الرعب في قلوب الأعداء أعداء الأمة قال تعالى: "قاتلوهم يعتبهم الله بأيديكم وينصركم علية ويشف صدور قوم مؤمنين".

- ما بين استشهاد البطلين وبين احتلال العراق أربعة أعوام ولكنها أعوام- بحجم التاريخ المهزوم لنا، لأنظمة أثبتت أنها هي المقعدةة، تجذر العجز، في أمتنا وتنشر اليأس في قلوب شعوبنا، أربعة أعوام لا ندري- هل تضخم فيها عدونا؟ أم أن إرادتنا هي التي تقزمت؟ هل كبر خلالها من يحاربنا؟ أم نحن الذين صغرنا؟ ولكن ما الفرق والأمر سيان، صارت الهزيمة في حياة أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم- واقعاً لا يحق لنا أن نتجاوزه ولو بالإرادة والحلم في أن يأتي يوم نقتص فيه ممن يذلنا ويهيننا أمة وأرضاً وعقيدة ومقدسات!.

وصار الذل والهوان في حياة أمة محمد عليه الصلاة والسلام خبزها وماءها وهواءها الذي نتنفسه، وصار على العرب والمسلمين أن يقبلوا بما يمليه عليهم الصهاينة والأميركان، وحتى لو لم يقبلوا فإنهم لا يستطيعون شيئاً ولا رفضاً فالعجز فيهم حقيقة والذل فيهم واقع والضعف داء خرب العقول- والقلوب والأفئدة والنفوس لذا صار على العرب والمسلمين أن يقبلوا لا اقل ولا أكثر.

وحق المسلم على المسلم يريدون أن يحل بديلاً عنه حق الصهيوني على المسلم حتى لو أن البيت الأبيض بل الأسود عطس في واشنطن شمتته كل أنظمة العرب والمسلمين في كل العواصم!

- وفي واقع كهذا كان صوت الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي صوتين من أصوات الكرامة والقلائل التي يجب إسكاتها لأنها تقض على الظالم - ومضجعه ونومه، وتنغص على المجرم فرحة انتصاره، فالعدو الذي غصت عليه لقمة العراق واختنق بها يريد فلسطيناً سهلة الابتلاع كلقمة لذيذة وطرية، والمجرم الذي ذبح وقتل وانتهك من قبل في فلسطين ثم في أفغانستان ثم في العراق ثم في لبنان يريد أن يتأكد تماماً من موت الضحية حتى يلذ له أكلها بل ويريد منا أن نغسل له ثيابه ويديه الملوثتان بدماء الضحية لذا كان على العدو الصهيوني أن يسكت هذين الصوتين ليتم له ما يريده.. فسقطا البطلان الشهيدان ولكن لم يسكت الصوت قال تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"، ومثلما انطلقت مقاومة العراق البطلة لتقلب حسابات والمغرور بنصره، وتؤكد أن الحق المستلب لابد وأن يقيض الله له فئة مؤمنة تطالب به وتقاتل دونه كذلك فإن أرض فلسطين المكرمة تختزن في داخلها من المعطيات ما يجعلها قادرة على أن تقلب حسابات الصهاينة والأميركان قال تعالى: "وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب"..

ومصداقاً لقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: "وأيدنهم يا رسول الله قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس..

- حياة البطولة والفداء التي قدمها أمير شهداء فلسطين الشيخ/ أحمد ياسين وصقر فلسطين الدكتور/ عبدالعزيز الرنتيسي سوف تظل حية وحاضرة في أذهان وعقول الأجيال العربية والإسلامية القادمة وقد تكون قصيرة إذا ما قورنت بحياة أقوام آخرين لكنها طويلة في دروسها عظيمة في عبرها، ممتدة في أثرها وروحها، وقد تكون شديدة العناء عند التفكير بها وما لقياه صاحباها خلالها لكنها تؤسس لرخاء لا ينتهي ولنعيم لا يفنى، ناهيك عن المجد الذي حصداه بين أبناء شعبهما الفلسطيني والعربي وأمتهما المسلمة الكبيرة قال تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون".

- رحل الشيخان بجسدهيما المتعبين المنهكين، وبقيا بروحيهما الفتية الشابة وأنهى صاروخان صهيونيان إسرائيليان دنيئان على طيران أميركي خاسئ، أعمارها بخاتمة الشهادة المشرفة، ولكن سيكتشف عدوهما يوماً ما أنه ما قصف إلا نفسه وما دمر إلا وجوده الذي لن يطول - إن شاء الله- ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وقديماً قال الإمام على كرم الله وجهه- لابنه الحسن - رضي الله عنه: الباغي مصروع بسيفه.. قال تعالى: "وجزاء سيئة سيئة مثلها".

- غابا الشيخان البطلان عنا، لكنهما ما غابا إلا وقد كتبا بيدي روحهما القويتين ذكرهما في سجل قوله تعالى: "ولينصرن الله من ينصره "ومضيا عن عالمنا البائس إلى جوار ربهما ولكن بعد أن خطا اسمهما واضحين بحروف نورانية كبيرة في كتاب الله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"..

وأبكانا رحيلهما عنا لكنهما قد دخلا في حفرة وصفها: "فرحين بما أتاهم الله من فضله".. فليهنئا بفرحهما عند ربهما وليصبرن الله على رحيلهما.

- ويوماً ما لكنه أكيد قادم سيصدق الله وعده قال تعالى: "وكان أمراً مقضيا" لينصر الله قوماً أعدوهم وربوهم وسقوهم من حضرة محمد عليه الصلاة والسلام ليذيقوا عدوهم وعدو الله بأسهم وشدتهم قال تعالى: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

وعندها سيكون اسم الشيخين البطلين حاضراً وأسماء كل الأبطال الذين قاتلوا عدو الله ورسوله في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان وكشمير والشيشان والصومال والسودان وسائر بلاد المسلمين غداً أو بعد غدٍ في جيلنا أو في جيل أبناءنا هكذا قال الله وقضى: "وكان على ربك حتماً مقضيا: وليعلم الذين تجبروا وتنمروا وتكبروا أن الكبرياء رداء الله والعزة إزاره ومن نازعه في أحدهما قصم، غير عابئ ولا مبالٍ"

قال تعالى: "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها". فناما أيها الشيخان الكريمان الشهيدان أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي قريرا العين، فها هي حركة المقاومة الإسلامية حماس التي قمتما بتأسيسها تجني ثمار ما غرستما.

قال تعالى: " والعاقبة للمتقين.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد