يونس الشجاع
قليلون هم من بذلوا أنفسهم وأرواحهم لهذا الوطن ويعملون من غير كلل ولا ملل وبصمت وبعيداً عن الظهور أمام أعين الآخرين التي سرعان ما تكتشفهم تلك العيون وتصل إليهم من خلال أعمالهم الملموسة والناتجة عن إخلاصهم العجيب، ولا عجيب في هذا فالغرباء الذين يصلحون ما أفسده الناس موجودون حتى قيام الساعة، ولكن العجيب والغريب أن تطلع علينا أصوات نشاز تعلن الحرب على هؤلاء والتي ما تزيدهم إلا ثباتاً وقوة وعزيمة كإضافة جديدة إلى ثباتهم وقوتهم وعزيمتهم.
لكن الناظر من فوف صخرة التأمل ذات الارتفاع المعنوي الشاهق إلى أولئك الرموز المعروفين بسماسرة البيع والشراء في سوق العرض والطلب سوق النخاسة العالمي الذين يتاجرون بهموم أبناء الشعب ويمسحون بمناديلهم الناعمة دموعهم مرددين شعار الوطنية وهزيج الإباء- الناظر إليهم يصاب بالدهشة والحيرة من أساليبهم الملتوية التي يستخدمونها عندما يوصد المخلصون من أبناء هذا الوطن الأبواب في وجوههم وحينها يبيعون ضمائرهم بحفنة من الريالات فتراهم يدقون نواقيس الخطر من خلال كتاباتهم الصحفية المدججة بثقافة الكراهية والعداء تجاه الوطنيين الشرفاء والذين يسطرون من خلال كلماتهم النابية والغير لائقة صحائفهم السوداوية زوراً وبهتاناً وتغييراً للحقائق بهدف تضليل الرأي العام وبالمقابل يجعلون من أوكار الفساد الغارقين في أوحاله عمالقة في الدفع بعجلة التنمية قدماً نحو الأمام فبسبب حفنة من الريالات تراهم ينسون أو يتناسون مبادئهم وقيمهم التي تربوا عليها، فبئساً حياة تلك التي يعيشونها وكما يقولون عش رجباً ترى عجبا.
فهذا وزير الأوقاف والإرشاد واحد من أولئك الكوادر الوطنية الذين يعملون ليل نهار من غير كلل ولا ملل تتناوله بعض الصحف المحلية المتقمصة بقميص الوطنية- تتناوله ببعض الصفات النابية واللا أخلاقية والبعيدة عن المهنية الصحفية المسؤولة، من أشخاص يخضعون لمعايير الزيادة والنقصان ويعيشون في الممرات المؤدية إلى سراديب الحقد على هذا الوطن لإزاحة كل وطني عن منصبه، وما كتابتي على مساحة هذه الأوراق إلا لتوضيح الحقائق للرأي العام وتبيين زيف وكذب أصحاب تلك الكتابات التي تكشف زيفها وكذبها بنفسها نتيجة تناقضها فيما بينها فأولها يناقض آخرها وهكذا فتارة يتهمونه بدعم الإخوان المسلمين وتارة بدعم الحكم الكهنوتي الإمامي أي الحوثيين مع اختلاف اتجاه الطرفين- الإخوان والحوثيين- فماذا يا ترى يريد صاحب تلك المقالات أن يقول في جمعه بين النقيضين اللذين إن دلا فإنما يدلان على التخبط الشديد الذي يعاني منه ذلك الشخص؟!.
جميل أن ننتقد الآخرين ولكن الأجمل أن نصلح أنفسنا أولاً ومن ثم أن يكون نقدنا بناءاً يساعد الآخرين على النهوض بمسؤولياتهم لا بغرض التشفي والنيل منهم والإساءة إليهم، فمن يعمل لابد وأن يخطئ لأنه ليس ملكاً منزل ولا نبياً مرسل، فالوزير الهتار بشر يخطئ ويصيب وله محاسن، كما أن عليه مساوئ مثله مثل بقية البشر وهو لا ينكر هذا، لكن أن نظل نصطاد في المياه العكرة كالذباب الذي لا يقع إلا على القاذورات فهذا ليس حلاً للدفع بعجلة التنمية نحو الأمام، وبالمقابل أدهشني أحد أعضاء مجلس النواب وهو يخاطب وزير الداخلية بحل إحدى القضايا الأمنية وإما أن يقوم هذا العضو بتسليح قبيلته وأخذ حقه بنفسه، فهل هذا حلاَ يا أيها العضو المبجل؟
وفي الأخير نبارك للأخ الوزير قوة عزيمته وشدة شكيمته ودماثة أخلاقه التي عرفناها وعرفها كل من عاشره، ونشد على يده للمضي قدماً في التسريع بعجلة التنمية دونما الالتفات إلى أولئك الزمرة الذين يغلبون مصالحهم الآنية على المصلحة العليا للوطن المشتغلون بسفاسف الأمور للنيل من هذا الوطن ومقدراته ومدخراته، وأن يجعل من الأشخاص الصالحين مستشارين له كالهدار وغيره، لئلا يتكرر نفس الخطأ الذي حصل أثناء تغييره الأشول وحتى لا تتوقف كثير من الأعمال عند سرير ولادتها بل تواصل سيرها نحو التقدم والتطور والبناء والازدهار، وبما يخدم الصالح العام، ونهيب بالأخوة الغيورين على الوطن أن يتوخوا المصداقية والحقيقة عند كتابة مقالاتهم من غير فبركة أو تغيير أو تجيير لها وأن يراقبوا الله عند كتابة أي حرف وليعلموا أنهم سيسألون عن ذلك.
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
فالجاهل يغفر الله له والمتعمد الشريك المقاسم تلزمه ضريبة التكفير عما سلف.
