سامي عبد الدائم عبد الله
SAMI-Abdan@hotmiL.com
من يشاهد القناة الفضائية اليمنية أو ما يسمى بقناة اليمن هذه الأيام يرى أن جزءً بسيطاً من الرتابة والتقاليد قد غاب عن شاشة تلك القناة ليس بفضل أحد سوى الله سبحانه وتعالى ومن ثم جهود زملاء إعلاميين يعملون بصمت ومن خلف الكواليس لا هم لهم سوى إظهار مادة إعلامية جيدة وجديدة يتعاطى معها الجمهور المشاهد في الداخل والخارج، زملاء إعلاميون وفنيون ومهندسون ومصورون ومحررون ومعدو برامج لا يحبون الظهور أو أن يشار إليهم بأصابع المدح بأنهم يعملون من أجل تحقيق إنجاز يرضي المشاهد ويقلل من سخط المشاهد لتلك القناة..
إعلاميون أيقنوا بأن العمل الإعلامي والعمل على بلاط صاحبة الجلالة ليس بالسهل وإنما يجلب المتاعب والصعاب فهم يعرفون بأن الصحفي أو الإعلامي الناجح يحلم بجواد كلمة لا يسقط كلماته أرضاً.. يحلم دائماً بميلاد جديد للأمانة ويرمق في كل بارقة موعد جديد وتسيره الآمال في القبض على مفرداتها.. يعرفون بأن الإعلامي والصحافي لا يتجرد من ثوب النقاء ولا يظهر عارياً بثياب من هباء.
فهناك زملاء في برنامج استوديو النهار أثبتوا أنهم قادرون على الإبداع والعطاء والتطرق بكل شفافية لهموم أناس ضاق بهم الحال وتقطعت بهم السبل ولم يجدوا بعد الله تعالى من ينصفهم من بطش بعض ضعاف النفوس.. فبالأمس وأنا في منزلي أشاهد برنامج استوديو النهار على قناة اليمن وخصوصاً التقرير الذي خصص في إحدى فقرات البرنامج عن الانقطاعات في التيار الكهربائي والتي تحصل بين الحين والآخر وباستمرار على مدى العام وآخرها إقدام وزارة الكهرباء على فصل التيار الكهربائي عن منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة في شمال العاصمة صنعاء تحديداً على منطقة "جدر" وضواحيها نهاية الأسبوع الماضي لفترة طويلة عمداً بحجة قيام مجهولين بالاعتداء على مهندسين في الكهرباء أثناء تأدية أعمالهم.
مما جعل أبناء تلك المنطقة يلجؤون للتهديد بالاعتصام احتجاجاً على العقاب الجماعي الذي اتخذه معالي الوزير بهران بحقهم بالتوجيه بفصل التيار الكهربائي عن المنطقة بأكملها، ولكنه بعد ضغوطات كبيرة من أعيان وأبناء المنطقة والتواصل مع قيادات عليا تراجع الوزير بهران عن الاستمرار في فصل التيار الكهربائي مكتفياً بساعات الظلام الطويلة التي عاشها أبناء تلك المنطقة... ونظراً لدور الإعلام في تبيين الحقائق آثر الزملاء في استوديو النهار على أنفسهم أن يستدعوا مسؤولين في وزارة الكهرباء لتوضيح سبب انقطاع التيار الكهربائي وبالفعل جاء أولئك المسؤولون ودخلوا الاستوديو ومكان التصوير وتم بث التقرير الإعلامي المصور الخاص بموضوع الكهرباء والذي تطرق إلى أحاديث من المواطنين عن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة وضيوف البرنامج لا زالوا موجودين في الاستوديو ولكن بعد الانتهاء من بث التقرير وفي لمح البصر لاحظ المذيعان العزيزان بثينه القرشي وصدام حسن فرار الضيوف من مسؤولي الكهرباء من داخل الاستوديو دون الظهور على الهواء مباشرةً في شاشة القناة ووضعوا الزميلين في موقف محرج أمام المشاهدين الذين كانوا متشوقين للاستماع إلى المسؤولين في وزارة الكهرباء وتوضيحاتهم حول ما جرى في منطقة "جدر" شمال العاصمة صنعاء، ولكنهم فرّوا من داخل الاستوديو وهم يحملون الكثير مما في جعبتهم وغير مبالين ولا واضعين أي قيمة لهموم الناس والمواطن.. ففروا قبل أن يؤدوا الأمانة الملقاة على عاتقهم وكأن الأمر لا يعنيهم.
وختاماً أقول لبعض ضعاف النفوس من المسؤولين في وزارة الكهرباء وليس كلهم عيب عليكم احتقار المواطن اليمني وأقول لهم نحن الإعلاميين والصحفيين لا نملك عصاً سحرية نثبت بها العقول ولا حتى أملاً يجهز على ذلك الشعور الداخلي بوفاة النفوس الضعيفة...!!
وأقول للزملاء في استوديو النهار ومنهم عارف الكميم ومختار الشرفي وجميل عزالدين وتوفيق الحرازي وصدام حسن والزميلات بثينة القرشي ومنى الطاشي وكافة طاقم استوديو النهار استمروا في إبراز الناجح وأعيدوا الثقة المفقودة بين المشاهد والقناة الفضائية اليمنية أو ما يسمى قناة اليمن واعملوا على ردم الفجوة الموجودة، وأرجو من قيادة قناة اليمن وقيادة وزارة الإعلام أن تطمئن بأنني لا أجاملكم لأنني لست طامعاً بثواب كما أنني لست خائفاً من عقاب ولست ممن يتمرغون بنفاق القول لإشباع بطونهم أو ستر عوراتهم وإني بهذا الانطباع أريد التأكيد بأن قلم الصحفي الشريف لا يملأ بغير الحبر الأسود.. الأسود فقط
