أعياد عيدروس
اليك أخي اكتب لعل ما انتهى عندي لا زال عندك فأمور كثيرة انتهت من حياتنا وأصبح لا وجود لها ولأن صفو العيش غاب وروح المرح في صباه شاب فإن أمور كثيرة انتهت..
انتهى السؤال عن الجار لا بل قل عن الأخ..
انتهت في حياتنا قيم وعادات ومبادئ كالعزة والتعفف والخجل والحياء فكل ما يمارس أخي اليوم يعود لأن أمور انتهت وحلت محلها أمور أخرى.
ففي السابق حين يمرض الجار فالكل يعلم بذلك ونقوم بزيارته أما اليوم حين يموت الجار لا نعلم إلا بعد مضي أيام على موته.
وبالأمس حينما كان يجوع الأخ كان يجد من يهتم ونتسابق لإطعامه أما اليوم فنحن حالات ثلاث إما لا نعلم أو إننا نعلم ولا نكترث أو نعلم وليس لدينا ما نمده به.
ألم أقل لك أخي إن أمور كثيرة انتهت؟.
فإن تخرج الصباح باتجاه عملك دون أن يعكر صفوك أحد فهذا مستحيل فلا يمر عليك يوم دون أن يتعكر مزاجك وأن تنجز عملك دون مضايقات مستحيل فلابد من الفضول والتدخلات لا تستبعد كل هذا أخي فحتى النفس ضاقت من ذاتها فإن أردت تنام دون أن تقرع الطبول على رأسك تذكرك بواجباتك والتزاماتك تجاه أسرتك ومن هم حولك فإن ذلك أيضاً مستحيل.
فالهم يزداد يوماً بعد يوم وكل يوم نحن في تغيير إلا شيء واحد لا يتغير ويبقى كما هو.
لا تستغرب فالوحيد من أرغب في تغييره يرفض التغيير وكلما تغير كل فترة طويلة تغيرت بعده ظروف حياتي وأصبح لا يلائمها ولا يحقق لي أحلامي وطموحاتي.
أتعلم من هو هذا الذي لا يتغير؟
إنه معاشي!
أخي إن أكثر من أعرفهم أصيبوا بالسكر والضغط ولاحظ كل هذه الأمراض انتشرت بشكل كبير يا ترى لماذا؟.. هل تجيبني أم حتى الإجابة عندك انتهت مثل كل الأمور التي انتهت؟!