محمد أمين الداهية
ما أكثر المستشفيات في بلادنا سواءً الحكومية أو الخاصة وما أكثر الأطباء في هذه المستشفيات، من يمنيين وأجانب كل شيء متوفر من الإمكانات التي يستخدمها الأطباء في البلدان العربية الأخرى للقيام بواجبهم نحو مرضاهم، فلماذا بعض الحالات عندنا والتي تعتبر ليست بالخطيرة تصعب على أطبائنا الكرام فلا يستطيعون تقديم شيء للمريض سوى أقلامهم التي لا تعرف إلا الفحوصات المتكررة ورصد العلاجات بطريقة التجربة إن لم ينفع هذا فهذا، فتمر أشهر وسنين والشخص المريض يعيش جدول ممل مفروضاً عليه، فحوصات، إشعاعات، كشافات، روشيتات...
تنقل من طبيب لطبيب ومن مستشفى لآخر دون أي نتيجة إيجابية سوى العلاقة السيئة التي تنشأ بين الأدوية والعقاقير الطبية والمريض إضافة إلى تمسك المريض ومحافظته على الروشيتات والمستندات الحكومية والخاصة والتي لا يجلب هذا المريض من هذه الأوراق والمستندات غير الخسارة والحسرة على جهد وتعب سنين دون فائدة، وإذا كان هذا المريض ميسور الحال فبمجرد قيامه بزيارة إلى أم الدنيا "مصر" فما هي إلا أيام قد لا تتعدى الشهر حتى يعود إلى وطنه وأهله بعافية وصحة يحسد عليها، فرحلة سنين بمصاحبة المرض والأدوية والعقاقير و..و.. محتها أيام معدودة في أم الدنيا فيا ترى ما هو السبب؟ هل لأن مصر أم الدنيا أم أن هناك سحر عجيب يقوم به أبو الهول فيمنح من يأتي إليه من أبناء مصر من الأطباء قدرة خارقة لمعالجة زائرهم الذي قصدهم بعد أن أفاده أطباء بلده أن حالته ميؤس منها؟ أيعقل أن يحظى أطباء مصر بهذه الكرامة؟!! أم أنهم حقاً أكفاء في مهنتهم درسوا وتعلموا فعلاً ويعرفون جيداً ما معنى أن تكون طبيباً. أنا لا أنكر فضل وجهود أطباءنا الكرام حيث وأن لهم رصيداً كبيراً في معالجة وإنقاذ حالات عديدة، ولكن ما أقصده هو ذلك السر العجيب الذي دفعني لكتابة هذا وهو احد أقربائي وعلى وجه الخصوص"عمي" الذي جعلني أتيقن وأؤمن أن الطب في بلادنا مازال ضعيفاً ويحتاج إلى تنشئة وبناء من نقطة البداية حتى وإن استدعانا الأمر إلى أن نأخذ الطريقة والمنهج والخبرات من إخواننا في أم الدنيا وهذا الأمر يعود على وزارة الصحة وكلية الطب التي تشكل الدور الكبير في بناء أطباء يخدمون اليمن وأبنائها.. حتى لا نذهب بعيداً فقد كنت من أشد المعارضين لكل من يقول لي أنه لم يلق الصحة والعافية إلا في مصر وذلك بفضل الله عز وجل ثم بمعرفة وعلم أطباء مصر بتخصصهم عارضت الكثير بل كنت أستنكر ذهابهم إلى مصر وتشكيكهم بأطبائنا إلى أن جاء اليوم الذي تأكدت فيه بنفسي وأيقنت بمدى صحة كلام أولئك الناس، فعمي الذي طفنا وجلنا به على نحو 90% من مستشفيات الجمهورية على مدار سنين دون أي فائدة حتى أنه في الأخير أفادنا أطباء بلادنا الأكارم بأن حالته ميؤس منها ولا يمكن أن تعالج، فبمجرد زيارة إلى أرض مصر أم الدنيا ظهرت لنا النتيجة وعادت إليه صحته بفضل الله تعالى خلال أسبوعين فقط، وأكرر كلامي أنا لا أنكر جهود أطباءنا ولكن ما أتمناه أن تحذو بلادنا حذو أم الدنيا وغيرها من البلدان العربية الأخرى وهذا ليس مستحيلاً في ظل وجود الإرادة والعزيمة وحب الوطن من قبل كل من لهم صلة أو علاقة بالأمر من الشرفاء من أبناء يمننا السعيد.