علي الخديري
حميدة أحمد بن أحمد قائد شابة يمنية أبينية مجتهدة ومثابرة في النتائج النهائية لإنهاء المرحلة الثانوية العامة للقسم الأدبي للعام الدراسي الفائت، وضعت محافظة أبين في صدارة المتفوقات بين محافظات الجمهورية حيث اجتهدت وثابرت واستحقت حميدة المركز الرابع على مستوى الجمهورية وبجدارة وبالتأكيد بالاستحقاق للوقت الذي قضته في المذاكرة والسهر والقلق ولدي قناعة تامة أن هذه الطالبة حميدة لو كانت من الأسر "الهاي هاي" الغنية وكانت توصل لمركز الامتحان بسيارة وتنصرف بسيارة وكل الإمكانيات متوفرة لها ما كانت جاءت من الأوائل، لكنها تنتمي إلى أسرة فقيرة فأرادت حميدة أن تعبر عن قناعتها بفقرها وتعويض فقرها بالنجاح المتفوق الذي يعتبر مكسباً وكنزاً عالي الثمن للأسرة الفقيرة، فالشابة حميدة الأبينية دخلت في تحدي مع الظروف الصعبة وتغلبت عليها وحطمت المستحيل وغير الممكن وأمام ذلك لم تنتظر حميدة حتى كلمة شكر من مسؤولي محافظة أبين لأنها أصبحت رمزاً يمنياً من رموز أبين لكنها وبأخلاقها الرفيعة استجابت للدعوة التي وجهت لها من مكتب التربية والتعليم بالمحافظة لحضور حفل تكريمها ضمن قدامى المعلمين والطلاب المتفوقين الذي أقيم مطلع الأسبوع بمناسبة عيد المعلم اليمني.
حميدة مع مجموعة من أفراد أسرتها حضروا الحفل وكانوا جميعاً في انتظار مذيع الحفل وهو يقول "الآن حان تكريم من رفعت اسم أبين عالياًو.... و... حميدة أحمد بن أحمد"
وكان يكفيهم سماع اسمها ولا يهمهم نوع التكريم وقيمته المادية بل كانوا في انتظار التكريم المعنوي إلا أن ذلك لم يحدث فسقط اسم حميدة من التكريم، سواءً أكان بقصد أو بدون قصد فقد شكل لها ذلك أزمة نفسية.
ورغم معرفة قيادة التربية والتعليم بمحافظة أبين بما جرى لحظتها إلا أنها لم تتدارك ما حدث من غلط.
لكن يكفي حميدة الأبينية ان كل اليمن صفقت لها وحفظت اسمها دون سابق معرفة بها.
الحل
سيكون موقفاً شجاعاً ومسؤولاً وإنسانياً لو أقدم الأخ مدير عام مكتب التربية والتعليم في محافظة أبين على إقامة حفل مصغر ورمزي ولو في مكتبه ويدعو إليه عدد من المسؤولين في المحافظة يرد فيه الاعتبار للطالبة الشابة حميدة أحمد بن قائد وسيكون ذلك دليلاً على عدم الاستقصاد وإن ما حدث غلط غير مقصود وهي تستحق أن يقام على شرفها حفل تكريمي يكون أول الحاضرين فيه المحافظ شخصياً.
همسة
يعتب علي أهل الزمن أني مجنون بحبك.
قلت لهم: عمرنا في احب تجاوز العشرين، حب جمع قلبين في جسد واحد والحزن والفرح نقسمه على إثنين.