كروان عبد الهادي الشرجبي
قيل عن أصناف الرجال
الرجال أربعة:-
من يعلم ويعلم أنه يعلم فذلك عالم اسألوه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم... فذلك الناسي ذكروه،
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذلك الجاهل علموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم.. فذلك الأحمق ارفضوه.
وقيل أيضاً
رجل.. ونصف رجل.. ورجل ليس رجلاً
الأول هو ذو الرأي والمشورة.
والثاني هو من له رأي وليس له مشورة.
والثالث ليس له رأي ولا مشورة.
وقيل:
رجل كالغذاء.. لا يستغنى عنه
ورجل كالدواء.. يحتاج إليه أحياناً.
ورجل كالداء لا نحتاج إليه أبداً.
كلام للجار
في حياتنا اليومية الحالية هل تلاحظ معي عزيزي القارئ أنه أصبح لا مكان "للجار" نعم الجار الذي يسكن معك في نفس العمارة أو بجانبك.
ضمن مساوئ التطور والحداثة أن ننسى قيماً جميلة تربينا عليها وتعلمناها من آبائنا وأجدادنا، فالجار هذه الأيام يختلف عن الجار"الذي عرفناه من طفولتنا" الجار أيام زمان كان هو الكل في الكل نعرفه أباً عن جد أمي تعرف أمه، أبي يعرف أباه وأنا أعرف من هم في سني، أما جار هذا الزمن فتكاد لا تعرفه إلا إذا كان عندك نوع من الفضول لتعرف اسمه فاقرأه من اللافتة الملصوقة على الباب.
ألا تتفقون معي أن تعامل الجيران مع بعضهم البعض في هذا الزمن قد تغير للأسوأ، أتذكر أيام الطفولة كان شغلنا هو الذهاب إلى بيت الجيران حيث كانت الروابط غير عادية فكنا إذا طبخنا أي طبخة كان لا بد من ذهاب "صحن" لبيت الجيران، وإذا أقبل العيد كنا نستعد بالشكولاته والنعنع والنقود أيضاً من أجل الأولاد الذين يأتون لمعايدتنا، وأما في حالة المرض إذا دخل أحد الجيران المستشفى وبعدها طلع منه بالسلامة كان الجيران يستقبلون هذا "بالفلوة" يعني نجمع أولاد الجيران وترمى الفلوس والنعنع في الهواء وبعدها يقوم الأولاد بأخذها من الأرض في منظر يبعث السرور والارتياح.
هذه كلها كانت أشياء جميلة افتقدنا لها في هذا الزمن الصعب وأصبحنا نقول فين أيام زمان الآن الجار لا يريد أن يعلم شيئاً عن الجار وأصبحت القلوب ضيقة ويمكن الحياة هي التي تفرض ما نعيشه شيئنا أم أبينا.
ولكن حاولوا أن تنسوا قسوة الحياة وتقربوا من بعضكم البعض فالمثل يقول "جارك القريب ولا أخوك البعيد" وليكن الرسول الكريم قدوتنا في كل أعمالنا حتى على مستوى الجار فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار حيث وسلم قال أبى هريرة رضي الله عنه لقد سمعت رسول الله يقول:" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وهذا ما أوصى به جبريل عليه السلام رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم نقلاً لأمر من الله. إن رسولنا الكريم يدعونا للتقارب والتآلف فيما بيننا فلنعمل بسنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونتآخى فالأخوة من القيم الإنسانية الجميلة التي يجب المحافظة عليها في هذا الزمن الصعب..!