;

عندما ينثر الحبر في وجه الفضيلة؟ 878

2008-06-29 14:28:39

محمد بن ناصر الحزمي

صحيح ان حماية الفضيلة ومحاربة المنكرات تبدأ بالتوجيه والتربية من البيت إلى المدرسة وهذا لا يعذر منه أحد، وأما منكرات الشوارع والأسواق فمهمة يجب أن تضطلع بها الأجهزة الحكومية الرسمية ممثلة بالشرطة والأمن والنيابة العامة والقضاء وهذا هو وازع السلطان الذي يضع العقوبات الرادعة لمن يحاولون التعدي على سياج الفضيلة ليكونوا عبرة لغيرهم مع تضافر المجتمع كله بمؤسساته الرسمية والمدنية على محاصرة الرذيلة وتقوية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إن الوسائل الأخلاقية لا يمكن أن تترك لأمزجة الناس وآرائهم وعقولهم فإذا غاب دور الجهات الرسمية وجب على المجتمع ألا يسكت وخاصة العلماء وأهل الكلمة والوجاهة لأن السفينة ستغرق، ومن هنا بادر بعض العلماء إلى تقديم مقترح بمشروع هيئة الفضيلة، وبمجرد السماع بأن العلماء قدموا هذا المشروع إذا بالبعض ذهب ينثر حبر قلمه الأسود من قلبه الأسود ليشوه وجهها الجميل، فشن هجوماً على أصحاب مشروع الفضيلة من العلماء ويصفهم بصور سلبية حيث يبدأ بالطعن والتجريح والتقليل من دورهم وأهميتهم في الحفاظ على عورات المسلمين، ولو تتبعت كتاباتهم تجدهم يكتبون كلاماً في بداية أي قضية يثيرونها لكي تصدقهم ثم تجد العبارات الطاعنة والجارحة والمنفرة بل أكثر كلامهم طعناً وتدليساً وتزييفاً وشبهات وتأويلات والحقيقة بعيدة كل البعد عما يدندنون به، ولا أدري هل هؤلاء يريدون الإصلاح أم يريدون الإقلاع لأن المصلح الصادق تجد في كلامه المصداقية وحسن التصرف والنقد البناء الذي يثمر النجاح والتغيير السليم ولكن البعض من هؤلاء هداهم الله تجد في كلامهم أنهم يريدون تصفية المعروف بأكمله واقتلاعه من جذوره بل ووضعه في قائمة الأرشيف لأنه في نظرهم ما شرع إلا لتعكير الأجواء والتضييق على الناس في حياتهم وملذاتهم الدنيوية ومصادرة حرياتهم، فالمعروف قيد والمنكر حرية في نظر هؤلاء فذهبوا كما قال تعالى: "يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف"، وكان الأصل في التعامل مع مشروع هيئة الفضيلة بحسن الظن وحسن الخطاب وعدم الاستعجال وإصدار الأحكام، فإذا كان التعامل مع الأخطاء التي ترتكب تعاملاً حسناً مبنياً على حسن الظن والرحمة فمن الأولى أن نتعامل مع مشاريع الخير وأهلها من العلماء والمصلحين بهذه الطريقة إن لم نؤيدها وندعمها، ولكن للأسف نرى أن بعض الإخوة هداهم الله يستعجلون دون تثبت وينتقدون دون علم إما لهدف شهواني أو لاحتقان فكري حيث تجد في كتاباتهم التنفير الواضح من المعروف وأهله والأنس بالمنكر وحزبه متناسين قول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" وهذه الخيرية العظيمة سببها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل خصنا الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأمم بهذه الصفة الكريمة وجعلنا خير أمة فوالله لا طمأنينة للبشر ولا راحة ولا أمان لهم في معاشهم ومعادهم ودينهم ودنياهم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو تدربنا ما في كتاب الله وما فعل الله بالأمم السابقة بسبب ذنوبهم وعدم إنكارهم على بعضهم لعلمنا مدى أهمية هذه الفريضة في مجتمعنا وبالتالي كيف نكون خير أمة إذا حاولنا تشويه سمعة من سخروا أنفسهم للعمل على حماية أعراضنا وأنفسنا من أهل الفساد والرذيلة، وكيف نأمن على أنفسنا سوء العذاب إذا حاربنا علماء الإسلام وسخرنا منهم ومن علمهم، وكل ذلك من أجل الشهوة أو التشفي.. فلا بد من الوقوف مع العلماء والتعاون معهم وإذا أخطئوا فهم فرسان الميدان وحراس الفضيلة والذين بهم تبحر السفينة، ولو تركوا معاول الهدم للفضيلة لانتشر "الإيدز" والمخدرات والظلم والمفسدات، فما أظن أصحاب المروءة يرضون بذلك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد