الكاتب / شكري عبد الغني الزعيتر ى
تناولنا في العدد السابق ألازمه الإدارية. . . بشقها الأول وفي هذا العدد نتناول الشق الثاني من وجهة نظرنا لهذه الأزمة الإدارية. . وهو (الكادر الوظيفي)
وفي مواصلة الزائر من احد الخبراء المتخصصين أو العارفين بالنظم الإدارية لحقل عمل ما لأحد قطاعات العمل المختلفة لاستطلاع وتحليل الأزمة الإدارية موضوع هذا المقال بشان (الكادر الوظيفي) ابتداء من (موظف في أرشيف) وتصاعدا حتى الوصول إلى موظف ذو مرتبة وظيفية أعلى (مدير عام ومدير إدارة) سيجد أن كثيرا ممن قد يقابلهم في العديد من حقول العمل ليس فقط على مستوى القطاعين العام والمختلط والقطاعات الخدمية بل يمتد ذلك إلى حقول عمل للقطاع الخاص سيجد مايلي :
(1) شباب يعملون ولديهم مؤهل علمي الثانوية العامة ولا إمكانية لديهم لخلق إبداعات فكرية تنعكس على تحسين الإنتاجية
(2) شباب موظفين ويعانون من بطالة مقنعة بسبب إحلال أجهزة الكمبيوتر وإفراز بطالة مقنعة لدى كثير من أصحاب هذا المستوى التعلمي ولم يستطيعوا مواكبة التطور التكنولوجي والتعلم للتعامل مع الكمبيوتر فأصبحوا في حالة بطالة مقنعة
(3) شباب يعملون ولديهم مؤهلات علمية جامعية ويعملون في غير العلم والتخصص الذي درسوه وتلقوه في التعليم الجامعي وبالتالي لا يحدث لدية استفادة عملية علمية وتطوير لعلم أخذوه ومهنه في نفس التخصص التعليمي الجامعي
(4) بل سيجد الزائد أن كثير من هؤلاء الموظفين يعمل ولا يدري ما هي مهامه واختصاصاته في حقل عملة ويتلقي فقط تنفيذ ما يطلب منه من مسئولة المباشر بعد شرح وتوضيح له في كل مرة ما يعمل وما ينجز وكيف ينجز وهذا خلل ادري لانعدام توصيف وظيفي لدى كثير من حقول العمل كما وضحنا في العدد السابق
(5) معانة حقل العمل من الافتقار لوجود البديل المدرب وبالمهارات لمن سبقه إذا نقل موظف من مكان عمله وكان ماهرا أو تقاعد أو ترك العمل لأي سبب وبالتالي يحدث تتدنى في الإنتاجية والمهارات والإبداع المبتكر الذي يفيد حقل العمل لدى البديل إن وجدت
(6) اللجوء إلى مهارات أجنبية للاستعانة بها والاكتفاء عليها دون الحرص على تدريب من يعقب العمالة الأجنبية إن تركت حقل العمل
(7) التأهيل والتدريب الذي يقدم للموظفين سوا الداخلي أو الخارجي كثير ا لا يستفاد منه لان ما يؤخذ بالدورات لا يستطيع معظم المتدربين هضمه وتكييفه بما يتناسب مع عمله إذ يرشح المتدربين للدورات التدريبية والتأهيل العملي بهدف المكافئة والهدية للترفيه وليس لصقل وتطوير مهارة عمل الفرد كما و يؤخذ بعين الاعتبار لعلاقات الود والشللة في ترشيح الموظفين المتدربين ولهذا لا يستفيد حقل العمل من معظم المتدربين بما يحقق الزيادة في الإنتاجية وتحسين الأداء
(8) التعينات والترقيات التي تتم لدى بعض حقول العمل لا ترتكز على المؤهلات العلمية والعمل والانجاز وإنما لاعتبارات أخرى. . .
ولهذا سيجد الزائد كادر في بعض حقول العمل شبه خمله و ليس لكسل وإهمال وإنما لعدم تواجد المعرفة الكاملة باحتياجات المهنة المسندة إليه وان توفرت لدية معرفة وخبرة تكون المعرفة جزئية لأعمال روتينية يومية ويتكرر أداءها يوميا وأحيانا لعدم تناسب المؤهل العلمي والعملي لدى كادر وظيفة ما مع طبيعة احتياج المهنة لاداءها بكفاءة عالية
ومن أسباب ذلك من وجهة نظرنا مايلي:
(1) العهد التعليمي والتدريبي في اليمن ما زال عمره قصير بداء منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر وحتى عامنا الحالي أي فترة التعليم والتأهيل عمرهما في اليمن (46 سنه ) ولم يبداء جيل التعليم الأكاديمي بمزاولة عملة باستقلالية وإظهار وتطبيق معرفته العلمية إن وجد كادر مؤهل ويعمل بمهنة تخصصه العلمي وبما يخدم مصلحة حقل عمله إذ ما زال معظمهم يعمل تحت السيطرة والتوجيه من الجيل السابق (جيل الآباء والأجداد ) وبالتالي ليس في حالة استقلالية في العطاء ومحكوم
(2) تفشي الأمية والجهل الذي عانى منه جيل الآباء لم يساعد على تلقين الأبناء لتعليم وتحصيل علمي يصنع قدرات ذاتية ومهارات إبداعية و فكرية تؤدى إلى إنتاجية عالية إذ لم يرضع الأبناء الأساليب الحديثة والعلمية سوء في طرق العيش أو الاستفادة من التعليم أو التوجيه والإرشاد الصائبين من آباء توجد لدهم ثقافة وتعليم عالي وبالتالي خرج كثير من جيل الأبناء الجيل الثاني للثورة (مذبذب يعاني من انعدام الثقة بالنفس ) لديه قصور تأهيلي حتى في خبرته للحياة وفنيات التعامل معها ومع الآخرين
(3) عدم قدرة الأبناء وفي مراحلهم الدر اسية وما بعد الثانوية العامة لاكتشاف أو استقراء حاجة المجتمع لأنواع المهن والتعليم العالي وواقع سوق العمل وعدم قدرة جيل الآباء على التوجيه لأبناءهم وإسعافهم بما يخص اختيار وتحديد نوع دراسة التعليم العالي والمهني و التي تحقق للأبناء فرص الحصول على العمل بعد إنهاء التعليم الجامعي والمهني وذلك لمعانة بعض الآباء من شبه امية وبعضا اخر من ثقافة متواضعة لا تمكنهم من استقراء الواقع وسوق العمل لكل مرحلة وحاجتها لنوع المهن
(4) التوجه نحو تعليم العلوم الإنسانية وبشكل كبير كونها الاسهل والاسرع والاقل تكلفه لدى كثير من الطلاب بعد الثانوية العامة. . . . وفي حالة اختيار طالبا ما تخصص علوم علمية ومهن فنية حديثة يعاني الطالب من قصور تلقيه العملية التعليمة (لأسباب منها انعدام التعليم البحثي المركز والطويلة لفترة مرحلة الدراسة والتي تصنع الإبداعات والعطاء والإنتاجية و وشبه انعدام التعليم التجريبي العملي ) لأي علم ومهنه تدرس وهنا أفرزت العملية التعليمة الخريجين لعلوم تخصصية ومهنية فيها قصور مهني و منها قد استكفى المجتمع وسوق العمل من حاجة لأصحابها ولهذا نجد الكثير من خريجي الجامعات يعانون البطالة أو يعملون في مجالات عمل ليست هي مجال تخصصاتهم العلمية المدروسة
(5) هذه البطالة لدى خريجي الجامعات صنعت العقد لدى كثير من الطلاب الذين انهوا دراسة الثانوية العامة من الجيل الذي تلي إذ يرون خريجين جامعات يعانون من بطالة فاكتفي اؤلئك بالثانوية العامة وأسرعوا لاهثين البحث عن عمل وكأنهم في حالة تسابق وقد اقتنعوا بان التعليم والتأهيل بعد الثانوية لاجدوي له. . . إذ لا يفسر لهم علمهم وعقلهم القاصر لنظرة تحليلية او خبره بالحياة العملية ولا يدركون بان الخطاء لدى أؤلئك من سبقوهم في التعليم الجامعي كان خطاء اختيار التخصصات العلمية كما لا يتيح لهم علمهم وخبرتهم العملية البسيطة إدراك واقع حاجة سوق العمل ونوع المهن والتعليم فيذهب نحو تعلم علم سوق العمل بحاجه إلية ولذلك يسعى كثير من هؤلاء الشباب نحو لاتخاذ عملية إسقاط في نفوسهم الذاتية بعدم الشعور بالحاجة الى التعليم بعد الثانوية العامة ويتوقف الكثير عند هذا المستوى التعليمي الحصول على شهادة الثانوية العامة فقط
(6) وأخيرا. . . تفشي حالة اقتصادية متدنية لدى كثير من الإباء والتي تحد من قدرتهم لمواجهة التزامات مالية لتعليم أبناءهم بعد الثانوية العامة.
وأنهي السطور بالقول إن هذه الأزمة الإدارية لدى كادر وظيفي يؤدى إلى تدني كفاء ة في الإنتاجية وارتفاع تكاليف الإنتاج لدى حقول عمل لديها هذا النوع من الكادر وسواء كان حقل العمل ينتج سلعا أو ينتج ويقدم خدمات.
نستقبل أراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني :
Shukri_alzoatree @yhoo. com