عبدالمجيد السامعي
بعد انتهاء العام الدراسي يدخل أبناءنا مرحلة العطلة الصيفية، وهي سيف ذو حدين إما أن تستثمر بالسلب أو بالإيجاب، فكيف نوجه أبناءنا لقضاء العطلة الصيفية هل في محلات الأتاري أو في مقاهي الانترنت أو في ملاعب الكرة أو أمام الفضائيات، أقول: علينا أن نراقب الأداء ونوجه أبناءنا لما هو أفضل وأنفع فالوقت كالسيف إذا لن تقطعه قطعك: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيمها كثير من الناس، الصحة والفراغ" علينا أن نستغل الوقت والدقائق والثواني بما ينفعنا ديناً وآخره.
وعلينا أن نقتدي بالصحابة الكرام رضي الله عنهم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كيف كان يقضي وقته ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يقضي وقته في خدمة أهله إذاً علينا أن نربي أبناءنا على العطلة الصيفية في أن يلتحقوا بمدارس تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية التي تعنى بتعليم الشريعة، وهي ولله الحمد منتشرة في أكثر المساجد وفي عواصم المحافظات وبعض الأرياف، كما أن هناك معاهد تهتم بتعليم الحرف المهنية واللغات وعلوم الحاسوب، والأندية التي تهتم ببناء الأجسام والألعاب القتالية المفيدة، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه" علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" وإلى غير ذلك فيما يعود بالنفع على الأجيال الناشئة.
كما أن في توجيه الأبناء نحو استغلال العطلة الصيفية فيما يعود بالنفع الكثير فيه أجر كبير للآباء حيث أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: وذكر منهن وولد صالح يدعو له"، ونحن نوجه دعوة كريمة إلى الآباء باستشعار الأجر العظيم نحو هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وتربية الأبناء -أخي الكريم- أمانة كبيرة ومسؤولية عظيمة سنسأل عنها أمام الله عز وجل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فالرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عنهم.
ويقول عليه الصلاة والسلام: "ما من راع أي صاحب ولاية يسترعيه الله رعية يموت يوم وهو غاش لها إلا حرم الله عليه رائحة الجنة"، والتربية السحنة تتطلب القدوة السحنة فعلى الأب أن يتحلى بالقدوة وأن يكون سلوكه راقية أمام أبناءه لأن الأطفال يتأثرون بسلوكيات وطباع الأب والأم والأقارب، فعلينا أن نحرص على أن نشكل القدوة الحسنة لهم.
وخلاصة القول لابد من تربية الأبناء واستغلال العطلة الصيفية فيما ينفع وأن تتجنب الرفقة السيئة، ولا يخفى عليكم ما يحدث هذه الأيام من استغلال حقير للأبناء المشردين من تهريب إلى دول الجوار لغرض التسول، وأغراض دنيئة أخرى.
ولا ننسى أن نذكر بالمسؤولية العظيمة للدولة الاهتمام بتوفير الأنشطة التعليمية والمهنية لتغطية زمن العطلة الصيفية لجميع الفئات خصوصاً أبناءنا صغار السن أولاً تسمح للعابثين باستغلال جيل الغد وتوظيفه لشهواتهم الدنيئة، فصغارنا، هما الرجال الذين يستبؤون المناصب العالية غداً، فمنهم من سيكون الوزير والطبيب والمهندس والمعلم.
والله الموفق لما فيه الخير،،