حسّان ياسر الحميديّ
أن الناظر إلى هذه الحياة وصراع الإنسان الطويل و المرير فيها يعرف دوافع الصراع وأسبابه ويعرف أطماع هذا المخلوق البسيط الذي يقدم نفسه لأطماعه ومصالحه لما كان الصراع بين الحق و الباطل امراً حتمياً لا محالة فقد أخترع الإنسان ومازال يخترع احدث وأخبث الأسلحة من اجل السيطرة على الآخرين طمعا، وقد مرت الحياة الإنسانية بفترات حكم ودويلات كلما انتهت دوله ظهرت الأخرى و الصراع مستمر حتى قيام الساعة، و المتأمل اليوم يرى ما يمر به عالمنا من سياسات وأساليب وطرق أخرى أصبح لغزاً محيراً وأصبح من يقود بزمام العالم هم قلة من رعاة البقر إذا صح التعبير وهم يحكمون ألان أسوى حكومة في تاريخ الإنسانية جمعاً إنها الإدارة الأمريكية قائده الإرهاب في العالم ومقوي منابعه وصاحبة الفوضى الخلاقة ( الحلاقة كما نسميها )، الإدارة التي لم تستحي أو تخجل من مواقفها وهزائمها المتتالية وتسمى نفسها العظمى وقد بات عظمها كسير وهي التي لم تغيب عنها الشمس ولم تغيب عنها الجرائم و المنكرات ولا زالت في غيها وعنجهيتها وكلما حاولت فتح جبهة لإعادة هيبتها وقوتها وإظهار للرأي العام إنها مازالت قوية إلا وأور كست فيها وخرجت مهزومة مذعورة وما دروس فيتنام و الصومال و الأفغان و العراق إلا خير شاهد على ذلك لكن لم يعو هذه الدروس و الأعجب في هذه الإدارة التي لا أرى فيها إلا الأوباش وأشباه الأوباش نسمع منها تدين الإرهاب وهي تغذي روافده وتزرع الفوضى وتريد حلها وتنادي بحقوق الإنسان وهي اقترفت في الإنسانية أبشع الجرائم وأروع المجازر وقفزت على كل الثوابت و الأنظمة الدولية و الأعجب أن تريد من غيرها أن يطبق ولا تستحي من منطقها وتخجل إن كلامها هذا كمن يلعن نفسه أمام الملأ أو يسرق وسط النهار، حقيقة لقد دخلت الإدارة الأمريكية في تخبط وغيبوبة فاقدة التوازن و الثقة في نفسها وأصبحت لا تفرق بين عدوها من صديقها ولا الحلو من المر ولا الملح من العذب، وما على الأمم المتحدة إلا إن تفتح أبوابها وإحضار الأخصائيين في الجانب النفسي لمعالجة مرضى الإدارة الأمريكية و الذين أصيبوا بما أصيب جنودهم بالعراق وصار الانتحار في صفوف قواتهم عمليه روتينية وصنف آخر منهم مرضى نفسياً في الوقت الذي مستشفيات ألمانيا في استقبال الأعداد الهائلة من هذه الحالات و الأعجب هو أن يسكت الشعب الأمريكي عن تصرف إدارته التي جعلت من الأمريكي رمزاً للكره في شتى بقاع العالم ولا ادري هل الشعب الأمريكي على دراية ووعي بما يحدث أم أصابه ما أصابهم وان تعجب فعجب أن ترى من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا يتغنون بجرائم أمريكا ويعدونها محاسن.
