;
زكريا شاهين
زكريا شاهين

من يمنع الصهاينة من تنفيذ مخططاتهم؟ 1634

2008-08-09 05:36:03


فيما تتجه الأنظار دوما الى القدس، من حيث وتيرة تسارع الاستيطان الذي يهدف الى تكثيف العامل السكاني اليهودي فيها، وتطبيق مخطط القدس الكبرى، حتى تصبح المسالة غير قابلة للتفاوض بعد تثبيت الأمر الواقع هذا ان وضعت القدس على طاولة المفاوضات، أو كان هنالك مفاوضات يمكن ان تحقق اى شيء اصلا تتسارع خطط الاستيطان في منطقة الأغوار، المحاذية للحدود الأردنية دون ضجيج أو صوت أو صورة.

الفلسطينيون في ذات الوقت، منهمكون في تصفية حسابات يمكن ان تؤدى الى تصفية القضية الفلسطينية فيما لو ظل الأمر على هذا المنوال، وهي مهمة تريح الكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت، تظهر الشعب الفلسطيني بصورة مشوهة، ولا يجد المناصرون للقضية حينها اى حجة للدفاع عن قضية هذا الشعب.

على العموم، الاستيطان الذي يجرى في منطقة الأغوار الشمالية والوسطى، يحمل الطابع الأمني، حيث تعتبر إسرائيل، انها لا يمكن التخلي عن النقاط الحدودية التي تربطها مع الاردن من جهة، ومع مصر من الجهة الأخرى، فيما تسيطر على النقاط الحدودية مع لبنان وسوريا.

المنطقة، بدت في طريقها للعزل، والبناء الاستيطاني لا يتوقف بها، ولعل سكان تلك المستوطنات التي تقام في تلك المنطقة، سيكونون من نوع خاص، ومن أصحاب الخلفيات العسكرية، أو سيكونون من الجيش الإسرائيلي، حيث ان الكيان الصهيوني، يؤكد دوما، انه لا يمكن ان يتخلى عن حدوده الأمنية، ومنها غور الاردن مهما بلغت الضغوطات عليه، ففي اهداف هذا الاستيطان، ليس الاستيلاء على الأراضي وحسب، وانما:

* السيطرة على كل مصادر المياه في الأحواض الجوفية، التي تتغذى من نهر الاردن، ومن الوديان في تلك المنطقة.

* ولان المياه متوفرة في تلك المناطق، فان الطابع الزراعي لتلك المستوطنات، سيكون هو الغالب، إضافة الى إقامة التجمعات الصناعية التي تحتاج الى ان تكون قريبة من مصادر مياه.

* التحكم بجغرافية المنطقة لمنع التواصل بين الفلسطينيين على ضفتي النهر عندما تستدعى الحاجة لهذا المنع.

* السيطرة على الحدود بشكل يجسد المفهوم الأمني الصهيوني، بغض النظر، عما اذا كان وهم الدولة الفلسطينية يمكن ان يتحقق ام لا.

تشير الدراسات الى ان منطقة الأغوار لها أهمية خاصة، حيث تعتبر أراضيها من أخصب المناطق، من حيث جودة التربة واعتدال المناخ، كما أن 85 في المائة من أراضيها زراعية، إضافة لموقعها الاستراتيجي وتماسها مع الأردن واحتوائها على أهم خزانات مصادر المياه في فلسطين، وهي مسألة توليها إسرائيل أهمية قصوى. ولعل سيطرتها على المياه الجوفية والتحكم فيها في الضفة الغربية وقطاع غزة، يؤكد ان المياه بالنسبة لإسرائيل، مسألة حيوية لن تتخلى عن السيطرة عليها.

في الأغوار، ومنذ تكريس الاحتلال الصهيوني عام 1967، استغلت سلطة المياه الإسرائيلية مياه الأودية الموسمية ومنعت تطوير وتجديد الآبار الجوفية التي يستفيد منها المزارعون الفلسطينيون، فيما سمحت للمستوطنين، بحفر واستخدام عشرات الآبار التي تستنزف المياه لصالح الاستيطان، حيث يستحوذ المستوطنون في منطقة الأغوار على الكمية الأكبر من المياه.

وفي حربها ضد الفلسطينيين في تلك المنطقة، وتنفيذا لمخطط أبعادهم وتهجيرهم، قامت إسرائيل بهدم وتجفيف عشرات الآبار الارتوازية التي كانت تغذى المنطقة المحاذية لنهر الأردن، مما أدى إلى توقف عشرات المشاريع الزراعية وحرمان أصحابها من دخول أراضيهم التي تعتبرها مناطق عسكرية مغلقة.

مشاريع يهودية الدولة على حساب الفلسطينيين يجرى تنفيذها، فيما يسقط الفلسطينيون في شرك الاقتتال الداخلي، بحثا عن سلطة هي الوهم في حد ذاته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد