لا يعني الشعب الحديث عن تغييرات واسعة في الحكومة، ولا يهتم بها إلا أصحاب المصالح المرتبطة بالوزراء والقوى الداعمة لهم. فهذه الصراعات لا تمثل أولوية للشعب، ولا تعنيه المناورات السياسية التي لا تسهم في تحقيق أهدافه الوطنية.
ما يهم الشعب حقًا هو توحيد الصف الوطني والتوجه نحو صنعاء، لإنهاء وجود الميليشيات الإيرانية التي مزقت الوطن وأرهقت أبناءه بالحروب والمعاناة.
ما يهم الشعب هو إيقاف انهيار العملة وارتفاع الأسعار وزيادة الفقر، فالحياة باتت لا تطاق، والغلاء ينهش الجميع، فيما يتفرغ المسؤولون للصراعات على المناصب والامتيازات.
ما يهم الشعب هو عودة القيادة السياسية إلى الداخل لقيادة المعركة الوطنية بصدق وإخلاص، لا أن تظل الإدارات الحكومية مبعثرة في الخارج، بعيدة عن هموم المواطنين ومعاناتهم اليومية.
ما يهم الشعب هو صرف المرتبات بانتظام، ورعاية الجرحى وأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، بينما تنعم النخبة السياسية برواتبهم بالعملة الصعبة، تاركين بقية الشعب يصارعون الجوع والفقر.
ما يهم الشعب هو تحرير المختطفين والمخفيين قسرًا في سجون الاحتلال الإيراني وميليشيات الإمارات، فكثير من الأحرار يقبعون خلف القضبان، بينما يتحدث الساسة عن حصصهم ومناصبهم.
ما يهم الشعب هو إصلاح الكهرباء ووقف الفساد الفاضح في قطاع الطاقة، فالعاصمة المؤقتة عدن تعيش في ظلام دامس، بينما تُنهب أموال الكهرباء باسم عقود وهمية وفساد لا ينتهي.
ما يهم الشعب هو قيادة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها، تعود إلى الداخل، وتجسد روح العدالة والمساواة، فتوقف مهزلة صرف رواتب النخبة بالعملة الصعبة، بينما يتقاضى بقية الشعب رواتبهم بالريال المنهار الذي يواصل السقوط بلا توقف.
وختامًا، ما يريده الشعب حقًا هو عودة النازحين في المخيمات إلى محافظاتهم ومدنهم وقراهم ومنازلهم، فالملايين شُردوا بسبب الحرب، وباتت المخيمات عنوانًا للمأساة اليمنية.
أما الحديث عن التغييرات الوزارية، وتقاسم المناصب، وصراعات النفوذ، فهو مجرد اهتمام للصوص هذا الشعب وخونته، وهو السبب الرئيسي وراء استمرار الحرب وإطالة أمد المعاناة !!