;
عبدالوارث النجري
عبدالوارث النجري

جدوى الأمسيات واللقاءات الرمضانية 1781

2008-09-13 06:59:42


رمضان شهر التوبة والغفران، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ولأنه شهر العبادات والتوبة والمغفرة يجب علينا أن نعيش أيام وليالي هذا الشهر الفضيل في ذكر الله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة، لا كذب، لا نميمة أو فسوق أو فجور، لا خصومة، لا سب، لا شتم، لا عدوان، بل يسود التسامح والمحبة والألفة والإخاء بين الصائمين، وكذا التراحم والتعاون والتناصح والموعظة الحسنة، وعلى أساس ذلك تم الحرص من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية على إحياء ليالي رمضان بالأمسيات الرمضانية خلال ليال هذا الشهر الفضيل، يلتقي فيها كافة أبناء المحافظات بمختلف شرائحهم مع قيادات السلطة المحلية ليس لإحياء مجالس القات والابتعاد عن ذكر الله وقراءة القرآن وقيام الليل وصلاة التراويح، أو من أجل نظم الشعر والقصائد في مدح المحافظين والوزراء ومدراء عموم المديريات والمشائخ وأعضاء مجلس النواب، وكذا ليس بهدف التنظير العقيم والتنافس في صياغة الخطب وإلقائها!!! وليس من أجل المراشقات الإعلامية والاتهامات المتبادلة بين النخب السياسية في الحزب الحاكم والمعارضة وكشف كل مجموعة عيوب الأخرى، بل إن الهدف الحقيقي لتلك الأمسيات هو إصلاح ذات الشأن من خلال طرح قضايا هامة تمس المجتمع بأمنه واقتصاده وقيمه ومبادئه وعاداته وتقاليده ومناقشتها وإبداء الآراء حولها وأسبابها وآثارها، وتقديم المقترحات والحلول لمعالجتها بشكل جذري ومن ثم الشروع في تلك المعالجات في أقصى سرعة بعد إنزالها في دراسات دقيقة وموضوعية، صحيح أن الأمسيات الرمضانية التي يتم أحياؤها في أمانة العاصمة وعواصم بقية المحافظات يتم تحديد كل يوم وكل أمسية لموضوع وقطاع معين تتم فيه دعوة المعنيين والمهتمين في تلك الجوانب، لكن الملاحظ لما يدور في تلك الأمسيات يرى بأنها لا تعطي كل موضوع حقه من الأهمية والوقت المناسب كما تعتبر الأمسية وحضورها كإسقاط واجب لا غير حيث أن الحاضرين والمهتمين المشاركين في الأمسية يغادرون المكان وهم قد تناسوا ما تم التطرق إليه والارتقاء حولها في قضية من القضايا، ولنكتشف في الأخير بأن الجدية في إصلاح الأوضاع ومعالجة القضايا الهامة لم تتوفر بعد سواء لدى المسؤولين في الدولة أو المهتمين، وكل من لهم علاقة من المواطنين والمنظمات المدنية والحزبية، والدليل على ذلك أن القضايا التي تم طرحها ومناقشتها في الأمسيات الرمضانية العام الماضي هي نفس القضايا التي يتم مناقشتها هذا العام، وهي قد توسعت وتفاقمت أكثر، ولا تعلم إلى متى سيتم ترحيل الكثير من القضايا الهامة من عام لآخر، لذلك نقول: أن جمع الناس ودعوتهم لحضور الأمسيات سواء من قبل المحافظين والوزراء أو من قبل رئيس الجمهورية ونائبه ليس بالأمر الصعب، لكن الأهم من ذلك كله ما هي القرارات والتوصيات التي ستخرج بها تلك الأمسيات ومدى تطبيقها على الواقع أو البدء بتنفيذها من صباح اليوم الثاني للأمسية، كما أن الكثير من القضايا الهامة التي يعاني منها الشارع اليمني يجب طرحها للنقاش بصورة مستمرة سواء في شهر رمضان أو بقية أشهر السنة، وليس من العيب مناقشتها وطرحها في كل شهر أو أسبوع مرة حتى تكون مطلب الجميع وضرورة ملحة للإصلاح لكل من المسؤول والمواطن الحاكم والمعارض على السواء، هناك الكثير من الظواهر والقضايا التي صارت منتشرة في مختلف محافظات الجمهورية منها ارتفاع نسبة ظاهرة القتل بشكل ملحوظ في بعض المحافظات، كذلك ظاهرة انتشار المتسولين في شوارع مراكز المديريات والمحافظات وخاصة في شهر رمضان المبارك، أضف إلى ما سبق ظاهرة الفساد المالي والإدارة المنتشرة بشكل ملحوظ في مختلف المرافق الحكومية وعلى مستوى المديرية الواحدة، هذا إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام بعض المواد مثل الغاز والديزل وغيرها وتدهور الوضع الصحي في مختلف المنشآت الصحية الحكومية منها والخاصة وهكذا، ولنبدأ مثلاً بقضية انتشار المتسولين في مختلف المدن ومراكز المديريات، فالبعض يقول: أن هؤلاء المتسولين قد اعتادوا على ذلك، وصار التسول بالنسبة لهم كالمهنة التي يزاولها بانتظام، لكن البعض الآخر يرى غير ذلك، مؤكداً بأن ما تقدمه الدولة لهذه الشريحة من مساعدات في صندوق الرعاية الاجتماعية لا يفيء بالغرض، بل لا يسهم في إعانة شخص واحد لأكثر من أسبوع، فما بالك عن أسرة بكاملها، ويرى أصحاب هذا الرأي بأنه من الضروري إشراك الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنتشرة في مختلف المحافظات المساعدة مثل هؤلاء سواء نقدأً أو عيناً، لكن بشرط أن يكون هناك تنسيق دقيق بين مختلف تلك الجمعيات حتى تشمل خيرها معظم المحافظات والمديريات، لا أن يتم التركيز على مراكز المحافظات أو المديريات، وقد أكد لي أحد الأصدقاء أنه رغم وجود مجلس تنسيق للجمعيات في بعض المحافظات إلا أن هذا المجلس لا يقدم أي جديد، وبعيد كل البعد عن المهام التي أنشأ من أجلها لنرى مثلاً بعض الأيتام يستلمون في الشهر الواحد من أكثر من جمعية لأنهم مسجلين في كل تلك الجمعيات، والبعض الآخر لا يستلم من أي جمعية هذا على سبيل المثال فقط، فهل تتحقق الأهداف المرجوة لهذه الأمسيات المقامة؟ نأمل ذلك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد