سراج الدين اليماني
أخي القارئ الكريم لا تغتر بالمظاهر الجوفاء والمزيفة لأبناء الانجيل فإنهم يسحرونك بأعمالهم وأخلاقهم وأقوالهم وهم يكنون لك الحقد الدفين الذي يحمل في طياته حب الانتقام منك ومن دينك وتراثك وتاريخك ودستورك "القران والسنة" ونبيك.
ولذلك هم يسعون ليل نهار في إعداد الدراسات والخطط والبرامج المتمثلة في إعداد دراسات ماجستير ودكتوراه في مجال الدين لكي يحكموا السيطرة عليك أيها المسلم المستسلم لهذه الأخلاق والسجايا والخلال وأنت لا تعرف ما الهدف من وراءها، وكذلك يعدون الدراسات المكثفة عن الحالة الصحية والاجتماعية والمعيشية للأفراد المسلمين في جميع بقاع الأرض وبالأخص قارتي أفريقيا وآسيا ومما سأذكره لك لاحقاً سوف يتبين لك ما وراء هؤلاء الذين يأتوننا بلباس المساعدة والدعم المادي والمعنوي في شتى المجالات.
وأخص بالذكر من هذه الدول الصليبية راعية الدعوة لانتصار الصليب في العالم المهزوم قديماً وحديثاً فرنسا وماذا تعمل من أجل هذا الغرض؟ وكيف تدعم وبأي نوع من أنواع الخير تتلبس؟ وماذا وراء هذا الخير؟ فإليك أخي بعض ما نقل عنهم وسوف أبينه لك في عدة حلقات لأن المقام واسع وخطط القوم لا تقل وإنما تكثر فأعدك بأنك إذا أرعيتني اهتمامك لأخرجن من قلبك وعقلك ما تكنه من تبجيل واحترام لأعداء الملة الطغام وخصوصاً أننا نحن المسلمون ننبهر بالأخلاق قبل المعاملات فهي من سجاياها لأن هذا أصلاً من صلب ديننا وكان يتمتع بها الأول من جيلنا وخصوصاً سلفنا وإمامهم نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه راعي الأخلاق والقيم والمبادئ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وفي رواية صالح الأخلاق.
يعمل المرسلون الفرنسيون إلى بلاد الإسلام في المسلمين في مجال العمل الاجتماعي تحت ستار خدمة البيئة والتنمية والاستثمار صناعياً مستغلين الفاقة والعوز، والأزمات، وفي هذه المجتمعات يجري التنصير في المزارع حيث يعيش المبشرون المنصرون مع الفلاحين عيشة فلاحة وزراعة من غير أن يتظاهروا بأنهم مبشرون، وكذلك يخالط المبشرون المنصرون العمال ويعايشونهم حتى يسيطروا على الأوساط الصناعية بروح نصرانية، ويحرص المبشرون المنصرون على أن يؤثروا في العمال غير النصارى بسلوكهم الشخصي فيمثلوا لهم بأقوالهم وأعمالهم أن التقدم مسيحي وأن الاختراعات والاكتشافات مسيحية، وأن الطرق الحديثة في الصناعة مسيحية أيضاً.
انظر "التبشير والاستعمار" (215- 216).
ويبين "زويمر" كبير المبشرين المنصرين في الشرق الأوسط أن منهج المبشرين في العصر الحاضر تختلف عن منهج المبشرين في القديم، إذ أن القدامى سلكوا المسلك العقدي الخالص فيقول: "إن أكبر حجة كان المبشرون يدعمون بها أعمالهم التبشيرية منذ مائة سنة كانت لاهوتية محضة، أما الآن فقد أصبحت أعمالهم مشفوعة بأسباب اجتماعية وكان ينظر إلى المبشرين نظر قوم يشنون حرباً صليبية فقط، فتحولت الأفكار وصارت الأعمال التبشيرية تشف عن فكرة الإصلاح الاجتماعي وعن رفع شأن الشعوب غير المسيحية، وأن الخطة الفاسدة الخطرة التي تقضي ببث مبادئ المدنية مباشرة ثم نشر المسيحية ثانية عقيمة لا فائدة ترجى منها لأن إدخال الحضارة والمدنية قبل إدخال المسيحية لا تحمد عقباه بل تنجم عنه مساوئ كثيرة تفوق المساوئ التي كانت قبلاً.
انظر "الغارة على العالم الإسلامي" (ص91-92).
ومعنى ما يقوله هذا النصراني أن تمدح النصرانية بكل ثناء ومدح ويغمط الإسلام وأنه دين متأخر لا يرتقي بأبنائه، وليس العمل الاجتماعي لخدمة الإنسانية كما يظن بعض السذج والبلهاء من جهلة المسلمين، ويسلك المنصرون هذا السبيل بعد إحكام الخطط والمراجعة في مؤتمراتهم حتى يضمنوا نجاح عملهم بين المسلمين وهم يقولون: "إن المسلمين يدعو أن في الإسلام ما يلبي كل حاجة اجتماعية في البشر، فعلينا أن نقاوم الإسلام دينياً بالأسلحة الروحية، فالنشاط الاجتماعي يجب أن يرافق التعليم المباشر للإنجيل، ويساعده ويتمه، فلنبدأ بالصلاة اليومية، تلك التي تتصل بالطفل والمرأة ثم تتوسع في تلك الصلاة حتى تبلغ المبادئ الواسعة التي أقرتها "عصبة الأمم"، فأمام الكنيسة اليوم مناسبات ممتازة تتيح للمبشر المسيحي أن يتصل برجال ونساء في البيئة "الإسلامية" الراقية لم يكن بإمكانه من قبل أن يتصل بهم، ومن أجل ذلك ننصح المبشرين بالسير في العمل الاجتماعي على الأسس التالية:
1- إيجاد بيوت للرجال والنساء وخصوصاً الطبلة منهم ومنهن.
2- إيجاد أندية للاعتناء بالتعليم الرياضي وأعمال الترفيه وحشد المتطوعين لهذه الأعمال.
3- التعرف على أحوال المسلمين الاجتماعية والاقتصادية حولهم ثم السعي إلى الإصلاح سعياً يؤثر على الرأي العام.
4- الاهتمام بالأحداث والحيلولة دون الزواج المبكر، والحيلولة دون تشغيل الأطفال ومحاولة إصلاح العامة فيما يتعلق بالأجور وساعات العمل والأمور الصحية وجمعيات الرفق بالحيوان.
وفي الحلقة الثانية سأضعك أيها القارئ الكريم أمام بعض الحقائق التي نقلت عن المنصرين في بلادنا وفي القارتين المذكورتين إن شاء الله. <
الباحث في شؤون الإرهاب.